القائمة

أرشيف

رمضان في التاريخ #23: الرسول (ص) والعشر الأواخر من رمضان

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص على الإكثار من العبادة في العشر الأواخر من شهر رمضان، لوجود ليلة القدر فيها.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

تبدأ الليالي العشر الأواخر من رمضان من ليلة الحادي والعشرين منه، وتنتهي بخروج رمضان سواء أتم 30 يوما، أو كان ناقصا (29يوما).

وللعشر الأواخر من شهر رمضان العديد من الميزات، التي تجعلها مختلفة عن باقي الأيام، حيث تتضمن ليلة القدر التي قال عنها الله تعالى "خير من ألف شهر".

ويرجع اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر لوجود ليلة القدر فيها، فقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان".

وجاء في صحيح مسلم وصحيح البخاري "كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ". و"شد مئزره" كناية عن اعتزال النساء، و"أَحْيَا لَيْلَهُ" معناه استغرقه بالسهر في العبادة صلاة وتلاوة.

وليلة القدر تعدل صيام رمضان وقيامه، حيث قال صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح البخاري: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه"، وقال: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

وفي تصريح لموقع يابلادي قال محمد الحيان عضو المجلس العلمي المحلي بالنواصر، إن "الرسول صلى الله عليه وسلم أحيا العشر الأوائل من رمضان ثم أحيا العشر الأواسط من رمضان، ثم أحيا العشر الأواخر، وأمر الصحابة بذلك".

وأوضح قائلا "تبين له من خلال رؤيا الصحابة ورؤياه هو أيضا، أن ليلة القدر توجد في العشر الأواخر، ولذلك قال لهم: إني أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر فلتمسوها في العشر الأواخر".

وتابع "فكان من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم التماس ليلة القدر في العشر الأواخر، وكان من سنته إذا دخلت العشر الأواخر أيقظ أهله وأحيا ليله، وشد مئزره".

وأضاف أنه صلى الله عليه وسلم "كان يشرك نساءه في هذا القيام والذكر في إحياء هذه الليالي العشر، بالركعات وقراءة القرآن وذكر الله سبحانه وتعالي".

وليلة القدر المباركة أنزل الله فيها القرآن، كما أنها ليلة الجائزة الكبرى، فعبادتها تعدل ألف سنة، بل هي بنص القرآن "خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ". ويخبرنا النّعمان بن بشير رضي الله عنه فيقول: "قمنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل الأول، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قمنا ليلة تسع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح، وكانوا يسمونه: السحور".

وبلغ من اغتنام الصحابة والسلف للعشر الأواخر أنهم كانوا يفطرون على لقيمات ويؤخرون الفطور الكامل للسحور حتى لا يضيع الوقت في الطعام، فعن زر بن حبيش رضي الله عنه قال: "في ليلة سبع وعشرين من استطاع منكم أن يؤخر فطره فليفعل وليفطر على ضياح لبن (لبن ممزوج بالماء)".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال