يشهد المناخ الدبلوماسي بين الجزائر وباريس تدهورا متسارعا، بعدما ردّت الجزائر بشدة على قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعليق إعفاء التأشيرات الممنوحة للمسؤولين والدبلوماسيين الجزائريين. وفي هذا السياق، استدعى وزير الخارجية الجزائري، أمس الخميس، القائم بالأعمال في السفارة الفرنسية بالجزائر، حيث سلّمه مذكرتين شفويتين، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الجزائرية.
تتعلق المذكرة الأولى بإبلاغ الجانب الفرنسي برفض الجزائر لاتفاق 2013 بين البلدين، الذي ينص على الإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمية. وشددت الجزائر على أن موقفها يتجاوز مجرد التعليق المعلن من طرف فرنسا، ويشكّل إنهاء تاما لهذا الاتفاق.
وعلى هذا الأساس، قررت الحكومة الجزائرية فرض التأشيرة بشكل فوري على حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمية الفرنسية. كما أكدت أنها تحتفظ بحقها في تقييد منح هذه التأشيرات وفقا لنفس المعايير التي تعتمدها فرنسا تجاه المواطنين الجزائريين، تطبيقا صارما لمبدأ المعاملة بالمثل.
أما المذكرة الثانية، فتُبلغ فرنسا بقرار الجزائر إنهاء منح السفارة الفرنسية في الجزائر حق استخدام العقارات المملوكة للدولة الجزائرية بشكل مجاني. كما أعلنت الجزائر عزمها إعادة النظر في العقود المربحة التي أبرمتها السفارة الفرنسية مع مكاتب الترقية والإدارة العقارية الجزائرية، ودعت باريس إلى إرسال وفد لبدء مناقشات حول هذه القضية.
وتُعد أملاك السفارة الفرنسية في الجزائر محور خلاف مستمر، إذ سبق للدبلوماسية الجزائرية أن استدعت السفير الفرنسي في مارس الماضي بشأن هذا الملف، لا سيما ما يتعلق بمساحة الـ14 هكتارا التي تشغلها السفارة منذ عام 1962. وفي أبريل، أفادت وسائل إعلام جزائرية بأن فرنسا تحتل 61 عقارا في البلاد.
وقبل ساعات فقط من استدعاء القائم بالأعمال الفرنسي، ردّت وزارة الخارجية الجزائرية على رسالة بعث بها الرئيس ماكرون إلى الحكومة الجزائرية يوم الأربعاء، متهمة فرنسا بالإخلال بالتزاماتها بموجب اتفاق 1968 حول تنقل وتوظيف وإقامة المواطنين الجزائريين في فرنسا، والاتفاقية القنصلية لعام 1974، واتفاق 2013 بشأن الإعفاء من التأشيرات للدبلوماسيين وحاملي الجوازات الخدمية.
وأكدت الخارجية الجزائرية أن البلاد لا ترضخ لأي شكل من أشكال الضغط أو التهديد أو الابتزاز، مشيرة إلى أن الجزائر لم تكن هي من بادر بطلب إبرام اتفاق إعفاء التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمية، في تلميح إلى تحميل فرنسا مسؤولية التوتر القائم.


chargement...





