انتشر خلال الأسبوع الجاري مقطع فيديو من كاميرات المراقبة يوثق لحظة تعرّض سائحة للاعتداء في مدينة مراكش. وتبين لاحقا أن الضحية هي الكاتبة الإيطالية نيكوليتا بورتولوتي، التي كانت تقضي عطلة رفقة زوجها في المدينة الحمراء.
الفيديو، الذي انتشر على نطاق واسع بالمغرب وإيطاليا، أظهر سقوط بورتولوتي بقوة على رأسها فوق الرصيف بعد أن أقدم شخص يقود دراجة نارية على خطف حقيبتها من الخلف وسحبها لمسافة قصيرة قبل أن تفقد توازنها وتسقط أرضا.
الاعتداء وقع حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا، قبل يوم واحد فقط من موعد عودتها إلى إيطاليا، بينما كانت الضحية وزوجها ينتظران قرب مكتب للاستعلامات السياحية بالمدينة العتيقة. وقالت للصحافة الإيطالية:" في لحظة أصبحتُ لا أرى شيئا… شعرت بألم قوي ثم فقدت الوعي".
التقارير الطبية أكدت إصابتها بجروح عميقة في الرأس وارتجاج على مستوى الجمجمة وتورم كبير في إحدى العينين، إضافة إلى إصابة على مستوى اليد. وخضعت لفحوصات بالأشعة المقطعية والأشعة السينية وعلاج طارئ، قبل أن تصف تجربتها بـ"الجحيم الحقيقي".
وزادت متاعب الكاتبة الإيطالية حين اكتشفت أن جواز سفرها كان داخل الحقيبة المسروقة. ورغم طمأنة الشرطة بإمكانية صعودها إلى الطائرة بتصريح السرقة، إلا أن شركة الطيران اشترطت وثيقة سفر رسمية من القنصلية الإيطالية. غير أن الأخيرة كانت مغلقة لثلاثة أيام بسبب العطلة، ما اضطرها وزوجها للبقاء في مراكش، وتغيير مقر الإقامة، ثم التنقل إلى الدار البيضاء لاستخراج وثيقة سفر طارئة. وقالت "حين وطأت قدماي الطائرة أخيرا، لم أصدق ذلك".
ورغم ما تعرضت له، عبّرت بورتولوتي عن امتنانها الكبير للمغاربة قائلة: "أصحاب المطاعم، الجيران، موظفو الفندق، الشرطة، سائقو سيارات الأجرة وحتى المشردون… الجميع تعامل معي بإنسانية وقلوب مفتوحة".
وبفضل انتشار الفيديو، تمكنت السلطات من تحديد هوية المشتبه بهما واعتقالهما. وفي تعليقها على ذلك، أبدت الكاتبة تعاطفا مع الجناة: "إذا كان عمرهما يقارب عمر أطفالي، أتمنى ألا تكون العواقب مدمرة لمستقبلهما، بل كافية ليُدركا حجم الأذى الذي تسببا فيه".


chargement...





