القائمة

الرأي

بعد تهديدها، فاطمة الإفريقي تكتب مقالها الأخير

من أجل عيونه التي أرى بها الشمس وشوقا للفرح الذي هجر نظراته، ضجرا من القلق الذي سكن نبضه، خوفا عليه منهم، حبا فيه وفي حياتي منه، سأتوقف عن الكتابة..

لأنني لم أعد قادرة على العيش بأسلاك أجهزة الرصد في أوردتي، وبجاسوس مزروع في صمام قلبي، وبعداد مربوط بأنفاسي، وبحارس على باب الروح يضبطني كل ليلة متلبسة بجريمة الحلم، سأصمت..

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

لأنهم احتلوا حديقتي السرية وزرعوا بين ورودها ألغاما متفجرة، سانسحب..

لأنهم يخيروني بين الكلام أو بسمة أطفالي، سأخرس...

لن أكتب بعد اليوم، سأنتحر شنقا بصمتي، وسأقطع شرايين حبري وأتركها تنزف خيباتي لآخر ورق..سأحرق أناملي كي لا تضعف أمام ازرار الحاسوب، سألقح عروقي بجرعات مضاعفة من مصل اللامبلاة، ساتنكر لكلماتي وأمحو عنها بصماتي وأنسبها لمجهول، سأفقأ عيني كي لا ترى عذابات الوطن..

أنا لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم، سأكون كما تريدون، مواطنة صامتة هادئة سعيدة راضية، وسأكتفي بالتصفيق الزغردة في زفة المنجزات العظيمة..يويويوووو... أعجبتكم الزغرودة؟ تريدونها بصوت أعلى؟ ام بنفس أطول؟.. أم تريدون ضربا على الدفوف خلف مسيرات النماء؟..أم تفضلون جذبة صوفية بلازمة نعم؟.. ما رأيكم في إلحاقي بديوان المادحين، أو بفرقة النكافات الرسميات؟ هل هناك مناصب شاغرة لمزيد من الأقلام المأجورة؟ ساتطوع بلا أجر لخدمة الاستقرار المالي لثرواتكم وحمايتكم من شجع الشعب.. هل قلت الشعب؟ فليسقط الشعب، فلتسقط الفوضى وعاش النظام..

وصلت الرسالة أيها الحراس المرابضون بمدافعهم الرشاشة خلف أكياس رمل الذكريات والأحلام بجمجمتي..فهمتكم، أيها المفتشون بين ثنايا ضعفي عن أخطاء محتملة، أرفع الراية البيضاء وأعلن هزيمتي، وسانسحب مستسلمة من حلبة المعركة.

أطلقوا سراح الرهائن الذين أحيا بحبهم وسأنفذ الاتفاق...سأتبرأ من كلماتي السابقة والآتية والمحتملة والممكنة والمستحيلة.. أتبرأ من صدقي ومن الحقيقة..

لن اقترف بعد اليوم جرم الكتابة عن الوطن والشعب وثورة الشباب.. سأمحو شهر فبراير من مفكرتي، سأصادق الصمت واتخذ من اللامبلاة فلسفتي، سأحرق أجنحة الكلمات كي لا تتسلل في ضميري وتحلق خلف الأسلاك الشائكة..

سأعتزل الكتابة وأتفرغ لمتابعة المسلسلات الرديئة... فأرجو أن تزيلوا فوهات بنادقكم المصوبة نحو عشين لا تلمسوا العصافير البريئة، لاتنسفوا الحلم، ولا تدمروا من أحب... ها أنذا أفي بوعدي، فكونوا رجالا شرفاء وأوقفوا حربكم السرية وانسحبوا من مملكتي..

وقبل أن ترحلوا عني، أغلقوا خلفكم الباب ولا تنسوا أن تطفؤا كاميرات الرصد الموصولة بأوردتي..

اعتراف أخير:

كل خميس كنت أكتب المقال الأأخير، وفي كل خميس كنت أسحبه وأستسلم لصيحة ضميري وغواية الكتابة.. هذا الخميس أعترف بضعفي أمام سلاح الرقيب الذي يطل علي من عيون أطفالي، خيرني بين كتابة قصائد المديح أو الصمت.. ففضلت الانتحار صمتا ودفن حلمي بكفن المقال الأخير.

منبر

فاطمة الإفريقي
إعلامية
فاطمة الإفريقي
نصر من الله
الكاتب : fadmok
التاريخ : في 10 ماي 2013 على 13h35
اختى فاطمة كلنا معك فى محنتك واعلمى ان الله ناصرك حتما يومه ما. يحكومتنا التى جئت من اجل محاربة الفاسدين و الطغات هبى لنجدة فاطمة الافريقى.
أنا أم وأتفهمك أختي فاطمة وأنت مرأة مغربية حرة وقوية قلة نضيرك
الكاتب : samaralou123
التاريخ : في 29 مارس 2013 على 17h55
أنا أم وأتفهمك أختي فاطمة وأنت مرأة مغربية حرة وقوية قلة نضيرك الله ياخد الحق في السارقين لهذا البلد
خسارة !!!!
الكاتب : أبو ياسر
التاريخ : في 29 مارس 2013 على 16h10
فاطمة الافريقي إعلامية بارزة أبانت مؤخرا عن قدرات هائلة في الكتابة بعد تحررها من الكاميرا والميكروفون . كما تميزت بجرأة وشجاعة نادرتين قلما نجدهما عند الكثير ممن ينتمي ل " قبيلة آل إعلام" ،لكن "خسارة" أنها انهزمت في أول ابتلاء تعرضت له وفضلت الانسحاب ووضع السلاح ،ولو نهجت نهجها النساء السلاليات المناضلات -وجلهن غير متعلمات- لما انتزعن حقوقهن كاملة غير منقوصة . فالرجوع لله يا أختنا ! وتوكلي على الله وواصلي مسيرتك الناجحة وأنت تعلمين علم اليقين أن من يتوكل على الله فهو حسبه
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الكاتب : paris2000
التاريخ : في 29 مارس 2013 على 11h30
et c était un plaisir de la lire
DOMMAGE
الكاتب : paris2000
التاريخ : في 29 مارس 2013 على 11h14
notre Fatima est belle physiquement et 'intellectuellement'

dommage pour sa pérte

Dommage !