القائمة

الرأي

سعادة شروخان وتعاسة فنانينا

أكاد ألمس مرارة الخيبة ودرجة الغبن الذي يقتسمه الكثير من الفنانين ونجوم التمثيل والغناء بالمغرب ، وهم يتابعون إعلانات السكن الاجتماعي التي يحاول نجوم عالميون أغنياء جدا أن يقنعوا بها المواطنين الفقراء ..

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

أكاد لا أصدق كل الحجج الراقصة والمغناة وهم يحاولون بيع الوهم للمقيمين في سكن غير لائق؛ بأنهم بشراء بيوت اقتصادية سيودعون التعاسة وسينعمون بلحظات سعادة كثيرة في غرفتين وصالون وهم يطلون تحت دفء شمس الضحى من شرفها الضيقة..

أكاد أحس بنفس الغضب الذي يراودكم وأنتم تتأملون هؤلاء المشاهير الأثرياء وهم يرقصون من السعادة ويتغزلون في جمال وفتنة شقق بمساحة حمام إقاماتهم الفخمة .

أتفهم أن يبحث المعلنون عن فنانين يتمتعون بالشهرة والشعبية لتبليغ خطابهم الإشهاري ، وأحترم حريتهم في الابداع ، وليس لي أي إشكال أن يرقص الفنانون الأجانب على مسارح و مهرجانات وشاشات الوطن .. لكنني لم أقتنع كمشاهدة ومستهلكة محتملة لشقق السكن الاجتماعي لا بشروخان ولا بالشاب خالد كسفيرين لبيوت الفقراء ، رغم حضورهما اللافت ورغم كل البهارات الفنية الموظفة في خطاب إشهاري يفتقد المنطق والمصداقية .
في فن الإشهار، أهم سؤال يطرحه المعلن هو: " لمن أتوجه ومن هو المستهلك المستهدف ؟ " والجواب على هذا السؤال هو مفتاح بقية التفاصيل التي تهم مضمون الخطاب ولغته والوجوه الإعلانية المناسبة وشكله الجمالي..فلن يصل خطاب إشهاري لشقة ضيقة من فنان أعرف كمستهلك بأنه يسكن قصرا ، ولن تنفذ لوجدان المتلقي رسالة إعلانية لمنتوج محلي بوجه إعلاني من بلاد بعيدة وبخلفية سوسيوثقافية مختلفة ..لهذا يبدو الشاب خالد وشروخان كلاجئين غريبين في حلم أسطوري منفصل عن الواقع .

هذا مجرد الوجه الفني والسيميولوجي لهذه الإعلانات البادخة ، لنطرح الأسئلة الحقيقية حول مدى المشروعية الرمزية للصفقة الاعلانية ، وحول بعدها المالي وجدواها، والالتزامات المفترضة للمقاولات العقارية والإعلانية في تحريك الاقتصاد ،وتشغيل الكفاءات الوطنية ،والوفاء لقيم المواطنة..تخيلوا معي المشهد الساخر ،وطن لازال الكثير من فنانيه يسكنون في بيت فوق السطوح أو شقة للكراء ..وطن أعلن والي بنكه هذا الاسبوع إفلاسه الاقتصادي وتفاقم أزمته المالية،ومع ذلك تتفنن شركاته العقارية العملاقة في استفزازنا و تأتي بشروخان من الهند و الشاب خالد من فرنسا وتدفع لهما ملايين الدراهم بالعملة الصعبة ليرقصوا سعادة على حساب حقوق فنانين مغاربة في فرص إعلانية وطنية . .

تخيلوا ، شركات عملاقة تستفيد من إعفاءات ضريبية وتسهيلات من الدولة للمساهمة في حل مشكل السكن الإجتماعي ، وبدل استثمار ميزانياتها الإعلانية في الرواج الداخلي وتحسين دخل الفنانين المغاربة ، تختار إهداءها على إيقاع رقصة هندية لفنانين عالميين أغنياء ومكرمين في أوطانهم .

لما أسترجع صور الإعلان الضخم الذي قدمته مند سنتين إحدى الشركات العقارية الكبرى والذي جمع ثلاثين فنانا من كل الأجيال في ملحمة إشهارية ، أنظر له اليوم بإعجاب وأعتبره إشهارا نبيلا نجح في العزف بتناغم على الأوتار التجارية والإنسانية والاجتماعية..

ولما أحاول أن أتخيل المبالغ السمينة الذي أخذها السكتور وخالد وشروخان ، و أقارنها بالفتات الذي أخذه فنانون مغاربة محترمون مقابل السخرية من لحظات ضعفهم الإنسانية في مقالب الكاميرا الخفية ، أشعر بوجع دفين ،وأتحسر على وطن لا يحاسب شركات كبرى تغدق كرمها على الأجانب في قمة الأزمة ، و يسمح لشركات إنتاج بأن تغتني بالمال العام على حساب المتاجرة بكرامة الفنانين في خرق سافر لأخلاقيات الصورة وللحق في حماية الخصوصية .

منبر

فاطمة الإفريقي
إعلامية
فاطمة الإفريقي
من يتحمل المصاريف
الكاتب : zsahara
التاريخ : في 27 يوليوز 2013 على 15h42
اظن ان هؤلاء المشاهر يستهدفون الزبناء بالخارج وهم هي المقدمة
شروخان و التشهير في المغرب.
الكاتب : lembirikovich
التاريخ : في 27 يوليوز 2013 على 14h58
اريد ان اضع سؤالا هنا للمسؤولين عن مكتب الصرف المغربي. كيف امكن الفنان شروخان و غيره من الفنانين الذين ياتوننا من كل القارات ان يخرجوا اموالا طائلة من المغرب دون تادية ضرائب عنها!!! ثم اضع سؤالا اخر على نقابة الفنانين المغاربة ما هو دورها في مثل هذه الاشياء ?
هناك خلل فالكل غير معني و الكل غير مسؤول!!! لكن في الوقت الذي يراد تطبيق القانون على احد البؤساء من الشعب المغربي فالكل يصير مسؤولا و يريد تطبيق القانون. لكن في هذه الحالات وفي حالات اخرى مثال موازين و مراكش الضحك يخرج فنانون من المغرب محملين بقناطير الذهب دون حسيب و لا رقيب. و المسؤولون الكبار يتضرعون بالازمة المالية الدولية الخانقة و التي لا تخنق سوى البؤساء من هذا الشعب. اما اغنياؤه فجلهم خرجوا في هذا الشهر الى اسبانيا لقضاء شهر الصيام هناك و هم مدججين بالاموال و التي لا نعلم كيف جمعوها.
مجرد راي
الكاتب : zrizre
التاريخ : في 26 يوليوز 2013 على 19h57
هههه كلام تافه ان اغلب شركات العقار تبحت دائما عن اللا نسان المناسب لجدي الطبقة المستهدفة وهدا يدخل ضمن طرق التسويق لما هو موجود وتحسين صورته ..ولو كاان هدا الامر يهم الناس المستضعفين ..فتكلم مع الحكومة لتعطي هده المنازل مجانا ...انا لا الوم الشركات ...فبالنسبة للفنان المغربي فلم تصبح له قيمة نظرا للعروض الهزيلة و استحمارهم للشعب بسبب اعما لهم التافهة وخير الكلام ما قل ودل