القائمة

الرأي

هل يفعلها البيلدوزير السياسي؟

«أريد أن أرى شباطات في كل مكان»، كانت هذه هي رغبة حميد شباط مباشرة بعد فوزه بزعامة حزب الاستقلال، حتى إن الأمين العام لم يخف دعمه لإدريس لشكر، في حواره مع حميد برادة في مجلة «جون أفريك»، باعتباره ينتمي إلى نفس فصيلة شباط السياسية، والمقصود هنا هو الشعبوية التي اختار القائدان معا اعتناقها، باعتبارها موضة الزمن السياسي المغربي الراهن. هذه الأمنية قريبة اليوم من أن تتحقق. 

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

لقد حصل المحامي إدريس لشكر على المرتبة الأولى في الدور الثاني لانتخابات الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، وفاز بثلث أصوات الناخبين في المؤتمر في الدور الأول متقدما على رفاقه بنسبة معتبرة (حصل لشكر على 543 صوتا وحصل الزايدي على 443 وحصل ولعلو على 345 وحصل المالكي 258). 

ما معنى هذه الأرقام؟ وما هي دلالتها وإلى أي اتجاه تؤشر؟ 

المؤتمر التاسع للحزب مازال مستمرا، ومازالت نتائجه مفتوحة على كل الاحتمالات، لكن يمكن القول إنه إذا لم يقع تحالف بين الخاسرين ولعلو والمالكي ضد لشكر، فإن أغلب الظن أن لشكر سيرجع من بوزنيقة هذا المساء إلى الرباط وهو زعيم جديد لحزب عبد الرحيم بوعبيد، لكن إذا نجح هذا البيلدوزير السياسي في استمالة المالكي، الذي سيفكر مليا قبل الاصطفاف إلى جانب الزايدي، فإن لشكر سيفوز بقيادة الحزب، ومعه ستفوز الشعبوية بمقعد جديد في قيادة أحد أعرق الأحزاب السياسية، التي شكلت، على مدار نصف قرن، مدرسة للعقلانية والممارسة السياسية التي تتبنى الحداثة كمشروع والإصلاح الديمقراطي كبرنامج. 

لا توجد مفاجآت في ما أعلن إلى الآن، من فوز لشكر بالمرتبة الأولى في سباق رئاسة حزب بوعبيد، كان الأمر متوقعا، ليس لأن لشكر صاحب مشروع لإعادة نهضة الحزب، ولا لأن لشكر له شعبية كبيرة في صفوف المناضلين، ولا لأن لشكر يمثل نقيض الخط الرسمي الذي أوصل الحزب إلى السكتة القلبية التي يعانيها الآن. أبدا، لشكر كان شريكا في تدبير المرحلة في العشر سنوات الماضية، من خلال عضويته في المكتب السياسي، ومن خلال قبوله بنصف وزارة في حكومة عباس الفاسي، التي دخلها من باب «البام»، بعد أن كان من أبرز معارضي هذا الحزب، ومن الداعين إلى التحالف مع الإسلاميين ضد الوافد الجديد، الذي جاء يهدد كل المكتسبات التي عرفها المغرب، على حد قول لشكر آنذاك، قبل أن يغير مواقفه 180 درجة، ويقبل دخول الحكومة وعلى يد الوافد الجديد وبضمانته. 

لشكر حصل على كل هذه الأصوات لأن له دراية وحنكة في الإمساك بالآلة التنظيمية، التي لا تشتغل دائماً بوقود الأفكار والمشاريع والرؤى، بل تشتغل في الغالب بمنطق الولاءات والوعود والاصطفافات والانطباعات غير العقلانية. الشعبوية تزدهر غالبا في المراحل التاريخية الحرجة من حياة الشعوب والتنظيمات والأحزاب، وهذا ما يخبرنا به تاريخ أوربا الحديثة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث صعدت الأحزاب القومية والشعبوية كرد فعل على الأزمة الاقتصادية وعلى آثار الحرب العالمية الأولى، والجميع يعرف الآن ماذا كانت النتيجة، وإلى أين وصلت القارة العجوز بعد أن أخذت الدواء الخطأ لمشاكلها. 

في الغالب تكون الشعبوية رد فعل عاطفيا على الأزمة، وعوض أن يتوجه الناس إلى الحلول العقلانية الصعبة، التي تتطلب مجهودا فكريا وسياسيا لإيجاد الحل، يميلون إلى الحلول السهلة والسريعة وغير المكلفة، تماماً مثل شخص ألم به السرطان، وبدل أن يتوجه إلى الأطباء والتحليلات والفحوص الدقيقة والأدوية العديدة، وإلى مسار طويل ومعقد للوصول إلى العلاج، يلجأ إلى طريق قصير وسريع وغير مكلف، وهو الذهاب إلى الفقيه أو ضريح أحد الأولياء للعلاج بالبركة... قد يحصل هذا الشخص على نوع من الاطمئنان النفسي الفوري، لأنه اختار طريقا سحريا للعلاج، لكنه على المدى البعيد يعرض حياته للخطر، لأنه يضيع الوقت الذي بين يديه لإيجاد علاج حقيقي لمرضه. 

لا أريد أن أظلم الحزب ومناضليه ولشكر، الذي هو، إلى حدود كتابة هذه السطور، مازال مرشحا، وخصمه مازالت أمامه كل الفرص للنجاح، لكن أنا أحلل الآن نتيجة ظهرت، وهي فوز مرشح محسوب، إلى الآن وبكل موضوعية، على التيار الشعبوي في حزب بوعبيد، وعلى تيار برغماتي لا يؤمن كثيرا بالمبادئ ولا بالمرجعيات، وكل همه هو التفاوض على المقاعد والمراكز في الحكومة ومواقع السلطة، حتى لو استعمل خطاب المعارضة والمزايدة السياسية والضجيج والجعجعة التي ليس وراءها طحين.

منبر

توفيق بوعشرين
صحافي
توفيق بوعشرين
االإلتزام...
الكاتب : elmourabet
التاريخ : في 18 دجنبر 2012 على 23h00
إن الفرق شاسع بين المناضل الملتزم و قرد ( سَعْدانْ أُموسى) الجامع الفناء, ما تشير أو تحاول الإشارة اليه سببه كثرة مشاهدة الأنترنت و دماغوجية الإرهاب الغربي الصهيوني الممول من قبل الإقطاعية و الرجعية المستعربةـ الطابور الخامس في وطنناـ وتأثيرهاعلى المراهقة السياسية وفترة إنعدام الأفق و الرأى , مثالا على ذلك الإخوان المسلمون الذين اصبحوا تجار ديننا, عن قصد أم لا لقد تحولوا إلى الإخوان المجرمين, إذاً فلا عيب من العيش ومقارعة الواقعية...

م. المرابط

الحركة الوطنية للتغيير والإصلاح.
buldozer ??? Pour mieux profiter
الكاتب : Yakou
التاريخ : في 18 دجنبر 2012 على 21h17
C'est tout dit dans l'article, que c'est une personne arriviste et qui change sa veste pour le camp le plus offrant! Hélas c'est la règle en politique au Maroc, c'est vrais que le phénomène similaire au cancer. Buldozer? Certainement pas dans le sens de la politique-éthique, mais dans le sens du Politique-intérêts personnels...D'ailleurs ce terme en politique n'est utilisé en occident même pour les plus ferreux en politique! ...
المخذرات...
الكاتب : elmourabet
التاريخ : في 18 دجنبر 2012 على 17h06
تعد المخذرات من الأسلحة الفتاكة التي يستعملها االإستعمار فالى المخذرات الكلاسيكية هناك في الوقة الحاضر الفس بوك و اخواتها.
الشعبوية ...
الكاتب : becharelkhir
التاريخ : في 18 دجنبر 2012 على 14h51
Le populisme ,est une attitude politique consistant à se réclamer du peuple, de ses aspirations profondes, de sa défense contre les divers torts qui lui sont faits, c’est ce que dit la rousse nommément ,et nous espérons sincèrement que ce Monsieur soit ainsi, seulement il reste à savoir est ce que les gens qui ont choisi cet « acerbe remède » avaient un autre choix, si oui il est souhaitable de nous éclairer d’avantage, puisque ceci dépend de l’avenir de toute une nation et merci d’avance.
الأستاذ إدريس لشكر.
الكاتب : elmourabet
التاريخ : في 17 دجنبر 2012 على 21h26
باسم الحركة الوطنية للتغيير و الإصلاح الجناح السياسي لحركة الإختيار الثوري نبعث لكم بتهانينا الحارة و النضالية بمناسبة إنتخابكم أمينا عاماً الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية.
نتمنى لكم كامل التوفيق و النجاح في قيادة الحزب و إخراجه إلى النور.

مع تحياتنا النضالية.

م.المرابط.
أمين الحركة الوطنية للتغيير والإصلاح.