القائمة

الرأي

الــرّشــوة: دمــّـالـة ْ الــطـــّــاعـون

إيـلا بغينا نـقاوْموا الرشوة، ضروري إقوم البرلمان بالدور ديالو، أتــّـفرض القوانين، تكون الوسائط الإعلامية مستقلة، ماشي وسائط كـتــّـخـبّع مورى هاد التسمية أوْ لوخرى، كتخدم هاد الحزب أوْ أجندة معينة، لأن مصالح ربحية ، أهداف إيديولوجية كتجمعهم، كما كيتوجب على المجتمع المدني إكون مجتمع مدني نشيط أو خـلا ّق.  

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

يمكن لينا نعتابروا الرشوة فى الدول النامية مسألة حياة ولا ّ موت، إيلا عرفنا أن هاد الأمر مرتبط بالما الصالح للشرب، بـالطـّـرقـان ولا ّ بالسبيطارات، زايدون كـتشكــّـل الرشوة خطورة قصوى على جودة الخدمات أو التقليص من حدة الفقر، الإقصاء أو التمرد، بحال اللي طرى فى البوسنة أو الهرسك، فاين شعلوا المحتجين العافية فى مؤسسات حكومية أو دوخلوا فى مواجهة دامية مع القوات الأمنية.

وقود العصيان المدني أو الإحتجاجات الشعبية؟ الرشوة! اللي مرتابطة بالوضع الإقتصادي المتردي أو البطالة المزمنة، كانت كتنتامي "توزلا" ألــّـجهات الأكثر دينامية قتصادية أو رفاهية، ولاكن الرشوة أو المحسوبية فقــّراتها، مثلا ً، الشركة "بوليهام" اللي كانت كتشغـّـل كثر من 1000 فرد أو مبيعاتها كتفوق 60 مليار ديال السانتيم، فلسات، علاش؟ لأن حكومة جهة "توزلا" فى عوط ما تنصـّـب مدراء أكفاء، وظــّـفات ناس مهووسين بالطاعة أوالبوسان ديال الرجلين أو ليدّين، الكفاءة؟ الله إجيب، يبكـيـوْا مع السـّـارح أو ياكلوا مع الـدّيب، هـاكدا كتميــيــّـع إدارة الشأن العام، أو اللي ما في يـدّوش، كيرجع فى يـدّو أو اللي في يدّو، ما فى يـدّوش، "حتى يرث الله الأرض".

كثير من الدول النامية فقيرة، لأنه فـقــّراتها الرشوة أو جعلات منها دين أو مـلــّـة، كاين البعض منهم اللي كيشري ولد الرئيس فيلا ّ بكثر من 10 ديال المليون أورو فى سويسرا ولا ّ فى فرانسا، ولوْ الأغلبية الساحقة كــتــعيش يلا ّه ب 2 أورو فى النهار، أو ما كيمشي هاد الرئيس أوْ لاخور حتى كيـفاجئ البشرية فى المحافل الدولية بالأقوال التالية: "شعبي جيعان".

ضروري نتكـلــّـموا على الرشوة حتى تخروج لينا من لودنين، لأنها كتغلــّي السلعة، الخدمات، كتساهم فى التمييز، كـترسـّـخ علاقات القوى، التبعية أو الولاءات، فى عوط ما تشجع على المبادرة الفردية، النزاهة، الكدّ أو المنافسة الشريفة، الرشوة مصدر عدم الإطمئنان أو عدم الثقة فى المؤسسات، الرشوة كتساهم فى التشكيك من مشروعية أو مصداقية الدولة، كما كـتـحاصر، تهـدّم النمو الإقتصاديي أو تفزع المستثمرين.

لازم على جميع الوزراء، الموظفين لـَـكبار إبلــّغوا بممتلكاتهم للدولة، لحد الآن باقيين الكاميرونيين كيـتـذكــّـروا بالخير الرئيس اللول "أحميدو أهيدو" اللي العام أو ما طال أو هو كيتجوّل فى البلاد، أو كل مرة كـتــَـشـف شقق، ضيعات، فيلا ّت فايتين بكثير الراتب الشهري ديال لوزير، الموظف المعني بالأمر إلا ّ أو سوّلو مناين جاوه هاد الفلوس، إيلا ما ثبـتـش الموظف مصدر الثروة، كان كيقترح عليه يختار الشقة اللي بغى يسكون فيها أو اللي شاط كـيتباع ألـْـصالح صندوق الدولة، حيت كان أهيدو رئيس، الرشوة أو ختلاس أموال الدولة كانت شبه منعادمة، أمـّـا حكومة بن كيران بحال ديال كينيا، 40 أوزير أو 52 أوزير منتدب، حنا عندنا 16، شنو هو الدور ديالهم؟ الله العالم! يمكن كيجيبوا ألــْـسعادة لوزير الدّراري من "لا ميسـيون فـرانــْـسـيـز"، إيلا كانت هاد الحكومة جادّة، حنا معاها، أمـّـا تعمل بحال الـغربال، تـطلـق الدقيق أو تقبط النـخــّـال، غير ما كاين لاش!

باقي ما نسيناش محاكمة الرئيس الزّامبي السابق "فريدريك شيـلوبة"، اللي ختلس 50 مليار سانتيم، أو إيلا مشى ألـجونيف باش يتقـدّا، ما كاين غير أرى برّع! 200 كوستيم، 260 قاميجة من الطراز الرفيع، أمــّـا البيجامات غير لا تهضرش عليهم، بالرّزمات، ما كاين غير الحرير الحر اللي كـيـضور، جميع الصــّـبابط اللي كان كيلبس كـانوا كـتـخـيــيــّـطوا باليد، أو إيـلا طلب شي وحدين، ما كاين غير من 60 ألــّـفــوق.

السرقة أو الرشوة كيخـرّبوا الدول الهشة أو كيغتاصبوا مستقبل الملايين، ضروري أتــّـجنب النخبة السياسية ديالنا الشبهة أو ما تعتابرش الدولة "بقرة حلوب"، لأن عدم الرضا، السخط على الوضع، الفرقات الإجتماعية الفاحشة، عندها ديما عواقب وخيمة على السلم الإجتماعي. ولاكن ما نظنــّوش أن غير الدول النامية عندها مشكل مع الرشوة، مع تهريب، تبييض الأموال أو الأموال القذرة، حتى الدول المتقدمة اللي باغية تعطينا دروس، بالأخص فرانسا، ميريكان، النـكـليز، سويسرا، لوكسنـبورك، ليشـطانـشطاين إلخ، جميع هاد الدول غير إمـّـا كـتمـلك جنات ضريبية ولا ّ هي بنفسها جنات ضريبية.

ضروري خلق مصلحة خاصة بمراقبة الوزراء، البرلمانيين أو موظفين الدولة، أمـّـا هاد المصلحة اللي كيشرف عليها بودرار، ما كـتــضـرّ، ما كـتـنـفع، "إذا ً"، لاش تليق؟ لأن الرشوة طاعون، كـتـشكل خطر على النمو الإقتصادي، كـتعـطـّل محاربة الفقر. خـصــّـنا نعتارفوا اليوما أن الرشوة منـتاشرة فى جميع جسد الدولة، فى السياسة، الإدارات العمومية أو فى القضاء بالأخص، يعني حنا مسؤولين عليها كولــّـنا أو من الواجب علينا نحاربوها جميع، لأنه ساهل تلوم لاخور قبل ما تـقوم بنقد ذاتي، 1. يمكن لينا نشيروا اللي بغى يرشينا، بـأننا ما قابلين لا الرشوة، لا غادي نشجعوها، 2. نـبـلــّـغوا بكل واحد بغى يرشينا، هاد الشي ماشي وشاية، ولاكن واجب وطني، لأن اللــّـوم كيرجع اللي بغى يرشي، ماشي اللي بغى يفضح الرشوة، 3. ما تخـلــّـي حتى شي واحد يتكلــّم، ولا ّ يهمس ليك فى لودن إيلا كونتي مسؤول، الهضرة بالجهر ديما فى صالحك، باش إكونوا عندك شهود، إيلا دعات الضرورة، 4. شتغل بنزاهة أو جدية، أو كل واحد بغى إراقب الخدمة ديالك غادي يلقاها مضبوطة، 5. ساهم فى محاربة الرشوة بالأدلة أو البرهان، ماشي بالحقد أو الضغينة، لأن الضمير هو المرآة الوحيدة اللي ما كيعرف لا غـش، لا مجاملة.

منبر

د. مراد عـلمي
أستاذ جامعي و مترجم
كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال