القائمة

أخبار

دياسبو # 271: إلهام كشاطي.. ربانة مغربية تسعى للتخلص من الاعتماد على الكيروزين

ترأس المغربية إلهام كشاطي شركة Elektropostal Africa المتخصصة في الطيران، وتسعى الآن إلى تخليص الطائرات من الاعتماد على الكيروسين، والمساهمة في الحد من الاحتباس الحراري.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

ولدت إلهام كشاطي في بوندي بمنطقة باريس، ونشأت مع والديها المغاربة المنحدرين من شرق المملكة. بدأ ولعها بالطيران مع نعومة أظافرها، وفي سن الثامنة زارت مطار لو بورجيه، وزاد ولعها أكثر بالطيران، وفي سن الثانية عشرة اكتشفت قصص الطيار والكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري، وفي سنة 2020 عادت إلى مطار لو بورجيه لكن كمدربة متعددة المهام، وقبل ذلك كانت إلهام متفوقة في دراستها، وانظمت إلى الجيش الفرنسي.

فبعد حصولها على البكالوريا شعبة العلوم، وإنهاء دراستها في معهد الدراسات السياسية بباريس، انضمت  إلى الخدمة العسكرية التطوعية، وقالت في حديثها ليابلادي "عندما كنت صغيرة، كنا نسافر عموما بالسيارة، من باريس إلى وجدة عبر ألميريا أو ملقة، ثم نقطع البحر على متن العبارات. اكتشفت مجال الطيران بفضل زيارة لمتحف الهواء والفضاء".

"كان هناك الكثير من الربانات خلال هذه الزيارة، اعتقدت أنها وظيفة خاصة بالنساء، في شقيها المدني والعسكري، ووقعت في حبها، وبدأت أرسم الطائرات في غرفتي".

إلهام كشاطي

تأثرت إلهام خصوصا بجاكلين أوريول، أول امرأة تكسر حاجز الصوت في أوروبا وثاني ربانة للتجارب في فرنسا، بعد أدريان بولاند. وفي سن السادسة عشرة، قامت الشابة الفرنسية المغربية بأول رحلة طيران لها، وقالت "في تلك اللحظة، شعرت بالكثير من الامتنان. أردت أن أعيش ما كان بالنسبة لي أكثر من مجرد حلم. لقد أردت حقًا أن أجعلها وظيفة، ومهنة".

وبعد أن كانت بداياتها في مجال الملاحة بشكل تطوعي، تم اختيارها في اختيارات EOPAN ، ضابطة طيار طالبة في الملاحة الجوية البحرية مع Desiderata وانضمت إلى Escadrille 50S في عام 2011.

وبعد ذلك تم إرسال المغربية إلهام إلى عدة مهام في الخارج، ولا سيما أثناء مهمة هارمتان في ليبيا. حيث تم إرسالها لاجتياز اختبارات EOPAN". ليتم قبولها في شتنبر 2011 ، وقالت إنها كانت يتم التعامل معهابشكل "غريب" من قبل نظرائها. وقالت "في ذلك الوقت، قال لي قائد الوحدة العسكرية، إنني سأعتاد على الوضع وأجد نفسي، وكان هذا العسكري من عشاق المغرب، كما سلمني ميداليتين"، و"ونصحني بألا أضيع هدفي. الطريق طويل ومليء بالمطبات،  كنت مدركة تمامًا أنني سأفشل ثم سأنجح".

في عام 2013 ، اجتازت الاختبارات لتصبح قائدة لطائرة هليكوبتر في الجيش، وهو مجال النخبة والذي يكون امتحانه صعبًا للغاية. وتمكنت من اجتياز جميع الاختبارات، وأصبحت، ضابطة طيارة في مدرسة سان سير العسكرية، ثم شغلت بعدها منصب رائد ترقية قتالية ورئيسة مكتب الاتصال والعلاقات العامة في هيئة الأركان العامة.

وفي الوقت الذي كانت تحظى إلهام بتشجيع خاص من قبل عدد قليل من الأشخاص في محيطها التعليمي، لم يكن هذا هو حال محيطها الأوسع، وقالت "لم أكن أعرف إلى أين أسير، لم يكن أي من أفراد عائلتي عسكريا، وكان الكثير من الناس ينصحونني بأن أبحث عن عمل آخر".

"عند ولوجي للجيش، آمن بعض الأشخاص بي كثيرًا ودفعوني لأكون أفضل. بالتأكيد لم يكن هناك الكثير من التنوع، لكن كانت تجمعنا علاقة قوية، بصفتنا أشخاص من أصول مهاجرة، ولكننا نريد بفخر خدمة العلم الفرنسي" 

ومع ذلك اختارت إلهام، مغادرة المجال العسكري، والاستمرار في استكشاف آفاق أخرى في مجالها. ولم تتردد الطيارة في فرض الاحترام، وكانت تتعامل بصرامة مع التصريحات المهينة أو المتحيزة، بسبب أصولها أو وضعها كامرأة.

"في كل مرة أقابل فيها أشخاصًا، في المحيط العملي، ويعاملونني كما لو أنني لست فرنسية أو كشخص لا يستحق التواجد في هذا المكان، لا أتردد في إيقافهم عند حدهم"

بعد تركها للجيش، عملت إلهام كشاطي في مشروع التدريب المتمايز الجديد للطيارين المقاتلين (FOMEDEC).وتتذكر تجربتها كمديرة تخطيط في قاعدة كونياك الجوية، قائلة "لقد استمتعت كثيرًا بالتخطيط لهذا المشروع خلال مهمة كانت غنية جدًا بالتعلم والتطوير. من تشييد المباني وتركيب أجهزة محاكاة واختبار واستقبال طائرات بيلاتوس بي سي 21 ".

ثم عملت بموجب عقد لمدة عام في المدرسة الوطنية للطيران المدني كمدرسة مسؤولة عن المشاريع. وقالت "قمت بتدريب طلاب من الخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الملكية المغربية، والطيران المدني في جنوب إفريقيا. واصلت عملها في لو بورجيه، داخل مركز تدريب Falcon التابع لشركة Dassault و Flight Safety International كمدربة طيار Dassault Falcon 7X / 8X. وتؤكد قائلة "كانت تجربة أعتز بها من كل قلبي"

تقوم إلهام كشاطي الآن بتسيير رحلات دبلوماسية وطبية ورحلات لكبار الشخصيات. وإلى جانب ذلك، قامت بتحدي Elekropostal مع فريق من الشغوفين، هدفه "تنمية ذاكرة الطيران من خلال إحياء مسارات لاتيكوير وسان إكزوبيري" على متن طائرة فيليس إلكترو بيبيستريل.

"في عام 1919، وافق المغرب على استقبال الطائرات الأوروبية على أراضيه، وهي السنة التي تم فيها إنشاء أول شركة طيران عابرة للقارات في العالم. بعد 100 عام، تهدف شركة Elektropostal إلى إعادة إحياء هذا العبور على متن طائرات الطاقة النظيفة بنسبة 100٪ من أجل تدشين أول شركة طيران خضراء عابرة للقارات ".

إلهام كشاطي

ومن خلال هذه المبادرة، تهدف إلهام إلى "تعزيز الطاقات البديلة والتخلي عن الكيروسين". وتهدف Elekropostal إلى "القيام بأول رحلة عابرة للقارات مع إفريقيا في عام 2023".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال