القائمة

الرأي

واحة سكورة بين الركود التنموي ووفرة المورد الطبيعي - سيدي فلاح نموذجا

حينما نتحدث عن مفهوم التنمية والتنمية المحلية بالخصوص يثير انتباهنا مجموعة من الخصوصيات تختلف من منطقة إلى أخرى حسب إمكانياتها واحتياجاتها فهناك مناطق تفتقر إلى موارد طبيعية وتنقسم إلى إثنين الأولى تعتمد مفهوم الحكامة المحلية للمسؤولين في النهوض بها والأخرى لا دريعة غياب الإمكانيات وكلتا الحالتين أقل ضررا.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

في حين نجد مناطق لديها وفرة على مستوى الموارد الطبيعية والمؤهلات سواءا السياحية والإقتصادية لكنها ولسوء حظها تصطدم بغياب الترشيد والحكامة الرشيدة في تدبير شؤونها بل أحيانا تكون تلك النعمة نقمة، مما يجعلها في ركود تام لا تعرف مفهوم الرقي والازدهار وسنقف بهذا الخصوص في منطقة عرفت وما زالت تشهد أنواع من التهميش والعزلة وهي منطقة جماعة سكورة بمدينة ورزازات وسنركز هنا على قرية سيدي فلاح بحكم ما تعيشه من نسيان وغياب مرافق قد تساهم في حلحلة مشاكل السكان وتجدر الإشارة إلى أن هذه البقعة الجغرافية ليست إلا نمودج بسيط لمختلف المناطق القروية التي تعيش القهر والطابع الإنعزالي فعند الوقوف عند منطقة تازنداغت الإسم القديم لسيدي فلاح نجد أنها تجمع بين أنسجة إثيولوجية تتعايش فيما بينها دون مشاكل تتكون من عرب وأمازيغ تجاوزن مفهوم الميز العنصري القديم مثلها مثل جل المناطق المغربية، لكن يبقى الهم الوحيد لهذه الساكنة هو النهوض وإنماء منطقتهم والتي تعرف وفرة على مستوة المعادن نذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر مجموعة من المعادن النفيسة فمند إن اكتشفت معادن بوسكور التابعة لسيدي فلاح منذ ستينات القرن الماضي إلى وقتنا الحالي لن تعرف المنطقة أي مجال للتنمية باستتناء المبادرات الجمعوية المحلية ولم تستفد سوى من قنطرة بدأت في التآكل,

وها هم اليوم السكان المحليون يواجهون مختلف المعوقات التنموية من غياب طريق معبدة تربط المنطقة بالمركز ومستوصف يساهم في تلقي المواطنين العلاجات الضرورية إضافة إلى عدم استقبال المعامل المعدنية لليد العاملة للمنطقة وتقديم تعويضات على الأضرار الناتجة والأخد بعين الاعتبار الوقاية من إشلاء بقاية المعادن ومرور الشاحنات مما قد ينتج أمراض وخيمة على الساكنة مثل السيليكوز وغيره,,,,

إضافة إلى المؤهلات السياحية من جبال وأنهار وقصور وقصبات,,, التي تجاهلها الفاعلين أو ربما دخلت في مطويات التاريخ فعند تفحصنا للبرنامج الحكومي نجد من بين أولوياته النهوض بالتنمية الجبلية والقروية لكن ما نراه اليوم عكس ما توقعنا لا زالت بعض المناطق لا ترقى للمستوى المطلوب بل تكون أحيانا ممول لبعض المشاريع أو جيوب الأشخاص بمواردها النفيسة فكيف يفهم هذا من خلال مناطق تعيش على المحك بغياب المرافق التي تخول للمواطن العيش الكريم ليذهب الأمر بالبعض للتساؤل هل نحن مواطنين أم مقيمين..؟

وهذا الشأن له ما له في علم السياسة من هنا يمكن أن نخلص إلى أن مفهوم التنمية لا يرتبط بالتلويح به في المنابر الإعلامية أو عند اقتراب الإستحقاقات الانتخابية بل جزء من الأمن الإنساني والذي قد تجاوز المصطلح الكلاسيكي ليشمل ما هو اقتصادي واجتماعي فربما غياب رؤية استراتيجية للنخب من جهة وهيمنة مقولة المغرب النافع والمغرب غير النافع ما زال موروتها مرسخ في بعض العقول منذ فترة الاستعمار، فمنطقة مثل واحة سكورة لا تتوفر على مستشفى يلبي حاجيات السكان ومرافق بدورها لا تتوفر على وسائل لوجستيكية كل هذا وغيره يحول دون الرقي بالتنمية المجالية للمنطقة وعلى الساكنة مراجعة الأشخاص الذين تمنحهم أصوات على الصعيد الإنتخابي...

منبر

عبد الواحد أولاد ملود
باحت في سلك الدكتوراه ش القانون العام والعلوم السياسية
كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال