القائمة

الرأي

زيارتي لإسرائيل

الإشاعة سلاح فتاك، لكنها لا تدوم لأن حبل الكذب قصير، وهي سلاح الضعفاء لأنهم من فرط شعورهم بالضآلة أمام خصومهم، تستبد بهم الرغبة في تحطيم الغير ولو بأساليب غير شريفة. ولأن منطق الحجاج والبرهان يحتاج إلى جهد عقلي وبحث دءوب لا طاقة لهم به، فإن أيسر الطرق اختلاق الأكاذيب وتحريف الكلام عن مواضعه.

نشر
DR
مدة القراءة: 2'

منذ عقود ظلت إسرائيل مشجبا لأصحاب الإيديولوجيات الإقصائية، يعلقون عليها عيوبهم، ويغطون بها عوراتهم، فمن لم يزر إسرائيل من خصومهم، فإنه يتلقى تعليمات منها ليتخذ مواقفه بإملاء من تل أبيب. ورغم أن العملية هي من السخافة والسطحية بحيث تعكس مستوى أصحابها، ورغم أنها لا تؤدي أبدا إلى النتائج المرجوة لأن الناس ضجروا من الأساليب الصبيانية، إلا أنها رغم ذلك ما تزال معتمدة لديهم. ولم يكتشفوا بعد بأن القضايا العادلة لا يمكن مواجهتها بالإشاعة واختلاق الأكاذيب، لأن ذلك لا يزيدها إلا بروزا ولمعانا.

لم يفاجئني أن يقال مجددا بأنني زرت إسرائيل، وأنني أنفّذ بمواقفي وأفكاري حول الديمقراطية والحرية والمساواة "مخططا صهيونيا"، فقد تعوّدنا على ذلك منذ عقود، لكن الجديد هذه المرة أن يقال ذلك من بعض منابر الجمعة، أي منابر الوعظ والإرشاد التي من المفترض أن تقدم نموذجا للسلوك الفاضل والخيّر، لكن يبدو أنّ الغاية عند هؤلاء تبرّر الوسيلة، ولو اقتضى الأمر جعل المسجد منبرا للافتراء والكذب على المصلين والمواطنين البسطاء.

طبعا لم يسبق لكاتب هذه السطور أن زار إسرائيل، لأن ذلك لا يدخل ضمن اهتماماته، وغاية ما يتمناه بعد أن لم يتعدّ تونس و ليبيا جهة الشرق، أن يزور "المحروسة" مصر في يوم من الأيام، ويشاهد متاحفها العظيمة الشاهدة على حضارة عريقة، وبعدها الهند، البلد الذي له في نفسي وقع خاص منذ الطفولةّ.

موقفي من القضية الفلسطينية واضح ومنشور في عشرات الحوارات الصحفية والمقالات منذ سنوات، ويعرفه الخاص والعام. لكن ما لا ينتبه إليه مروّجو الإشاعات من ضعاف العقول، هو أنهم أكبر عوامل قوة إسرائيل التي لا تقتات إلا من تخلفنا.

منبر

أحمد عصيد
باحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
أحمد عصيد
كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال