القائمة

أخبار

أسرة البوحسيني.. أب وأم وأبناؤهما جعلوا من الألعاب البهلوانية مهنة للعيش

جعل عثمان البوحسيني، من هوايته وعشقه للألعاب البهلوانية، حرفة يكسب بها قوت يومه، وأشرك في ذلك معه عائلته الصغيرة، التي تتكون من زوجة وثلاثة أبناء.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

"إذا توقفت عن هذه الرياضة سأموت من الجوع، لأنني لا أعرف القيام بشيء آخر أو بالأحرى لا أجد نفسي في حرفة أخرى" هكذا عبر فنان الشارع، عثمان البوحسيني عن حبه للألعاب البهلوانية في الشارع، التي حولها من هواية إلى حرفة، يضمن بها قوت يومه هو وأسرته الصغيرة التي زرع فيها حب هذا الفن أيضا.

ظل عثمان وهوب أب لثلاثة أطفال، يمارس هذه الرياضة بشكل فردي بعيدا عن أعين الناس، عندما كان يبلغ من العمر 13 سنة، إلى أن قرر بعد طوال هذه المدة أن يفجر موهبته ويظهرها أمام الملأ، لكن ليس بمفرده وإنما برفقة أسرته، وهو ما جعل الأمر "يبدو مميزا" على حد وصفه.

وقال خلال حديثه مع موقع يابلادي "منذ سن 13 وأنا ألعب هذه الرياضة، وأتعلم حركات جديدة، في الخلاء في دوار ولاد حمايد الواقعة بمنطقة القصر الكبير، وهو المكان الذي ولدت وترعرعت به".

وبعد زواجه وإنجابه لابنه الأول، محمد الذي يبلغ حاليا 7 سنوات، أصبح يشارك حبه لهذه الرياضة مع أسرته الصغيرة، وقال "بعد إنجابنا لطفلنا الأول، وبلوغه حوالي سنتين، بدأت أقوم بحركاتي البهلوانية أمامه وبالتالي أصبحت أشركه هو أيضا في هذه اللعبة" لكن الأمر لم يتوقف عند ابنه البكر محمد، فبعد إنجاب الزوجين لأبنيهما إلياس (5سنوات) ورضى (سنيتن)، نقل لهما حب اللعبة أيضا.

وظل هذا الأب الذي اشتغل في عدة مهن حرة، يتمرن رفقة أطفاله الثلاثة، إلى غاية السنة الماضية، بعدها قرر توسيع فرقته، وهذه المرة من خلال إشراك الزوجة، وأوضح "كنت قد ذهبت أنا وأطفالي وزوجتي إلى الكورنيش بطنجة، في البداية قامت معنا بحركات بسيطة، وذلك من خلال حمل أبنائنا على كتفيها، وبدأنا نقوم بمجموعة من الحركات بدأ الناس يتجمهرون في المكان، حظينا بترحيب كبير كان إحساسا رائعا، هنا قلت مع نفسي لما لا نطور من أنفسنا ونخرج للشارع".

في هذه اللحظة، عرض فنان الشارع الفكرة على زوجته التي لم تتردد في الموافقة. وكخطوة أولى قرر الزوجان الانتقال من مدينة لقصر الكبير إلى طنجة، "هنا وصلنا إلى المرحلة التي يجب أن أقوم بتدريب زوجتي على القيام بالحركات التي كنت أتقنها أنا وأبنائي".

"الغريب فيما وقع، أن الأمر لم يستغرق وقتا كبيرا عكس ما كنت أتوقع، ففي غضون حوالي ثلاثة أشهر، أبهرتني بحركاتها، لديها قدرة هائلة على التعلم في وقت وجيز"

عثمان البوحسيني

وكان لهذا الفن، الذي قرر الزوجان احترافه معا أمام العشرات من الجماهير تأثيرا على حياتهما الخاصة. فعند سؤالنا له عما إذا كان حبه لزوجته زاد بعد اشتغالهما مع بعض، لم يتردد ثانية في الإجابة ورد مازحا "كأنك تعلمين عنا كل شيء. نعم بالطبع".

"سابقا كنا نتجادل كثيرا، لكن منذ اشتغالنا مع بعض ومزاولتها معي لنفس الهواية التي أصبحت حرفتنا، زاد تعلقنا ببعضنا البعض، لا أستطيع مفارقتها ولو للحظة. المقهى الذي كنت أقضي فيه الوقت بمفردي أو مع الأصدقاء أصبحت أذهب إليه برفقتها. مشاهدتي لها وهي تقدم مع الأبناء العروض يمدني بالقوة أكثر فأكثر. باختصار أنا أعشقها"

عثمان البوحسيني

اختارت الأسرة معانقة الجمهور، في ساحة 9 أبريل بطنجة، بشكل يومي وقال عثمان "كل يوم بعد صلاة العصر، نتوجه أنا وأسرتي إلى الساحة لإمتاع الجمهور، وذلك بعد انتهاء حصص الدراسة". إذ يحرص الأب وزوجته نجلاء على مواصلة أبنائهم لتعليمهم "لا يمكننا حرمان أبنائنا من الأشياء التي حرمنا منها. للأسف غادرت أنا وزوجتي مقاعد الدراسة من السلك الابتدائي".

وبالرغم من أن الأسرة تتلقى عروضا للمشاركة في عدة مناسبات، إلا أن عثمان يرفض تلبية الدعوة "غالبا ما يطلب منا المنظمون، أن تتخلى زوجتي عن حجابها، وهو الأمر الذي يرفضه كلانا. الشارع احتضننا وتقبلنا كما نحن، لذا سأواصل ممارستي لهذا الفن الذي بدأته من الشارع، في الشارع. نعيش بما نكسبه، ونسير أمورنا بشكل جيد".

ومع ذلك، يشكل لهم الشارع مصدر قلق في بعض الأحيان، إذ تواجه الأسرة بعض المتاعب من قبل رجال السلطة، "نظرا لأننا نلعب بدون رخصة، نتعرض لبعض المضايقات لكن هذا لن يوقفنا، طالما أن الجمهور لازال متمسكا بنا" وزاد قائلا "لا نستطيع تفويت يوم واحد بدون إمتاع الجمهور الذي اعتاد علينا وينتظرنا كل يوم".

وواصل "يمكننا أن نتعرض لإصابات لا قدر الله. في كل مرة خصوصا عند حملي لأحد أبنائي في العروض التي نقوم بها وقيامنا بحركات نوعا ما صعبة، وفي كل مرة أدعو أن تسير الأمور بسلام، وأن لا يتعرضوا لأي مكروه".

ويطمح الفنان الأب، إلى تطوير عروضه، خصوصا مع اقتراب فصل الصيف الذي يعرف تواجدا كبيرا للسياح. كما أنه من المقرر أن تشارك الأسرة في برنامج "Arab’s Got Talents" في يناير المقبل.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال