القائمة

الرأي

الوطن كشراكة أحلام

«في الصحراء يموت المرء بأحد النقيضين.. العطش أو السيل» إبراهيم الكوني

الوطن ليس جغرافيا فقط، بل هو ما يجمع مجموعة وطنية ويوحدها في الجرح والفرح، في الألم والأمل... الوطن تاريخ يصنعه الأموات والأحياء وما يعطيه هوية خصوصية هو مجموع الأحلام والذكريات والتقاليد والإحباطات والرموز والإبداعات التي تميزه عن غيره، لا يقاس الوطن بما يكمن في باطن الأرض وما يوجد في البحر وفوقهما سوى مجمعو الثروات وصائدو وسخ الدنيا، والذين يحولون الوطن إلى حزمة أوراق مالية وأرصدة في البنوك الأجنبية وكمشة أكاذيب وخدع.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

كان أندري مارلو يقول: “الوطن شراكة أحلام”.. هذا ما ذكرني به الزميل حسن طارق، ونحن نتأمل هذه الانفلاتات التي تقع في جنوب البلاد، خاصة مع ما أثير حول مسودة القرار الأمريكي القاضي بتوسيع صلاحيات المينورسو.. إن الذين يأكلون بملاعق طويلة مع الشيطان هم وحدهم من يمكن أن يغمضوا العين بل ويفقؤوها حتى حين تتعرض حقوق الإنسان في أي شبر من تراب الأرض إلى العسف أو أن يمس مواطن ما في أي بقعة من العالم في كرامته وفي الحقوق المخولة إليه باعتباره ينتمي إلى الهوية الإنسانية أولا وأخيرا، لكن القرار الأمريكي المتكئ على حماية حقوق الإنسان في الصحراء هو قرار سياسي، وإلا فأمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا التي تغمض عينيها عن جرائم حقوق الإنسان في إسرائيل وفي العراق الذي أبادت فيه حضارة بكاملها، وليس علينا أن نتمتع بعيون زرقاء اليمامة لنستشرف الأبعاد غير المعلنة للقرار الأمريكي الذي سيقدم لمجلس الأمن الدولي المنعقدة دورته قبل نهاية هذا الشهر، ومنها العودة القوية إلى فرنسا زعيمة القارة العجوز إلى مستعمراتها القديمة خاصة في شمال إفريقيا وشريط محور الساحل، وإلا علينا أن نحفظ الدروس الأولى في الديبلوماسية لنعي توقيت الصفعة التي جاءت بعد زيارة هولاند إلى المغرب وبعد توحيد دول شريط الساحل لقيادة عملية عسكرية في مالي، دون أن ننسى القرار المفاجئ للمغرب برفض استقبال كريستوفر روس بعد إفشال مخططات بيكر أيضا خبير الديبلوماسية الأمريكية.

إن القرار الأمريكي يتعدى أن يكون بالون اختبار ومغازلة من الشرفات لبعض أطراف الصراع في النزاع الإقليمي، أقصد تلك الدول التي تقطر ذهبا أسود.

لكننا لا يمكن أن نعلق كل شيء على مشجب البيت الأبيض الذي سنفيق اليوم على أن أسطورة البلد الأول الذي اعترف باستقلال أمريكا مجرد زبد، إذ في السياسة كما يعلمنا تشرشل ليست هناك صداقات دائمة وإنما هناك مصالح دائمة. فبرغم المجهودات التي بذلتها الدولة منذ تقديم مشروع المقترح الذاتي عام 2007 فإن استمرار سياسة التكتم وعدم إشراك كل الفاعلين السياسيين من حكومة ومعارضة في قضية ظل يعتبرها المغرب مصيرية يُغرق جل الفاعلين في التبعية وفي غياب روح الإبداع والتمركز في اجترار خطاب تقليدي عقيم لم يعد يجدي نفعا في سياق التحولات الدولية، ووجود ثقافة مغايرة لمفهوم السيادة والوطن، وكما يقول كونفيشيوس إذا لم ننجح في تغيير اللغة فلن ننجح في تغيير العالم.

إن الوطن هو شراكة أحلام يقتسمها المنتمون إليه ليتعايشوا باختلافهم وتنوعهم في فضاء مشترك يصبح التعدد والاختلاف فيه رحمة للعالمين ومجلبة للاستقرار والتقدم ، إن حقوق الإنسان لا يمكن أن تكون ضد وحدة الدول ولا يمكن الارتهان لديكتاتورية الأقلية التي تضع نفسها في موقع المظلومية، لذلك على كل الفاعلين أن يعوا أن استكمال وحدة التراب ليست منعزلة عن تنمية البشر وجعله مساهما في صنع القرار ومشاركا في عجلة التنمية، لقد بدأنا تشييد نموذج ديمقراطي يمكن أن يغري جميع أطراف الوطن، بالوحدة والاستقرار، لكن التعثر الذي ظل يصيب عجلات الإصلاح لا يخدم أبدا عملية إحساس كل المواطنين بأنهم ينتمون إلى هذا الوطن كشراكة أحلام، خاصة مع الأطماع المتزايدة في المنطقة والدور الذي تلعبه الجزائر اتكاءا على فائض البترودولار في وضع الكثير من الحصى على طريق التقدم الذي بدأناه.

إن قضية الصحراء لم تعد اليوم قضية أرض أو رقعة جغرافية، بل هي قضية الإنسان الصحراوي حيث تعيش الأسر نوعا من التمزق بسبب احتجاز الآلاف في مخيمات تندوف، علينا أن لا نكتفي بالدفاع عن الرقعة الجغرافية بل عن الإنسان الصحراوي في كل أبعاده، إن وضع أنفسنا في موضع الدفاع جعلنا أمام ديبلوماسية المأزق، لم نسرع انطلاقة تنفيذ جهوية موسعة حقيقية وظل النظام السياسي برغم التقدم الهائل الذي حدث منذ خطاب 9 مارس ممركزا، ولم نع أبعاد التغيرات الديمغرافية والتحولات الاجتماعية الحاصلة في رقعة الوطن، وظلت النخب كسولة تفتقر للإبداع وتابعة للدولة ولم نبدع في المجال الديبلوماسي الخطط الكفيلة لكي نشيد هذا الوطن كشراكة أحلام.

منبر

كوكاس عبد العزيز
رئيس تحرير أسبوعية المشعل المغربية
كوكاس عبد العزيز ...
ززن
الكاتب : zsahara
التاريخ : في 23 أبريل 2013 على 16h54
انها حقيقة مرة ان تتناوب الدول الدائمة العضوية مواقعها للساءت الى المغرب والعمل على تعطيل الحل النهائي
فاليوم نرى اسبانيا التي ساهمت مع القاذفي زبومدين في ولادة هذا المشكل المشكل تتبنى موقفا ياخذ بعين الاعتبار رؤية المغربي وما يقدمه لحل هذه الاشكالية كذا غرنسا رغم ما يقال عن الحزبين الحاكمين في كلتا الدولتين
لكن حتى لا تتم الفرحة وتحل المعادلة نهائيا لان الظروف الاقليمية والوضعية في الجارة الجزائر التي بدات تعرف مولود حركة انفاصلية اذ ليس هناك ما يحل مثل هذا المنطق في الصحراء المغربية ويحرمه في الصحراء الجزائؤيو او القبائل خصوصا وان الصحراء الشرقية كانت مغربية الى الامس القريب ولا ترى فيها الجزائر الا مواردها الطبيعية اما سكانها فمنهم من هجر منخم من اصابته امراض التجارب ومنهم من ينتزر الفرج
في تندوف الاراضي التي تتكلم مغربي وضعت حواجز واقيمت مخيمات الدل للمغلابة الصحراويين
ليس هناك في العالم لاجئؤون مسجنون ولا موضوع بينهم وبين الساكنة حائط برلين او حائط اسرائيل في فلسطين
الجزائر تتباهى بالاموال الطائلة التي ربما فاقت ماكان في خزائن فرعون فلماذا يموت المحتجزون جوعا او يدفع بهم الى الرق غي اسبانيا وكوبا
ان حقوق الانسان غطاء لحقوق استمرارية النكبة في المخيمات والتفرقة العائلية واجهاض الاقتصاد المغربي اما الحالة النفسية للمغاربة وللصحراويين المغاربة خصوصا فلا يلتفت اليها لا المسؤولون الدوليون ولا منظمة حقوق الانسان
اننا نطالب هاته الجمعية بتعريف شفاف لهذا الانسان الذي تدافع عنه ففي الصحراء المغربية الوف من الناس لكن لا نسمع الا صوت امنة او المعارصون وهم اقلة
ان من حقوق الانسان ان يكون الزعيم منتخبا وليس جاثما على الكرسي منذ 40سنة توججه الجزائر ومن يريد زعزعة المغرب كيفما يشاؤون وعندما يريدون
نعم اليوم دور الولايات المتحدة في شد الحبل لان اسبانيا انهكتها الازمة ولا تجدد من منقذ الا المغرب فرتات تخفيف العبة واسناد الدور الو امريكا
لكننا لا نعتمد الا على حقنا التاريخي والجغرافي والسياسي والاجتماعي فالصحراء هي المغرب والمغرب هو الصحراء وسالوا التاريخ من هم المرابطون والموحدون والادارسة والمرنيون والعلويون واي الطرق كانت تقطع خيولهم حتى الاندلس او السودان او مالي
ان العنصرالبشري المغربي موجود في تنوع في كل الجهات المغربية من مازغ ويعرب وهذا هو سر قوتنا
اما الملفات فاسبانيا وفرنسا وحتى تركيا عندهم الخبر اليقين اذا لم يصدقو المحكمة الدولية
فاللهم اكشف عنا الهم واعزنا بقوتك