القائمة

الرأي

علي أنوزلا ومواجهة الريشة والصولجان

 
تملكني ملف "علي أنوزلا "وسيطر على اهتمامي رغما عني نظرا لحجم الظلم الذي يلف هذه النازلة التي زلزت أوهام الاستثناء المغربي ،رائد التغيير الديموقراطي الناعم منذ عشريات من الزمن والسباق إلى سقي "أزهار الربيع "  قبل أن يحل موسمه على المنطقة
كما تدعي الأبواق الرسمية وشبه الرسمية متباهية بكون موجات الربيع مرت بسلام .

 تملكني ملف "علي أنوزلا "وسيطر على اهتمامي رغما عني نظرا لحجم الظلم الذي يلف هذه النازلة التي زلزت أوهام الاستثناء المغربي ،رائد التغيير الديموقراطي الناعم منذ عشريات من الزمن والسباق إلى سقي "أزهار الربيع "  قبل أن يحل موسمه على المنطقة كما تدعي الأبواق الرسمية وشبه الرسمية متباهية بكون موجات الربيع مرت بسلام .

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

الحدث : صحفي يتابع بقانون الإرهاب , يالها من واقعة خارج كل منطق  !؟,

صحفي لا يملك إلا ريشة ناعمة وكلمة مسالمة يتابع كأعتى المجرمين !؟؟

أولئك الذين يقتلون بالجملة ، وينشرون الخراب في البشر والحجر باسم "الله" والله منهم بريء  ! 

كل هذا بسبب نشر رابط يحيل على أحد فديوهاتهم المشؤومة المهددة لاستقرار المغرب

التهمة : التحريض والمساعدة والإشادة بفعل إرهابي . !

من يصدق بأن علي أنوزلا ،صاحب الفكر التقدمي الحداثي  قد يتوافق مع مشروع القاعدة

الماضوي  السلفي والخارج عن سياق الزمن جملة وتفصيلا !؟

من يصدق بأن نشر الرابط كان بنية "تقديم المساعدة "والإشادة !!!؟ 

من يصدق بأن من يريد التغيير للأحسن قد يشيد بمشروع يحمل عنوان الخراب والتدمير والفوضى كما رأينا هنا وهناك . ؟؟؟

شتان ما بين الإخبار والتحريض :

أو لم تنشر صحف ومجلات أو قنوات غربية  أشرطة للقاعدة من باب الإخبار دون أن تطالها هذه التهمة الغريبة ؟؟

أو ليس الحق في الإخبار عن الأخطار المحتملة  وارد  ضمن مهنة الصحافة كما تضمنها قوانين البلدان الديموقراطية حقا ؟

ألم تنشر  الس ن ن أشرطة بنلادن وهي تهدد أمريكا نفسها ؟؟ فهل توبع مدير القناة وصحفيوه ؟؟؟

ألم ينشر الرابط مغاربة آخرون وتم تداول الشريط ولم يطلهم ماطال علي أنوزلا ... !

الأمر إذن :متابعة انتقامية عن أفعال غير مذكورة في الملف لكن يعرفها المهتمون  ,

فقلم علي يملك جرعة جرأة زيادة  مقارنة بالمسموح به في  ممارسة الصحافة المغربية ,

نعم إنه قلم مزعج بدون شك وتهمته الحقيقية هي إزعاج طمأنينة بعض السلطات . 

ولعله من حقنا التساؤل بكل إلحاح : مالذي أزعج سلطاتنا "الحكيمة دوما" تجاه "قلم يبدو نشازا" ضمن جوقة إعلام يبدو جد متوافق مع التوجهات العليا لأصحاب القرار ولو بدرجات متفاوتة ؟

أإلى هذا الحد تكون الكلمة الحرة مصدرا لقلق بالغ مهما بدا صوتها خافتا أمام ضجيج

المتفقين والمنبطحين والمتملقين والمضللين ومختلف النوايا التي تختلف باختلاف ألوان الطيف  داخل مهنة  يبدو أنها تشكل رافدا مهما  للمسترزقين  من الأقلام الجافة ضمن  من لا مهنة لهم أصلا  ؟؟

مالذي يخيف نظاما عتيدا بترساناته المختلفة  إزاء قلم أعزل لصحفي أعزل من أية مظلة مهما كان لونها إلا إيمانه بدوره المهني كما يراه هو !!!؟؟؟

ألا يبدو  الأمر سرياليا وخاليا من "الحكمة المتوخاة " !؟؟؟

كيف تتحرك  سلسلة من الأجهزة الأمنية المتعددة والقضائية والصحفية والوزارية والحزبية وووو  مع قلم أعزل ؟؟؟؟

مما لاشك فيه أنه لامجال للمقارنة ولا للتكافؤ وبالتالي فالمبارزة هنا غير متكافئة وبالتالي

فما هي ضرورتها أصلا ؟؟؟

أليس حريا بمن يملك هذه الآليات كلها بأن يترفع عن مواجهة  من يبدو أضعف منه ؟؟؟؟

تلك هي القوة الحقيقية !!!! ؟؟

أوليس استعمال العنف لغويا أو جسديا أوإداريا أو  سياسيا ليس إلا أعلانا عن عجز الأساليب الأخرى في التواصل !!!؟؟؟

فهل هذا إقرار بنجاعة الكلمة الحرة وقدرتها على خلق البلبلة لدى تلك القوى غير القابلة للتغيير والمحرضة على استعمال الزجر في أقصى مداه لعلها تسكت الألسنة عن لوك الكلام الممنوع ؟

لكن هل تساءل المحرضون عن معاقبة صحفي بهذه القسوة عن النجاعة الفعلية لهكذا أسلوب ؟؟

هل يملك العقاب والقمع والبطش سلطة سحرية في تلجيم الأفواه ؟كل الأفواه ؟؟؟

لقد طبقت هذه الوصفة دوما وأبدا وبطرق مختلفة. هذا لم يمنع من ظهور الأصوات الناطقة بالكلام غير المباح عبر كل مراحل التاريخ .

لقد جبل الإنسان على الحرية ولايمكن لأي جبروت أن يخرسه مهما كان ,والدليل هو

أنه لايوجد نظام سياسي بدون معارضة مهما كان نوعه .

 فالحقيقة نسبية ولايمكن تنميطها أبدا ,,,,,,

والمجتمعات مهما كانت لابد أن تنتج من يعبر عن آمالها وتطلعاتها بطرق مختلفة ،والنخب المثقفة هي الضمير الناطق باسم هذا الاختلاف والرئة التي يتنفس من خلالها المجتمع ,

فهل يمكن ضبط إيقاع هذا التنفس على مقاس نظام سياسي مهما بلغت "حكامته" ؟؟؟

القبول بالاختلاف حكمة :

وبالتالي من الحكمة القبول بالاختلاف بكل سعة صدر  ذلك أن الأفكار المؤجلة قد ينفجر منسوبها  خارج أية توقعات وتلك الطامة الكبرى ,

فالانتقام أسلوب سلبي جدا وقد يجر عكس ما يرمي إليه ,

الانتقام فعل مستفز ، وسيجر سيرورة من ردود الفعل التي لا يتوقعها من يؤمن بخيار الزجر ,,,,,,قد تدخلنا لخيارات لاتخدم أي طرف مهما كان ,

ثم إن الظلم "فعل شرير " وفق المنطق الروحي الذي  يعلو فوق كل السلطات ,

كل من يؤمن بوجود خالق قوي جبار  وعادل خير أيضا يقر  بأن الظالم لن يفلت من عقاب الله إن عاجلا أو آجلا......

فلا قوة إلا قوة الله  وكم أرانا من حكمه ودروسه و ألغازه لمن يريد أن يعتبر قبل فوات الأوان ,

الانتقام فعل جبان ,,,,,فالسجن لن يمنع عليا وأمثاله من التفكير وإنتاج الكلام المزعج

هذا إذا لم يؤججه أصلا ,,,,

,الفكر حر ،سيستمر في السفر خارج القضبان أذ لا أحد بإمكانه أيقاف تحليق الأفكار وسفر الأرواح خارج كل الأسوار إلا خالقها الحقيقي ,

وكما يقول المثل ,قد يتمكن البعض من قطف زهرة من البستان لكن لا يمكن إيقاف زحف الربيع .

حذاري  ،ثم حذاري من الظلم فالظلم وقود الثورات أكثر من الفقر والبؤس والتهميش ,

منبر

عائشة التاج
أستاذة وباحثة
كاتبة وباحثة اجتماعية
كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال