القائمة

أخبار

دياسبو # 259: طلال السلهمي.. مخرج مغربي يستلهم أعماله من الأساطير والقصص المغربية

بدأ حب المخرج الفرنسي المغربي طلال السلهمي للسنيما منذ أيام طفولته التي قضاها في مدينة الدار البيضاء، وظل وفيا لهذا الحب إلى أن قرر الانتقال إلى العاصمة الفرنسة من أجل استكمال مشواره الدراسي الجامعي في هذا الميدان، قبل العودة إلى أرض الوطن التي تلهمه أساطيرها للترويج للسينما المغربية في جميع أنحاء العالم، ومن بين أعماله فيلمه الجديد الذي يحمل عنوان "عاشوراء".

نشر
طلال السلهمي
مدة القراءة: 4'

عاش المخرج الفرنسي المغربي طلال السلهمي الذي ولد في نويي سور سين، 15 عامًا في المغرب، بعدما قرر والديه العودة إلى المملكة والاستقرار بمدينة الدار البيضاء وهو في سن السابعة، وهو ما ساهم بشكل كبير في إغناء ثقافته السينمائية. هذا الفضول للفن السابع "جاء نظرًا لكون السينما في كثير من الأحيان كانت جزءً من عمل والدي اللذين يعملان كصحفيين". ويحكي المخرج المغربي خلال حديثه مع موقع يابلادي أن اهتمامه وحبه للفن السابع، أصبح ملاذا له وهو في سن مبكرة.

وفي مدينة الدار البيضاء، التي كان يتواجد بها مجموعة من النوادي التي تعرض الأفلام، كان طلال يستمتع بمشاهدة الأعمال السينمائية، من بينها أعمال المخرجين ستيفن سبيلبرغ، وجو دانتي، و بول فيرهويفن، و جون كاربنتر، ولاحقا أعمال المخرجين غييرمو ديل تورو و كريستوف غانز. ويتذكر المخرج المغربي تلك اللحظات قائلا "كل هذا غذى عشقي السينمائي، بالإضافة إلى اقتنائي للمجلات، والأبحاث التي كنت أقوم بها حول الأفلام، مما ساهم في اكتشافي للسينما الرائعة".

ويحكي طلال أنه خلال مرحلة التعليم الثانوي، لم يكن أفضل طالب في الفصل، على عكس موهبته فوق خشبة المسرح. وهي المرحلة التي انغمس فيها لأول مرة في الإخراج والكتابة بالموازاة مع دراسته.

وبعد حصوله على شهادة البكالوريا التحق بجامعة باريس 1 بانثيون سوربون، حيث بدأ دراسته في المجال السينمائي لغاية حصوله على شهادة الماستر في الإخراج وقام بعدها بإخراج مجموعة من الأفلام القصيرة من بينها، " Sinistra" عام 2005 و " Partir en fumée" عام 2007، وحصل على جائزة أفضل فيديو مصور الذي تمنحه قناة Arte ووزارة الصحة، والرابطة ضد السرطان.

لقاءه مع نبيل عيوش، خلال المرحلة النهائية من تعلميه، شكلت بداية انطلاقته الحقيقية في إخراج الأفلام الطويلة. ويتذكر طلال السلهمي ذلك اللقاء قائلا "لقد منحني الفرصة لإخراج فيلم" ميراج"، وهو أول فيلم روائي طويل لي، والذي لم يكن في الأصل موجه للسينما ولكن لسلسلة الأفلام  Industry التي سمحت لكثير من المخرجين الآخرين بالظهور، مثل هشام العسري وإبراهيم شكيري". وفي نهاية المطاف تم تحويل الفيلم إلى مرحلة ما بعد الإنتاج (هي جزء من صناعة الأفلام وعملية إنتاج الفيديو) مما أتاح إمكانية إخراج فيلم روائي طويل تم طرحه في دور العرض عام 2010 بالإضافة إلى عرضه في مجموعة من المهرجانات.

والعمل هو عبارة عن فيلم إثارة تم تصويره في الصحراء المغربية ومن إنتاج نبيل عيوش وكان من بين الأفلام التي شملتها مسابقة رسمية بمهرجان مراكش السينمائي الدولي. وتابع جولته الدولية في المسابقة الرسمية، في مهرجانات مثل جيرارمر (فرنسا)، و BIFFF (بلجيكا)، حيث حصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم، بالإضافة إلى مهرجان طنجة (المغرب) حيث حصلت الفنانة مريم الراوي على جائزة أحسن ممثلة.

عودة إلى منبع إلهامه الأول

مع تطور مسيرته الفنية، قرر المخرج المغربي العودة إلى المغرب وهو منبع إلهامه الأول، وقام بتأسيس شركة إنتاج عام 2014، أطلق عليها اسم Overlook Films، والتي يطمح من خلالها لإنتاج أفلام مغربية من نوع جديد.

"لو لم أكن قد عشت في المغرب، لما كنت سأتمكن من ولوج عالم السينما. لقد منحني المغرب كل شيء. كنت محظوظًا لأنني استمعت إلى ما أريد القيام به، وبفضل التجارب التي راكمتها جاءت فكرة إخراج فيلم عاشوراء. كما أن فكرة شركة الإنتاج جاءت من أجل صناعة هذا النوع من الأفلام وما زلت منفتحًا على هذه الفكرة بالإضافة إلى مد يد المساعدة أيضا لمخرجين شباب آخرين للتطور في هذا النوع من الأعمال السينمائية".

طلال السلهمي

ويصادف يوم 12 أكتوبر الإطلاق الوطني لفيلمه الجديد "عاشوراء"، وهو من بين الأفلام الروائية المغربية النادرة من هذا النوع، ويدور حول الأساطير الخاصة بثقافة البلاد، حيث يروي قصة أربعة أطفال يلعبون ألعاب مخيفة وعالم الخوارق. وحاز الفيلم على جائزة أفضل فيلم في مهرجان Hardline في ألمانيا وتنويه خاص من قبل لجنة التحكيم في مهرجان Sitges Fantastic Film Festival في إسبانيا، كما تم عرضه في الولايات المتحدة وروسيا واليابان والدول الاسكندنافية.

في الفيلم ، يختفي الطفل سمير خلال الألعاب التي تقود الأطفال للذهاب إلى مسكن ممنوع، حيث يلتقون بمخلوق مستوحى من كون جنون. فيما تغير الأطفال الآخرين الذين يتعين عليهم بعد ذلك مواجهة ماضيهم من خلال هذا المخلوق الأسطوري.

ويعتقد المخرج المغربي أن "لا يزال من الصعب معرفة ما إذا كان هذا النوع من الأفلام الرائعة، المتجذرة في عناصر الثقافة المغربية، يثير شهية الجمهور، ولكن من الواضح أن هناك جمهورًا مغرمًا جدًا بالعديد من الأنواع"، وتابع "لدينا أرض خصبة من الأساطير التي يمكننا مشاركتها مع الجمهور المغربي بشكل أساسي، ولكن أيضًا مع بقية العالم للترويج لثقافتنا".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال