القائمة

الرأي

خواطر امرأة لا ترى الشمس

 منذ أوقعني في شرك حبه، واعتقلني بخاتم الزواج، وأخرجني من جامعة الطب ومن الحرية ومن بيت أبي المشمس؛ لم ترني الشمس..

  منذ خروجي الأخير في موكب زفافي الجنائزي، لم تداعب روحي نغمة موسيقية، ولم يتلذذ جسدي بدغدغة شعاع ظهيرة خريفية، ولم تراقص خصلات شعري ريح غربية..

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

يعشقني لدرجة الإختناق، يستحوذ على إرادتي بدفء حنانه كي لا يراودني الحنين  لدفء الشمس..يحفظني داخل مجمده العاطفي ومعبده الديني، كي لا أتعفن بنسيم الحرية.. وخوفا من أن أذبل سريعا من فرط الرطوبة والظلام، حوّلني لمجرد وردة بلاستيكية بلون البنفسج الداكن.

 يحتلني فكرا وروحا وأحلاما،  يخبئني داخل الأحداق، ويخفي عينيه بنظارات سوداء كي لا يتلصص على انعكاس فتنتي الآخرون.. يلف جسدي بطبقات كثيفة من الأثواب الغامقة، ويأسرني في سجن حبه المتطرف ويغلق علي بأساور من ذهب وبأقفال صدئة من الفتاوى.

  يغار عليّ من لمسات الهواء ومن قبلات الضوء ومن عطر العابرين ومن نسمات الشرفات.. أغلق عليّ باب جحيمه الثلجي، وسكن فسيح جناتي وحيدا لا شريك له في إلا الجدران وصابون الغسيل وأواني المطبخ. ولو لم تكن الطهارة ركنا دينيا، كان منع عني الماء الذي يتجرأ على لثم جسدي المحروم من معانقة الشمس. 

كلما شكوت من الأسر والضجر والاختناق وطالبت ككل الكائنات الحية التي خلق الله بحقي في الشمس، يذكرني بلهيب النار الحمراء التي تنتظر الفاسقات، وبأن أكثر أهل النار نساء، ويغريني بألوان الفردوس الموعود للزوجات المطيعات الملفوفات في السواد اللواتي سينعمن بنفس الأزواج في الجنة، فأستغفر الله وأستسلم لموتي الدنيوي أملا في نعيم الحياة الآخرة..

منذ أغلق عليّ داخل تابوته الشرعي، أصبحتُ بلا روح، تعطل فكري وصرت كائنا آليا يتحرك بجهاز التحكم.. أصبحت ملكيته الخاصة، مثل القميص وتحف البيت والسجاد ومنديل الحمام ووعاء القمامة، أصبحتُ كأجهزة البيت الإلكترونية، أطبخ وأكنس وأنظف جلاليبه البيضاء وأعد له ماءً دافئا للوضوء وأكوي له قمصانه الأنيقة للخروج، أضبط زمني البيولوجي على مواعيد الآذان وعلى إيقاع طقوسه، أستيقظ قبله لأُعد له فطورا حلالا، وأنام بعده بعد أن أعد له الحمام للطهارة من نجاسة الحب حين يشبع جسده الجائع.. 

جائعةٌ جدا للشمس، لمداعبة الأشعة لجلد جسدي القطبي، أشتاق لنسمة الهواء في شرفة مفتوحة والريح تسافر بخصلات شعري في كل الاتجاهات، أشتاق لنظرات الآخرين ولصدى صوتي في صمت المنصتين وأنا أحاضر في فوائد الشمس الصحية، متعطشة لملح البحر ولتحرش الموج بساقيي العاريتين..لي ظمأٌ لكأس كوكا كولا في مقصف الجامعة، للضحك بصوت عالٍ، وللجدل الفلسفي مع أصدقائي اليساريين، لي حنين لموسيقى صاخبة، ولرقصة مجنونة ولجذبة صوفية ولسفر إلى الله مكشوفة الروح بدون خمار أسود.. 

هل أخطأتُ حين انجرف قلبي لهذا العاشق المتطرف؟ هل تسرّعتُ حين    تنازلت عن أحلامي وسنواتي الدراسية الطويلة وخلعت وزرة الطبيبة التي كنت سأكون، وارتديت نقابا حاجبا للنور وأصبحتُ ممرضته الخاصة؟.. هل أخبئ خيباتي في حجاب الدين أم حجاب الحب؟..هل أضع نقابا أسودا لأنني أخاف الله أم لأنني أخاف فقدان الحبيب؟..

لا أدري ..الحقيقة الوحيدة التي ينبض بها قلبي، هي أنني أحبه وأحب الله  وأحب الشمس أيضا.

منبر

فاطمة الإفريقي
إعلامية
فاطمة الإفريقي
خواطر امرأة لا ترى الشمس
الكاتب : schtroumpf_bricoleur
التاريخ : في 27 أكتوبر 2013 على 12h54
أحبّي الشمس كما تشاءيين لكن لا تطلبيها كاملة حتى لا تحرقك، أحبّي الشمس في حدود ما يحبّ زوجك وقبل
ذلك في حدود مايحبّ الله ولاتحبّي الشمس متجاوزة ما نهى الله، كم من إمرأة كانت مثلما قلت لكنّها أحبّت الشمس وأرادتها كاملة فقامت بإنقلاب على الزوج لأنها رأت نفسها محكومة فأرادت ثورة ضد كل شيء لتصبح هي الحاكم
رفعت شعار ثورتها ""لا حاكم إلاّ أنا""" تركت كل شيء وراءها متجهة نحو أوربا سعيا وراء الشمس ،أرادتها كاملة عارية من حجاب الدين ولا مزينة بكلمة عيب٫أولا يجوز أومقيّدة ًبالمبادئ أو التقاليد ،أرادت
الشمس كاملة ٬إختارت لنفسها إسما جديدا لأن إسمها قديم يعود ل14قرنا، حتى لون شعرها الأسود صبغته
بلون الشمس فأصبحت في أوربا تعيش مجرّد دمية لكلّ الرجال يُلعَب بها كيفما يشاء ، أصبحت متواجدة
في علب الليل والمراقص أصبحت هذه المرأة شبه إمرأة تلبس فستانا طوله 15 سنتمتر معتبرة ذلك متماشيا مع العصر فإن زاد نقصه
أكثرفهو حضارة وتقدم وإن طال أكثر من 15 سنتمتر فهو رجعيّة وتخلّف ، أصبحت مجرّد سيجارة يدخّنها الرجل ومجرّد قارورة خمر يشربها ليختمر ٬أصبحت صندوق قمامة ٬يفرغ فيها كلّ الرجال قماماتهم ...
أحبّي الشمس في حدود مايحبّ الله
ولا تحبّيها متجاوزة لحدود الله لأنّك إن فعلت وأردتها كاملة فوالله ستحرقك الشمس......