القائمة

الرأي

عيد المرأة وسحر الأنوثة الحاضر رغم التغييب

سحر الأنوثة :

للأنوثة سحر خاص ألهب خيال العاشقين وملأ وجدانهم بأجمل المشاعر وأكثرها

التهابا وحضورا على المسرح الرمزي .

 فأغلب المنتوجات الإبداعية تتغنى بالحب الذي تكون المرأة ملهمته وسببا رئيسيا للاستلهام  من سماوات الخلق والإبداع .

وبالتالي فهي المحفزة الرئيسية للحضور الإبداعي على عرش الرأسمال الرمزي الذي هو أثمن ما تملكه البشرية .

فحتى وإن ووريت المرأة عن الحقل العام ، واعتبرت ناقصة قوة ولا تصلح إلا للإنجاب والطبخ وو  وتملكها "الذكر" بقوة سلطته العنفية ليس إلا ، " فقد بقي  حضورها الباذخ يؤثت  حقل الجمال كمتلازمة رمزية لا محيد عنها  كي يملك الإبداع صك حضوره القادر على إذكاء  الجاذبية لدى المتلقي ,,,,وتلك النكهة التي لا محيد عنها كي تغدو الحياة مليئة بالحياة فعلا .

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

حضور رغم التغييب :

حاضرات نحن في حياتكم رغم كل التغييب ،عبر بوابات البهاء والجمال والحب والإبداع ,

فالجمال نسوي بامتياز ,,,,,وقوة النساء تكمن بشكل خاص في قدرتهن على الحضور رغما عن كل إجراءات التغييب التي تبناها الفكر الذكوري  الإقصائي

عبر التاريخ ,

ذلك أن جاذبية النساء تعطي للحياة كلها نكهتها الرائعة التي تجعلها قابلة للعيش "

فالنساء فعلا جميلات كما قال الشاعر الكبير  محمود درويش.

 كل النساء جميلات بأجسادهن المعطاءة وقلوبهن الحنونة وعقولهن المبدعة وأخلاقهن الطيبة .......

لكل النساء جمال ساحر لمن يملك العيون التي تلتقط الجمال جليا كان أم باطنيا ينطق عبر ذبذبات الروح ,,,نورا ورقة و بهاء,,,,,

لكل الأمهات ألف شكر على تضحياتهن الجسام في التربية الدءوبة على مر السنين بدون تعب ولا كلل ولا تلكؤ ,

ولكل الحنان الذي  زرعنه في قلوب أبنائهن وبناتهن كي ينبت مشاعر مزهرة تعطي للحياة نكهة التعايش الجميل .فبدون ذلك الحب الذي يرضع من أثداء الأمهات قد تكون الحياة أكثر جفاء وقسوة مما هي  عليه الآن .

للعاشقات المحبات  ألف شكر ، فبفضل قلوبهن الدافئة على الدوام يجد الحب حضنا يأويه ويقتات منه حتى يونع الأقحوان عطرا فواحا بأجمل الأحاسيس  وتغرد  العصافير في السماء فرحا بالحرية واحتفاء بالحياة .

للأخوات ألف شكر ، فبفضل محبتهن و إيثارهن يخطن رداء  الأسرة  كي يصبح أكثر دفئا وتماسكا  يقي من صقيع الهزات الخارجية ,,,وأنوائها المباغتة . ,

للصديقات الصادقات ألف شكر ، فهن يعطين للصداقة معناها الأسمى بعطاءاتهن اللامتناهية ,واهتمامهن بأدق الجزئيات يرممن التصدعات بمحبة منسابة على الدوام ,,

للمناضلات كل الشكر بفضل عزيمتهن وإصرارهن تستعيد الحياة توازنها الطبيعي شيئا فشيئا ,,,,فهن يحملن صخرة سيزيف على عاتقهن بصلابة لا تلين , رغم كيد الكائدين

لمناصري النساء من أصدقائنا "الرجال" حقوقيين ومبدعين ومفكرين وسياسيين : ألف شكر :  

بفضل دعمكم ومناصرتكم ومحبتكم تحققت الكثير من المكاسب ولازال الحبل على الجرار ,,,,

لكم كل المحبة المفعمة بالامتنان .  

لقد خرجت النساء من المواراة لدائرة الضوء والحضور الحاضر بسواعدهن وعقولهن , فهن يساهمن في الإنتاج الوطني بنسبة 36 في المائة حسب احصاء 2004 وبالتأكيد تنامت النسبة , ويساهمن في الإنفاق على الأسرة بالتساوي مع الرجل بنسبة 57 في المائة ,ويساهمن بتدبير شؤون الطبخ والأبناء والأسرة بدون مشروط وبكل حب وتفاني رغم كل التحديات .

شراكة فعلية و حقيقية وليست ومستحقة .    

أما نسبة الأسر التي ترأسها نساء فتصل إلى خمس الأسر المغربية علما أن  نسبة لا بأس بها من الأزواج يشتغلون بعيدا عن أسرهم الأصلية مثل الجالية بالخارج  والجيش والدرك وعدد من الموظفين والتجار ووو  وبالتالي فنساء هؤلاء

يتحملن واجبا وطنيا آخر خفيا ولا مؤدى عنه في تربية الأطفال ورعاية شؤون الأسرة "بمفردهن " وبكل رباطة جأش في محيط اجتماعي غدا أكثر شراسة من أي وقت مضى ....

بدون  إحصاء عدد الفتيات اللواتي لا يحسبن رئيسات للأسر لوجود آبائهن أو إخوانهن ولكنهن المعيلات الحقيقيات اقتصاديا واجتماعيا ويشكلن نسبة كبيرة جدا

لا ترصدها معايير الإحصائيات الرسمية ,

هؤلاء الفتيات يضحين بحياتهن الخاصة لإعالة أسر بأكملها ذكورا وإناثا وأغلبهن عاملات أو حتى موظفات يجازيهن المجتمع لاحقا على تضحياتهن الجسام  بلفظة قدحية ويسميهن "عانسات "

لهؤلاء النساء ذوات الأخلاق الراقية لأن الإيثار من شيم النبلاء فقط أقدم ألف باقة شكر وتحية على خدمتهن الاجتماعية غير المؤدى عنها ولا المعترف بها ولا أحد يذكرها حتى،  وهي بالغة القيمة والمردودية على التماسك الأسري وبالتالي على السلم الاجتماعي حتى .....

للذكيات المميزات اللواتي أدخلن العقل النسوي المغربي مراكز أعتى البحوث العلمية العالمية كل الامتنان والشكر ،بفضلكن  نقول للعالم نحن هنا ،مثل كل البشر ولن تنال منا ثقافة  تبجيل البؤس والموت والدمار شيئا ,

لمنتجات الثروة والغنى كل الشكر ،بفضلكن نقول بأن اقتحام عالم المال والإنتاج لم يعد حكرا على الذكور و أننا قادرات على خلق الثروة وإنتاجها وتدبيرها سواء في الحقل العام أو الحقل الخاص ,

للفلاحات والعاملات والطالبات والأمهات والطبيبات وربات البيوت والموظفات والسياسيات والحقوقيات ,,,,,لكن جميعا

عيد سعيد أيتها البهيات الرائعات على إيقاع الشعر الراقي، والورد الفواح بأجمل العطور  والحلم اللامتناهي بغد أكثر إنسانية مما نحن فيه,

تستحق النساء كل الأيام أعيادا...... ،

وفي انتظار ذلك

القافلة تسير بخطى ثابتة نحو  مستقبل ينسجم مع السنن الكونية التي تتبنى الحب والسلام والجمال بوصلة للحياة , ودمتن رقيقات معطاءات كالشمس المنسابة أشعتها على هذا الكون الجميل ,حتى يعم الدفء كل فضاءاتنا ,,,,

منبر

عائشة التاج
أستاذة وباحثة
كاتبة وباحثة اجتماعية
كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال