القائمة

الرأي

تحقيق مواطنة المعاقين بين إجحاف الحكومة ورحمة الملك

تحيل المواطنة في أسمى معانيها على التعاون والتضامن والعيش المشترك باختلافاته وتناقضاته وإكراهاته وفرصه، والإقرار الإنساني والتعددية في إطار الوحدة الوطنية.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

فالممارسة الديموقراطية تقوم في أحد أهم عناصرها على تدبير الاختلاف، ويتقوى الشعور بالمواطنة داخل المجتمعات التي تترسخ بداخلها قيم العدالة والحرية والمساواة، فيما يضعف هذا الشعور داخل المجتمعات التي لا تستطيع استيعاب مكوناتها المختلفة.

وهناك مجتمعات تعيش فيها فئات تصطدم بواقع الإجحاف والعنف بمختلف أنواعه... ويعزى السبب لذلك وجود نقص أو عجز في إحدى مكوناتها سواء الجسمانية أو العقلية... مما يعرضها للتهميش وممارسة كل أنواع أشكال الكراهية من أشخاص معنويين أو ذاتيين مما يطفوا على هذه الفئة طابع الانعزالية، وهذا قد ينتج عنه توترات نفسية وخيمة.

وتعد شريحة ذوي الإعاقة بالمغرب من الشرائح الأقل حظا في المجتمع المغربي نظرا لما تواجهه من كل أنواع التهميش والعنف وتجاهل النخب بمختلف مكوناتها من ناحية، وجل النسيج المجتمعي من جهة أخرى، وهذا ما نلاحظه في الأيام الاخيرة من أشخاص يعانون من مختلف الإعاقات والتي وصل بهم الأمر لمحاولات انتحارية بسبب ما تشهده قضيتهم من ممارسات تتجلى في غياب نظرة سياسية خاصة من الحكومة الحالية، بل أكثر من هذا وكما جاء في مقالاتنا السابقة ما يصطدم به مختلف المعاقين من مقت وكراهية قد تكون حسب نظرنا جزء من الإديولوجية خاصة بعض الأحزاب الإسلاموية والتي كانت دائما ولا زالت تتغنى بالإسلام داخل وسائل الإعلام ومن خلال لقاءات الرسمية، والإسلام بريء منها براءة الذئب من أكل النبي يوسف.

وقد شهدت الأيام الأخيرة مشهد رهيب بمحطة القطار الرباط المدينة والذي يعتبر مثال حي لاستياء مجموعات معطلة من المكفوفين والذين قاموا باستعمال البنزين والاعتصام أمام قطار نتيجة خلفيات بطالة رغم ما تحظى به من تشريعات دولية ووطنية تحث الدولة على ضرورة توفير مناصب الشغل وتخصيص كوطا من المناصب المالية سنوية...لكن كل هذا لم يكترث له إخوان عبد الكريم الخطيب وحلفائهم بل تمادوا في التملص من المسؤولية ونهج سياسة الهروب إلى الأمام في تدبير هذا الملف التي تشوبه خروقات من الحكومة في شخص السيدة باسيمة الحقاوي ، حيث ينتظر ذوي الإعاقة بخصوص هذا الشأن وغيره تدخل أعلى سلطة في البلاد والتي تتجلى في شخص الملك في تقديم الدعم وإنقاذ الموقف حيث كان المساند الرسمي والوحيد في تحقيق مواطنة الشخص المعاق بالمغرب بمبادراته لخلق مشاريع وتقديم مساعدات تخول لهؤلاء الأشخاص العيش الكريم، لكن وفي نظرنا لا يمكن الاعتماد على ما يقوم جلالة الملك لوحده لأنه ما يقدمه اليوم تبلعه بطون أشخاص آخرين في الغد حيث لا يمكنه مراقبة الأشياء لوحده مما يجعل شريحة المعاقين تكون عرضة لمخالب ذئاب شرسة وتماسيح وعفاريت... يتصدرها من ينادي بها في مختلف المناسبات، كل هذا وغيره يجعل ذوي الإعاقة بالمغرب تراودهم أفكاروإشكاليات ما معنى المواطنة؟، وفي بعض الأحيان يصبح الوطن بالنسبة لهم سجن وتنطبق عليهم مقولة كولن:

وطني وإن لم يعشقني وأنا الدميم الجلف لم يعد وطني. إنه سجن بلا قضبان في كثير من الأحيان.

منبر

عبد الواحد أولاد ملود
باحت في سلك الدكتوراه ش القانون العام والعلوم السياسية
كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال