القائمة

أخبار

بعد فشلها في مجلس الأمن والجامعة العربية.. الجزائر تسوق لانتصار وهمي على المغرب

بعد فشلها في مجلس الأمن الدولي، والجامعة العربية، تحاول الدبلوماسية الجزائرية الترويج "لانتصار كبير" على المغرب، بعد انتخاب مرشحها لرئاسة لجنة الخدمة المدنية الدولية التابعة للأمم المتحدة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

احتفلت الدبلوماسية الجزائرية والإعلام الجزائري، بانتخاب السفير الجزائري العربي جاكتا للمرة الثانية رئيسا للجنة الخدمة المدنية الدولية التابعة للأمم المتحدة.

وكتب وزير الخارجية رمطان لعمامرة على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي "تهانينا للسفير العربي جاكتا على إعادة انتخابه المظفرة اليوم رئيسا للجنة الخدمة المدنية الدولية بأغلبية 121 صوتا مقابل 64 لمنافسه المغربي. أحيي هذا النصر الجزائري العظيم!".

فيما وصفت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية الانتخابات بـ"النكسة المغربية"، وقالت إن "الجزائر تفوقت على المغرب بنتيجة 121 صوتا مقابل 64". وتابعت أن "هذه النتيجة ثمرة جهد حثيث للدبلوماسية الجزائرية لا سيما خلال الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة".

وأضافت أن "إعادة انتخاب الدبلوماسي العربي جاكتا يعتبر اعترافا بالعمل المتميز الذي قام به خلال عهدته الأولى على رأس هذه الهيئة الأممية، كما يبرز عودة الدبلوماسية الجزائرية على الساحة الدولية تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون".

وكانت الوكالة نفسها قد التزمت الصمت بعد فشل مرشح الجزائر في نيل مقعد في لجنة حدود الجرف القاري للأمم المتحدة، للفترة 2023-2028، أمام منافسه المغربي ميلود الوكيلي.

محاولة لتجاوز نكسات القرار 2654 والقمة العربية

ولا تعتبر هذه المرة الأولى، التي "تبالغ" فيها الدبلوماسية الجزائرية في الحديث عن "الانتصارات" التي تحققها، فقبل ثلاثة أسابيع، خصصت وسائل الإعلام الجزائرية حيزا مهما للحديث عن انتخاب الجزائر لعضوية مجلس حقوق الإنسان الأممي، وقالت الخارجية الجزائرية، إن نيل عضوية المجلس جاء "تقديرا لدوره الجزائر كدولة محورية في المنطقة، معنية بتعزيز مبادئ وقيم حقوق الإنسان في العالم".

لكن الإعلام الجزائري ووزارة رمطان لعمامرة، لم يوضحوا أن المقاعد الأربعة المخصصة لإفريقيا ترشحت لشغلها ثلاثة دول فقط هي المغرب وجنوب إفريقيا والجزائر، فيما وجدت السودان نفسها ملزمة بالاستمرار في المجلس لولاية ثانية نظرا لعدم وجود مرشح رابع لشغل مقعدها.

والحديث عن "الانتصارات" على حساب المغرب، موجهة للاستهلاك الداخلي، خاصة وأن المسؤولين الجزائريين يتحدثون منذ وصول تبون إلى السلطة عن "الجزائر الجديدة" و"القوة الضاربة"، التي عادت بقوة إلى الساحة الدبلوماسية الإقليمية والدولية.

لكن هذه "العودة القوية" إلى الساحة الدبلوماسية، لم تمكن، وزير الخارجية السابق صبري بوقادوم، في عام 2022 من شغل منصب ممثل الأمم المتحدة في ليبيا، كما أن وزير الخارجية الحالي رمطان لعمامرة فشل في إقناع مجلس الأمن سنة 2020 بشغله لنفس المنصب.

ويعتبر القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء والذي يحمل الرقم 2654، أيضا بمثابة نكسة للدبلوماسية الجزائرية، التي عبرت عن رفضها له. ولم تتمكن "القوة الضاربة" أيضا من وقف تدشين قنصليات جديدة للعديد من الدول بالعيون والداخلة.

كما أن القمة العربية التي جرت أشغالها في العاصمة الجزائر، أبانت عن فشل الدبلوماسية الجزائرية، حيث غاب عنها القادة العرب الأكثر نفوذا، رغم التنازلات التي قدمت بخصوص عودة سوريا للجامعة العربية، والتخلي عن اقحام ملف الصحراء في أشغال القمة، وكذا عدم إدانة التطبيع مع إسرائيل.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال