القائمة

الرأي

لشكر مسلم ولو كره أبوالنعيم

 

وضع الشيخ أبوالنعيم رجله الأولى في حقل ألغام خطير لن يخرج منه سالما، اليوم أو غدا.
إن إقدام الشيخ السلفي على تكفير إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، لأنه دعا إلى مراجعة أحكام فقهية على ضوء مرجعيات حقوق الإنسان المعاصرة، وعلى ضوء ما ترسخ في قناعته من مبادئ للعدالة والإنصاف بين الجنسين... إن انزلاق أبوالنعيم إلى إخراج مسلم من الملة فقط لأنه دعا، عن صواب أو عن خطأ، إلى إعادة النظر في تعدد الزوجات وطريقة اقتسام الإرث وتزويج القاصر.. إن هذا السلوك الديني المتطرف من قبل أبو النعيم جريمة كبيرة وتهديد لسلامة وطن ومواطن واعتداء على تدبير الاختلاف بالتي هي أحسن.

وضع الشيخ أبوالنعيم رجله الأولى في حقل ألغام خطير لن يخرج منه سالما، اليوم أو غدا.
إن إقدام الشيخ السلفي على تكفير إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، لأنه دعا إلى مراجعة أحكام فقهية على ضوء مرجعيات حقوق الإنسان المعاصرة، وعلى ضوء ما ترسخ في قناعته من مبادئ للعدالة والإنصاف بين الجنسين... إن انزلاق أبوالنعيم إلى إخراج مسلم من الملة فقط لأنه دعا، عن صواب أو عن خطأ، إلى إعادة النظر في تعدد الزوجات وطريقة اقتسام الإرث وتزويج القاصر.. إن هذا السلوك الديني المتطرف من قبل أبو النعيم جريمة كبيرة وتهديد لسلامة وطن ومواطن واعتداء على تدبير الاختلاف بالتي هي أحسن.

 

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

من حق أبو النعيم، وغير أبوالنعيم من التيار الديني، محافظا كان أو متنورا، أن يناقش إدريس لشكر في ما ذهب إليه، وأن يرد عليه بالحجة والبيان، وأن يكشف خطأ تأويله للنصوص الدينية، وأن يعارض مذهبه الفكري والسياسي، فهذا أمر مطلوب وليس مرغوبا فقط، لكن أن يلجأ أبوالنعيم إلى «السلاح الكيماوي»، وأن يقفز بخفة وتنطع وحتى سذاجة إلى تكفير لشكر والعروي والجابري وعصيد وغيرهم ممن يدافعون عن أفكار حداثية أو ليبرالية أو يسارية، فهذا أمر لا يجب السكوت عنه، سواء وسط حملة الأقلام والفكر والرأي أو في مبنى وزارة العدل...

التقليد الفقهي المترسخ في عقول العامة أن «الخارج عن الملة يقتل»، ولهذا فإننا لا نأمن غدا أن يخرج شباب أكثر جهلا وحماسة وتنطعا من أبوالنعيم، ليمر من التكفير على قناة «اليوتوب» إلى تنفيذ حكم الإعدام في الشارع العام...

لقد كان فقهاؤنا وأئمة المذاهب الكبار يتجنبون «سلاح التكفير» وهم يناظرون رؤوس الفرق الإسلامية وغير الإسلامية، حتى الشاذة منها، بل إن عليا بن أبي طالب، بعد أن قاتل الخوارج في معارك طاحنة، لم يخرجهم من الملة، وكان يصلي على قتلاهم بعد كل معركة، وكان يقول عنهم: «ليس من أراد الحق فأخطأه كمن أراد الباطل فأدركه».

كان الإمام مالك يناظر المشبهة والمجسمة والصوفية وحتى أتباع الديانات الأخرى في فناء الكعبة، ولا يخرج عن آداب: «وجادلهم بالتي هي أحسن»، أما أبوالنعيم فليس على لسانه سوى «الكافر الفاسق، البغي، لعنة الله عليهم...».

إذا كان فقهاء القرون الوسطى قد أعطوا ملامح مشرقة عن الاختلاف في الرأي، حتى في أكثر الموضوعات حساسية، والتي تفوق الأحكام الفقهية لتصل إلى الأمور العقدية، فكيف يخرج من بيننا اليوم «شيوخ» لا يحتملون سماع رأي في الدين والفقه مخالف لما تربوا عليه؟

التكفير لا يقتل الفكر، والسيف لا يغتال الرأي، والتطرف لا يقضي على العقل... أنا واحد ممن كتب ينتقد آراء لشكر في تعدد الزوجات والمساواة في الإرث، وقلت إن هذه معركة خاسرة سياسيا في ظروف البلد الحالية، وغضبت مني إحدى الاتحاديات، وخرجت في جريدة الحزب «الاتحاد» تسبني وتلعنني بمنطق لا يختلف عن منطق أبوالنعيم، فالتكفير قد يكون دينيا وقد يكون سياسيا، لأن الهدف واحد هو الاغتيال، ماديا كان أو معنويا، لكن هذا شيء والانحراف نحو لغة التكفير شيء آخر...

على الجميع أن يفرض على التيار الديني بكل ألوانه أن يعيش معنا تحت سقف هذا العصر وقيمه وحضارته ومنطقه وحقوقه وحرياته، وعلى الذي يريد أن يحول ساحة النقاش العام إلى غزوات تكفيرية أن يعرف أن مكانه ليس هنا، وأن للدولة الحق والقانون يدها طويلة... لشكر إنسان مسلم، وهو يرى أن أحكاما في الفقه جزء من التقاليد وليست جزءا من الدين، وإلى هذا سبقه مفكرون مسلمون كثيرون. الإختلاف في الرأي لا يخرج أحدا من خيمة الإسلام الواسعة، التي يراها أبو النعيم وأمثاله علبة ضيقة لا تتسع إلا لأتباع التشدد وفقه التعصب.

منبر

توفيق بوعشرين
صحافي
توفيق بوعشرين
وتوبوا إلى الله توبة نصوحة: يا لشكر و يا عصيد
الكاتب : مغربي مسلم
التاريخ : في 07 فبراير 2014 على 16h39
بسم الله الرحمان الرحيم
لا شك أن من يدافع على هذا الفاسق فهو من صنفه
الغرابة هي أن جرئة الجاهل لشكر لا تحرك ساكنا في الحكومة الإسلامية
التعسف على ضمائر الناس
الكاتب : MPHilout
التاريخ : في 08 يناير 2014 على 11h00
أخانا توفيق بوعشرين في الإنسانية

كيف تسيغ لنفسك أن تتحدث عما بضمائر وما بأعماق الناس وتقرر أن "لشكر إنسان مسلم"، وأنت ونحن جميعا نعلم أن كل الدول المنخرطة بمنظمة التعاون الإسلامي لا تقر بحرية الضمير والإعتقاد ؟
أتعتقد أن القراء بهاته السذاجة ؟
لم لا تتجرأ على إعادة النظر في الأسس الفكرية المشتركة لكل هاته الدول والأمم المنخرطة في مشروع لحقوق الله المترفعة على حقوق الإنسان ؟
أتظن أن واجب الصدق لا يطال من يعتقدون أو يصفون أنفسهم ومواطنيهم بأنهم مسلمون ؟
بات من اللازم علينا نبذ الوفاق والإتفاق على النفاق وعدم التطاول والتدخل في ضمائر الناس وأعماقهم