القائمة

الرأي

أحمد عصيد يكتب: ثورة القبل

لم يكن أمرا مثيرا للاستغراب أن ينتفض بعض البرلمانيين من أعضاء التنظيم المغربي للإخوان المسلمين، وهم داخل طائرة مصرية، ضدّ قبلة في شريط سينمائي عُرض خلال الرحلة، وهي "الانتفاضة" التي قال بعض الركاب إنها كادت أن تؤدي إلى كارثة جوية، فقد كان معلوما أن الإخوان لا يحبون القبلات ولا يحبون الحبّ، ما عدا ما كان منه حبا "إلهيا" أو "حبّ الرجل لزوجته وأولاده".

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

لكن أن تقوم السلطات المغربية باعتقال شباب مغاربة دون سن الرشد، بسبب قبلة على الـ"فيسبوك"، وجرجرتهم بالطريقة المعروفة بقصد الإذلال والانتقام والتخويف والترهيب، فهذه من علامات التخلف الفاضحة، التي لا يمكن السكوت عنها.

إن السرعة والحماس اللذين قامت بهما السلطات باعتقال الشباب، واللذين أظهرت خلالهما همّة وتفانيا في العمل يثير الإعجاب، يطرح أمامنا أكثر من سؤال، فّثمة أعداد كبيرة من المواطنين يستنجدون يوميا بالأمن ولا من مغيث، وحتى عندما يصل رجال ونساء الأمن يصلون متأخرين متباطئين كأن ما يقومون به يثقل كاهلهم ويزعجهم. كما أن فضائح كبرى حصلت في نهب المال العام وتزوير وثائق الدولة واستغلال النفوذ في أمور غير قانونية واحتقار المواطنين واستعبادهم دون أن تتحرك الجهات ذاتها لمتابعة الجناة، مما يجعل كل عاقل يتساءل إن كانت القبلة بين شابين يافعين تمثل خطرا على الدولة والمجتمع أكثر من الجرائم الحقيقية والفضائح التي ترتكب يوميا، والتي أصبح الكثير من أبطالها يُستقبلون في المحافل الرسمية بتبجيل وتعظيم، بل إنهم يعودون إلى الحكومة مظفرين كالأبطال، ولا ينقص إلا أن نحتفي بهم بمنحهم جوائز التقدير على الجرائم التي ارتكبوها في حق المغرب والمغاربة.

ما زالت حالة الفصام القصوى تعصف بالسلطات المغربية، فمن أجل تعبيرها عن كامل الحزم في محاربة "الإرهاب" اعتقلت صحفيا بسبب ممارسته لمهنته، ومن أجل "حماية الأخلاق" اعتقلت مراهقين بسبب قبلة وزجت بهم في غيابات السجون كالمجرمين، جاعلة بلدنا لا فرق بينه وبين الدول الإرهابية الأكثر ظلامية كطالبان أو السودان. ومن أجل أن تعطي عن المغرب صورة البلد "المتسامح" والفخور بـ"تعدديته"، والذي يشكل "استثناء" في المنطقة، والذي "يشق طريقه بثقة نحو الديمقراطية"، قامت باعتقال شاب اعتنق المسيحية وحكمت عليه بعامين سجنا نافذا، قامت السلطات بكل هذا تاركة عتاة الإرهابيين يعبثون في بعض مساجد وزارة الأوقاف ومنابر أخرى كل جمعة وأحيانا يوميا، يزرعون الكراهية بين المرء وأخيه وبين الابن وأبيه، ويدفعون نحو فتنة لن تعيد أبدا الزمن الغابر، وإن كانت ستقتل الكثير من الأبرياء، وتجعل الحياة في غاية البؤس والكآبة والفقر الروحي والعقلي.

ماذا تريد السلطات المغربية تحديدا ؟ فهي في شعاراتها تعبر عن أجمل ثمرات الحضارة الإنسانية المعاصرة، بينما في سلوكها تعكس مرحلة ما قبل الدولة الحديثة، إنه الارتباك حدّ الخبل، والتناقض حتى الضياع.

تعمل السلطات المغربية على ضبط المجتمع وفق الثلاثية التالية: العنف ـ التحريم ـ النفاق، فهي ترسم الحدود بالتحريم، وتردع بالعنف، ثم تترك المجتمع ينفس عن مكبوتاته بالنفاق الاجتماعي اليومي، والذي يعني أن يقول الناس ما لا يعتقدون، وأن يفعلوا عمليا ما لا يقولون.

يفسر هذا لماذا أعطت السلطات لقبلة الشباب حجما أكبر مما تبدو للناس، فبعض الأمور التي تبدو صغيرة ليست كذلك في منظور السلطة، لأنها ذات صلة بأمور أعظم، ولهذا لم تمنع القبلة إلا لأنها تعلم بأنها تعبير عن روح جديدة تخشاها هي روح الحرية، وهو ما يجعل القبلة تمردا وثورة، ليس على بعض التقاليد ولا على المجتمع، بل على النسق ككل، ولهذا تضطر لأن تتدخل في ضربة استباقية خشية وقوع الأسوأ.

إن ضبط المجتمع سياسيا يبدأ بضبطه ومراقبته في أصغر التفاصيل، هذا هو منطق السلطة في الزمن الماقبل ديمقراطي.

يمثل الشباب في ظلمة الحاضر شعلة المستقبل، ولهذا على جميع القوى الحية المؤمنة بالعدل والحرية أن نقف بجانبه وقفة حزم وصدق، وحتى لا تقع مثل هذه الوقائع مرة أخرى، أقترح على الشباب ما يلي: قبلوا بعضكم بعضا في الشارع العام وفي الفيسبوك ، واعملوا ذلك بكثافة حتى لا تجد السلطة متسعا لكم داخل سجونها، وعندئذ ستكون مرغمة على أن تستسلم، فالحبّ قوة خارقة تستطيع أن تهزم أعتى الدكتاتوريات !.

منبر

أحمد عصيد
باحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
أحمد عصيد
الحكومة الجديدة
الكاتب : amazigh moha
التاريخ : في 11 أكتوبر 2013 على 18h24
moha amazigh almawti libankiran man 9atala bankiran aljana dirikt merci vive tamazight
الدعوة للانحلال .....
الكاتب : رشيد
التاريخ : في 09 أكتوبر 2013 على 22h40
سبحان الله ، أصبح النهي عن المنكر // علامات التخلف الفاضحة، التي لا يمكن السكوت عنها / ومتى كانت القبلة تعبيرا عن الحرية ؟؟ إنها من إحدى مقدمات الجماع ،كما أنها تعبير عن الرضا والمحبة خاصة عند تقبيل الأبناء والوالدين وغيرهم ، أما ما قام به المنحلون فهو تشهير للفاحشة والدعوة للانحلال الخلقي ،ويبقى الديوت عديم المروءة والشهامة من يراها غير ذلك في مجتمعنا المغربي بمختلف أديانه : إسلام ،مسيحية ،يهودية ،أو أي معتقد دونهم ، فالشعوب بطبيعتها الفطرية لها قيم وطقوس ومبادئ تسود بين أفراد المجتمع ، إن الدعوة إلى الثورة على السلطة بشيوع التقبيل جهرة لا يرضاه أي من المغاربة أن تكون المُقــبَّـــلة أخته أو إحدى قريباته ، فهل يرضى المدافعون عن التقبيل وعن إشهاره دون رابط شرعي بين الفاعلين لمن سبق ذكرهم ؟؟ كفى من التحريض على الفساد ، كفى من إدخال الأنف في كل ما يسيء للمجتمع .
إن الدكتاتوريات لا يمكن هزمها بالتقبيل والاقتراحات المحضرة على قلة الحياء ، ومن هنا أوجه السؤال لبنات المحرضين : هل أنتن موافقات على تقبيلكن من أي كان بلا رابط شرعي ؟؟ وهل فعلاً آباؤكن وأولياؤكن يرضون ويتحملون رؤيتكن تــُــقبلن من طرف الغير خارج العلاقة الزوجية الشرعية ؟؟
إني على يقين تام ، أن الجواب الحقيقي المراد والمبتغى أنكن لن ترضين إلا بما يجعل حياتكن مستقرة عادية طبيعية حلوة تنعم برضا الله عز وجل
الدعوة للانحلال .....
الكاتب : رشيد
التاريخ : في 09 أكتوبر 2013 على 22h09
سبحان الله ، أصبح النهي عن المنكر // علامات التخلف الفاضحة، التي لا يمكن السكوت عنها / ومتى كانت القبلة تعبيرا عن الحرية ؟؟ إنها من إحدى مقدمات الجماع ،كما أنها تعبير عن الرضا والمحبة خاصة عند تقبيل الأبناء والوالدين وغيرهم ، أما ما قام به المنحلون فهو تشهير للفاحشة والدعوة للانحلال الخلقي ،ويبقى الديوت عديم المروءة والشهامة من يراها غير ذلك في مجتمعنا المغربي بمختلف أديانه : إسلام ،مسيحية ،يهودية ،أو أي معتقد دونهم ، فالشعوب بطبيعتها الفطرية لها قيم وطقوس ومبادئ تسود بين أفراد المجتمع ، إن الدعوة إلى الثورة على السلطة بشيوع التقبيل جهرة لا يرضاه أي من المغاربة أن تكون المُقــبَّـــلة أخته أو إحدى قريباته ، فهل يرضى المدافعون عن التقبيل وعن إشهاره دون رابط شرعي بين الفاعلين لمن سبق ذكرهم ؟؟ كفى من التحريض على الفساد ، كفى من إدخال الأنف في كل ما يسيء للمجتمع .
إن الدكتاتوريات لا يمكن هزمها بالتقبيل والاقتراحات المحضرة على قلة الحياء ، ومن هنا أوجه السؤال لبنات المحرضين : هل أنتن موافقات على تقبيلكن من أي كان بلا رابط شرعي ؟؟ وهل فعلاً آباؤكن وأولياؤكن يرضون ويتحملون رؤيتكن تــُــقبلن من طرف الغير خارج العلاقة الزوجية الشرعية ؟؟
إني على يقين تام ، أن الجواب الحقيقي المراد والمبتغى أنكن لن ترضين إلا بما يجعل حياتكن مستقرة عادية طبيعية حلوة تنعم برضا الله عز وجل
الدعوة للانحلال .....
الكاتب : رشيد
التاريخ : في 09 أكتوبر 2013 على 22h04
سبحان الله ، أصبح النهي عن النمكر // علامات التخلف الفاضحة، التي لا يمكن السكوت عنها / ومتى كانت القبلة تعبيرا عن الحرية ؟؟ إنها من إحدى مقدمات الجماع ،كما أنها تعبير عن الرضى والمحبة خاصة عند تقبيل الأبناء والوالدين وغيرهم ، أما ما قام به المنحلون فهو تشهير للفاحشة والدعوة للانحلال الخلقي ،ويبقى الديوت عديم المروءة والشهامة من يراها غير ذلك في مجتمعنا المغربي بمختلف أديانه : إسلام ،مسيحية ،يهودية ،أو أي معتقد دونهم ، فالشعوب بطبيعتها الفطرية لها قيم وطقوس ومبادئ تسود بين أفراد المجتمع ، إن الدعوة إلى الثورة على السلطة بشيوع التقبيل جهرة لا يرضاه أي من المغاربة أن تكون المُقــبَّـــلة أخته أو إحدى قريباته ، فهل يرضى المدافعون عن التقبيل وعن إشهاره دون رابط شرعي بين الفاعلين لمن سبق ذكرهم ؟؟ كفى من التحريض على الفساد ، كفى من إدخال الأنف في كل ما يسيئ للمجتمع .
إن الدكتاتوريات لا يمكن هزمها بالتقبيل والاقتراحات المحضرة على قلة الحياء ، ومن هنا أوجه السؤال لبنات المحرضين : هل أنتن موافقات على تقبيلكن من أي كان بلا رابط شرعي ؟؟ وهل فعلاً آباؤكن وأولياؤكن يرضون ويتحملون رؤيتكن تــُــقبلن من طرف الغير خارج العلاقة الزوجية الشرعية ؟؟
إني على يقين تام ، أن الجواب الحقيقي المراد والمبتغى أنكن لن ترضين إلا بما يجعل حياتكن مستقرة عادية طبيعية حلوة تنعم برضى الله عز وجل .....
ثورة القبل
الكاتب : Chu-Jung.
التاريخ : في 09 أكتوبر 2013 على 18h06
إذا كنت تقترح على الشباب القبلات فإبدأ ببناتك أوّلاّ أن يعملن ذلك بكتافة في الشارع العام وفي الفيسبوك"""" حقيقة مثلما يقول المثل المصري ""الذين إستحيوا ماتوا""" < فإن لم تستحي فأصنع ما شئت>