القائمة

أخبار

دياسبو # 275: إسماعيل بوفراحي.. من مظلي في الجيش البلجيكي إلى مصمم للديكور الداخلي

اشتهر إسماعيل بوفراحي بابتكاراته في مجال الديكور الداخلي والتصميم، في بلجيكا، وفي العديد من البلدان الأوروبية. وبدأ هذا المهاجر المغربي مساره المهني داخل الجيش البلجيكي لينتهي به المطاف كمصمم ديكور داخلي.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

لم يكن رجل الأعمال والمصمم البلجيكي المغربي إسماعيل بوفراحي، العاشق للرياضة، يفكر أبدًا في أن يصير مختصا في التصميم الداخلي. ولد في بلجيكا لأبوين مغربيين من الريف، ونشأ في عائلة مكونة من 10 أطفال (7 شقيقات وشقيقان) ، في شيربيك ببروكسل.

وكان متفوقا في مساره الدراسي، وحصل على البكالوريا في الاقتصاد والرياضيات قبل أن يدرس الهندسة التجارية.  وفي سنة 1997 قرر الانضمام إلى فرقة المظليين التابعة للجيش البلجيكي، الذي كان آنذاك يضم في صفوفه عددا قليلا من المجندين المنحدرين من أصول مهاجرة.

وقال إسماعيل لموقع يابلادي إنه "وجد ذاته داخل الجيش"، حيث تمكن من الجمع بين حبه للرياضة والقيم التي نقلها له والديه، وخصوصا "الإحساس بالمسؤولية، والالتزام والمساعدة المتبادلة والصرامة في المقام الأول تجاه الذات ".

لكن مساره العسكري توقف فجأة بعد إصابة خطيرة تعرض لها أثناء هبوطه بالمظلة، وشكل هذا الحادث نقطة تحول أولى في حياته المهنية، حيث كان يعلق آمالا كبيرة للعودة إلى صفوف الجيش، غير أن تقريرا طبيا قضى على أحلامه.

ورغم المصاعب، أصر إسماعيل بوفراحي، على البصم على بداية جديدة، مستعينا في ذلك بالقيم التي اكتسبها من والديه، واللذين يصر على أنه استمد قوته منهما.

"لقد علمتنا نشأتنا في المنزل دائمًا أن نأخذ أعظم التجارب في الحياة كبداية جديدة للأفضل. علمنا والداي هذا منذ الصغر، وقالا لنا أنه عندما تغلق عدة أبواب أمامنا، يتم فتح أبواب أخرى. أخبرونا أنه يتعين علينا أن نسلح أنفسنا بالصبر والمرونة من خلال مواجهة الأوقات والظروف الصعبة، والتي تقودنا إلى مسارات جديدة. هذه القدرة على الأمل والعمل في نفس الوقت هي أيضًا جزء من تعليمنا الديني ".

اسماعيل بوفراحي

من عسكري إلى بائع في متجر

وهكذا، تمكن إسماعيل من الحصول على وظيفة مدير مدرج لشركة الطيران البلجيكية سابينا، لكن هذه الشركة سرعان ما أعلنت إفلاسها سنة 2002، ليجد نفسه عاطلا عن العمل من جديد، لكن هذه المرة مع وجود مسؤوليات عائلية، بعد زواجه. ثم عمل كبائع في متجر أثاث براتب منخفض، "أقل من راتب متدرب" بتوصية من أخت زوجته.

ومع مرور الوقت، اكتشفت أخت زوجته موهبته في التصميم الداخلي، على الرغم من أنه لم يكن يرى مستقبله في هذا المجال، وقال "لا أتذكر أنني كنت مهتمًا بشكل خاص بالديكور الداخلي".

وواصل "أتذكر، من ناحية أخرى، الذوق الذي اختارت به والدتي ستائر غرفة المعيشة في منزل عائلتنا عندما كنت صغيراً، والوقت الذي كرسته لاختيار الأقمشة لإضفاء الانسجام على الألوان والديكورات."

ودفع هذا الإحساس بالتفاصيل والجاذبية لجمال الديكورات الداخلية، "كما لدينا بالفعل في تقاليدنا المغربية"، إسماعيل بوفراحي، إلى تولي منصب مستشار التصميم الداخلي. وبفضل أصالة وإبداع مقترحاته، نجحت الشركة في مضاعفة حجم أعمالها، وفي عام 2008، تولى إدارة الشركة، مما شكل نقطة تحول أخرى في حياته المهنية. وظهرت خبرته في تصميم جديد أطلق عليه Depot Style.

بائع رائد للعلامات التجارية الإيطالية الفاخرة ومزود  لـ Stromae

واشترك في مغامرته الجديدة مع شقيق زوجته محمد عقابي، وقال "كانت الفكرة تفضيل الموردين البلجيكيين والأوروبيين، مع التأكيد على الكفاءة البيئية".

وبفضل قدرته على الجمع بين أكثر من 180 علامة تجارية في مشروع واحد، حقق رجل الأعمال المغربي الأصل، نجاحا كبيرا في مجاله، وارتبط اسمه بأهم المصنعين والحرفيين الإيطاليين في السوق، ليصبح أول بائع تجزئة لهم في بلجيكا منذ تسع سنوات.

وسمح هذا النجاح لإسماعيل بوفراحي، بوضع علامته التجارية بين أهم العلامات التجارية في أوروبا، وذلك بفضل ثقة المزيد من الزبناء في موهبته. اشتهر بكونه مستشارًا لنيكولاس أنيلكا، كما قدم خدمات للأمير طلال بن محمد العبد الله الفيصل آل سعود ، بالإضافة إلى العديد من النجوم والشخصيات المرموقة ، في بلجيكا وبلدان أخرى. كما وقع، في عام 2018، على تصميم داخلي خاص، حيث تم تصميم أثاثه بشكل أساسي بواسطة Pininfarina ، مع العديد من النسخ الفريدة. .

ومنذ عام 2020، أصبح لدى علامته التجارية صالة عرض متعددة العلامات بأثاث راقي، "الأكثر تميزًا في أوروبا، إن لم يكن في العالم". ويحب إسماعيل وصف هذه الصالة بأنها "في منتصف الطريق بين صالة عرض للأثاث ومعرض فني". وهي بالنسبة له "تكريم أولاً للأثاث والحرفية الأكثر أصالة، ولكن أيضًا لعالم السيارات وصناعة الساعات".

وقال "في ثقافتنا المغربية نشأنا في حب الأشياء الجميلة، في الأناقة والانسجام بين الأذواق والألوان، سواء كنا من طبقة عاملة متواضعة أو من عائلة ثرية. هذا جزء من حمضنا النووي في المغرب ويمكننا استثماره في عالم أعمال التصميم".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال