القائمة

أخبار

دياسبو # 279: يوسف الدوح.. رجل أعمال ناجح في أوروبا يريد أن يختتم مشواره المهني بالمغرب

وُلد يوسف الدوح الإدريسي بالدار البيضاء، وغادر المغرب للانضمام إلى والديه في فرنسا وهو في سن الثالثة عشرة، آنذاك فطع وعدا على نفسه بالعودة إلى وطنه قبل سن التقاعد، من أجل الاستمتاع بالبلد الذي ولد فيه، مع الاستثمار فيه، ويعيش الآن بين فرنسا والمغرب.

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

ولد يوسف الدوح الإدريسي في الدار البيضاء سنة 1971 ، ونشأ في الحي القديم بسيدي معروف إلى غاية الثالثة عشرة. وقال في حديث مع موقع يابلادي "ذهبت إلى فرنسا مع والدتي في سن الخامسة، لأول مرة، وفي الثالثة عشرة توجهت للعيش هناك بشكل دائم. بين هذين التاريخين ، تعلمت الكثير من جدتي التي أمضيت معها معظم طفولتي في الدار البيضاء، هذه المرحلة كانت الأفضل في حياتي".

وفي فرنسا صعد الشاب المغربي الدرجات، وصار رجل أعمال لكنه "قطع وعدا على نفسه" بأن ينهي حياته المهنية في وطنه المغرب.

وقل يوسف الذي يشغل الآن منصب رئيس شركة النقل ULS في باريس "توجهت إلى فرنسا وأنا مضطر، في فترة المراهقة، كنت متمسكا بعدم الهجرة. عندما وصلت إلى فرنسا، في غريني، كانت الأرض مغطاة بالثلج"، وتابع "كان من الصعب التأقلم، وجدت نفسي فجأة بعيدا عن أصدقائي ومدرستي وحيي"، وواصل "في فرنسا، كان من الصعب علي تكوين صداقات في البداية...، شعرت بملل شديد في المدرسة ".

وفي المدرسة الثانوية، تخصص يوسف الدوح في عالم الطيران (صناعة الغلايات الجوية)، وقبل ذلك "بدأت العمل عندما كان عمري 16 عامًا، خلال العطلة الصيفية، بعد أن وجدت فرصة في شركة تنظيف المباني في عقار سكني".

وقال "لم أحصل أبدًا على وظيفة مرتبطة بشهادتي. كان تطوير نفسي في مجال الطيران يتطلب وقتًا ومالًا، بينما كانت الأولوية في ذلك الوقت هي توفير احتياجات منزل الأسرة ".

وفي سن العشرين شرع في العمل لدى شركة IBM في معالجة المكونات الإلكترونية، وقال "تمكنت من الحصول على شقة بسرعة والاحتفاظ ببعض المدخرات، التي تمكنت بفضلها، من الحصول على رخصة ربان طائرة بميزة مشرفة، كنت سعيدًا جدًا بذلك".

من النقل الإقليمي إلى تقديم الخدمات في جميع أنحاء أوروبا

في سن 23 ، تمكن يوسف الدوح من بدء نشاطه الاقتصادي الخاص، وقال "اضطررت إلى الحصول على قرض من البنك، سمح لي بشراء أول شاحنة صغيرة وهاتف محمول. في سنة 1995، بدأت نشاط النقل الخاص بي، أولاً على المستوى الإقليمي، وبسرعة بدأت أعمل في جميع أنحاء فرنسا، بعد ذلك سافرت في جميع أنحاء أوروبا، وقمت بتسليم السلع في روسيا أيضا. نمت شركتي شيئًا فشيئً ، ولديها اليوم 240 موظفًا في منطقة باريس، مع أسطول يضم أكثر من 80 حافلة".

"أعتقد أن منتصف التسعينات، كان الفترة الذهبية لميدان النقل، قابلت الأشخاص المناسبين الذين وثقوا بي ومنحوني الفرصة. في كل مرة تظهر فيها فرصة جديدة، نخشى أن نأخذ زمام المبادرة، ولكن بمجرد أن نتغلب على أوجه عدم اليقين، نشعر بالرضا ونقول لأنفسنا أن الأمور ليست معقدة كما نتخيلها. مع كل عقد نقل جديد، انتهز الفرصة للتطور".

يوسف الدوح

خلال الأزمة الصحية، لم يقف يوسف الدوح مكتوف الأيدي، وقال "كنا نقوم بتوزيع وجبات الأكل بشكل مجاني، على مطاعم المحبة، وعلى المتشردين والطلاب الذين فقدوا وظائفهم. يقوم مهنيو النقل الذين يشتغلون معي ، بنقل هاته الوجبات، وهو جزء من مبادئ الشركة " وأضاف "لقد حرصنا أيضًا على توفير المواد الغذائية لمختلف المتاجر في فرنسا، حتى لا تؤدي الأزمة الصحية إلى أزمة أخرى مرتبطة بالسلامة الغذائية".

كما فكر يوسف الدوح، أيضًا في تنويع أنشطته ومصادر دخله. حيث استثمر في تقديم وجبات الأكل لعدة سنوات، قبل أن يقوم بتأجير مقراته لسلسلة دولية في منطقة باريس. وقال "عند افتتاحي في البداية لعلامتي التجارية ، كنت أفكر في افتتاح مطعم حلال تقليدي بدون بيع الكحول. وبتوفرنا على 190 مقعدًا، تمكنا من استقبال العديد من الزبائن لفترة طويلة، في جو ممتع يجمع بين العائلات والأصدقاء. الفكرة من المشروع، هي توفير مكان يجتمع فيه الأشخاص الذين ينحدرون من المغرب العربي والذين يقطنون، في المنطقة التي كنت أتواجد بها". في ذلك الوقت، كانت العروض في تلك المنطقة محدودة للغاية، وكانت مجموعة من النساء تجد نفسها، مجبورة على الذهاب إلى باريس، ثم العودة إلى بيوتهن في وقت متأخر من الليل، وقال يوسف "لقد لاقت مطاعمي نجاحا كبيرا، علاوة على ذلك، 80٪ من عملائنا هم من النساء".

وعلى الرغم من هذا النجاح، تخلى يوسف عن المشروع، وقام بإيجار مطاعمه، وذلك بحكم أنه لم يعد بإمكانه التفرغ لهما. "منذ البداية، وعدت نفسي أنه عندما ينتهي الحجر الصحي، سأفكر في العودة إلى المغرب والاستقرار به. لم أكن أتخيل نفسي مستمرا في العمل في فرنسا حتى فترة تقاعدي، ثم العودة بعدها إلى المغرب".

في وطني الأم، يمكنني أن أصير مستثمرا أو أشارك في ذلك، في إطار خدمة البلد وخلق فرص عمل للشباب، مع وجود إمكانية للعمل بين المغرب وفرنسا، التي أواصل بها إدارة عملي "

يوسف الدوح

على هذا النحو، أنشأ يوسف الدوح مؤخرًا "شبكة مهارات مهاجرين المغرب". وتهدف هذه الجمعية، التي يقع مقرها في مراكش، إلى أن تكون نقطة معلومات لتسهيل التآزر على المستوى الإقليمي، من أجل إنشاء جسر مع المستثمرين من الخارج الذين يرغبون في إطلاق أنشطة على المستوى الإقليمي.

وتابع يوسف حديثه قائلا "غالبا ما يسافر مغاربة العالم، إلى مدينة مراكش، أولاً من أجل الاستجمام، لكن أن نريدهم أن ينخرطوا بشكل مباشر، في الاقتصاد والاستثمار. الفكرة هي أننا نذهب إليهم، لتشجيعهم على إطلاق الأنشطة هنا، من خلال تعريفهم بالإمكانيات والفرص المتاحة، وكذلك الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية والاقتصادية والمؤسسية التي يمكنهم العمل معها".

ومنذ يناير الماضي، أصبح يوسف الدوح أحد مؤسسي شركة "Origine Maroc Garantie".، والتي يهدف من خلالها إلى تعزيز الإنتاج المغربي على المستوى الوطني والعالمي، لجعله حافزًا لخلق فرص العمل في البلاد.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال