القائمة

أخبار

بعد النبي نوح.. المسيح وموسي ومريم في هوليوود 2014

بعد سيطرة أفلام الخيال العلمي والحركة على السينما الأمريكية لسنوات، شهدت هوليوود هذا العام تحولاً نحو إنتاج الأفلام الدينية، عبر إنتاج أفلام عن قصص أنبياء وأخرى مستوحاة من الكتاب المقدس أثارت أسماؤها حالة من الجدل حتى قبل عرضها الأول.

نشر
DR
مدة القراءة: 6'

ومن بين هذه الأفلام "نوح" الذي يحكي قصة النبي نوح (عليه السلام) ونجاته مع من آمنوا برسالته في الفلك العظيم من الطوفان.

وبلغت ميزانية الفيلم قرابة 130 مليون دولار أمريكي، ويضم عددا من كبار ممثلي هوليوود مثل أنتوني هوبكنز، وراسيل كرو، وايما واتسون، ويعتمد الفيلم على مؤثرات بصرية وتكنولوجية لإضفاء صورة واقعية للسفينة.

وبذل المخرج وفريق العمل جهودًا كبيرة لتوفير جميع أنواع الحيوانات، التي اضطرّ النبي نوح لحملها على متن سفينته للحفاظ على أنواعها من الفناء، بحسب الرواية الدينية المعروفة، وتم تصوير مشاهد الفيلم في أيسلندا ونيويورك، واستخدم المخرج دارين أرونوفسكي أحدث برامج المونتاج والغرافيك لإظهار الطوفان كما تخيّلته عقول البشرية عبر آلاف السنين.

وأثار الفيلم حالة من الجدل في مصر، حيث طالب الأزهر الشريف بمنعه من العرض، كما تعرّض لحملة من نشطاء الإنترنت تحمل ذات المطلب، وهو ما اعترض عليه بشدة فنانون مصريون من قبيل عدم التضييق على الحريات، وفى مقدمتها حرية الإبداع.

ولم تتوقف مشاكل عرض الفيلم عند مصر وحدها، فقد حظرت قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة الفيلم لأسباب دينية حتى قبل عرضه الأول في أنحاء العالم.

كما تعتزم شركتي إنتاج في هوليود تقديم فيلمين هذا العام يحملان ذات الصبغة، الأول هو "الخروج" عن حياة النبي موسى (عليه السلام)، من إخراج رايدلي سكوت، ومن المقرر عرضه في نهاية 2014.

ويتناول الفيلم حياة سيدنا موسى، ويقوم بدور البطولة النجم كريستيان بيل، مجسدًا دور النبي موسى، بينما يجسّد النجم جويل أدجرتون دور الفرعون المصرى رمسيس الثانى، والنجم بين كينجسلى، والنجم جون تورتورو مجسدًا دور الملك سيتى الأول.

ويشارك فى الفيلم الممثل السورى غسان مسعود، حيث يجسّد دور أحد مستشارى الملك سيتى الأول، وأيضا الملك رمسيس الثانى من بعده والذى يعطيه نصائح كثيرة فى كيفية إدارة شؤون البلاد والتعامل مع الأزمات التي تواجهه.

والفيلم الآخر هو "مريم.. أم المسيح" ويتناول مراحل مختلفة من حياة السيدة العذراء، كما يروي قصة ميلاد السيد المسيح من وجهة نظر السيدة العذراء بحسب الإنجيل.

ويشارك في الفيلم بيتر اوتول، وبن كينجسلي، وجوليا اورموند، والوجه الجديد اوديا روش وهي في السادسة عشرة من عمرها.

ومؤخرًا، أعلنت إحدى شركات الإنتاج الأمريكية بدء عرض فيلم "ابن الرب"، الذي يتناول حياة السيد المسيح.

ويجسّد الممثل "دياجو مورجادو" دور المسيح، وتقوم "روما دوونى" بدور السيدة مريم العذراء، والفيلم من إخراج "كريستوفر سبنسر".

وحول تجسيد هوليود لشخصيات الأنبياء، يقول الناقد الفني، أحمد بيومي، لوكالة الأناضول، إن هوليوود لن تكتفي خلال عام 2014 بتناول الأنبياء الثلاثة نوح وعيسى وموسى في أفلامها، ولكن العام المقبل 2015 سيشهد ميلاد عدد آخر من الأفلام تتناول قصص الأنبياء أو تتعرض للأديان السماوية ومنها فيلم بعنوان Gods and Kings أو "الآلهة والملائكة"، الذى يحكى قصة حياة سيدنا موسى.

وأضاف: كما سيتم عرض فيلم Redemption of Cain ويخرجه ويل سميث، وتم ترشيح براد بيت لبطولته، والفيلم يتحدث عن قصة أبناء سيدنا آدم "قابيل وهابيل"، وأحداثه مأخوذة من الإنجيل، كما يتم حاليًا الإعداد لفيلم سينمائي جديد عن السيدة مريم العذراء يحمل عنوان Mary, mother of God أو "مارى.. أم الرب" ومن المنتظر أن يتم تصوير هذا العمل في خمسة دول عربية بينها مصر.

من جانبه، يشير الناقد السينمائي محمد كمال إلى أن السينما العالمية منذ تاريخها تجد في تجسيد حياة الأنبياء مادة درامية ثرية تحوّلت إلى أعمال سينمائية ولم تكن أفلاما دينية بحتة بل تحمل قيما فنية حيث تعتبر بعضها من كلاسيكيات السينما العالمية ونال بعضها جوائز الأوسكار.

ويضيف كمال، للأناضول، أن من أشهر هذه الأفلام على الإطلاق فيلم "الوصايا العشر" من إخراج سيسيل دى ميل والذى قدمه مرتين الأولى عام 1924 من بطولة شارلتون هيستون وأعاد تقديمه عام 1956.

وتابع: "كما قدمت السينما العالمية عن موسى فيلم آخر هو "أمير من مصر" والذى ادعى لأول مرة أن رمسيس الثانى هو فرعون الخروج، وفيلم "موسى" عام 1975، وفيلم "The Bible" أو "الإنجيل" عن حياة سيدنا إبراهيم، وهناك فيلم الرسوم المتحركة الشهير "محمد خاتم الأنبياء" من إخراج الإنجليزى "ريتشارد ريتش".

وفي ذات السياق، قال عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف والأمين العام لهيئة كبار العلماء، إن تجسيد الأنبياء فى الأعمال السينمائية، هو أمر محرّم شرعًا.

وأشار إلى أن هناك كثيرًا من الفتاوى فى العالم الإسلامى ترفض تجسيد الصحابة والأنبياء، وأن الحكمة من منع تجسيد الأنبياء والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة وآل البيت هى أن الممثل مهما أتقن دوره ومهما كان العمل الفنى يتميز بأعلى درجات من الجودة والإتقان فلا يستطيع أن يظهر هذا الممثل بالصورة نفسها التى كان عليها أحد الأنبياء أو العشرة المبشرين بالجنة.

وأضاف شومان في تصريحات للأناضول: أن "كل من الممثلين والمنتجين والمصورين وكل من اشترك في هذه الأفلام هو آثم"، لافتا إلى أن "الترويج والدعاية لهذه الأفلام هو معصية"، كما "سيقع الإثم على من يشاهد هذه الأفلام".

وأصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الثلاثاء 18 مارس/ آذار الجاري، بيانًا قالت فيه: إنَّ "الأنبياء والرسل لا يجوز شرعًا تجسيدُهم في الأعمال الفنيَّة؛ لأنَّ الأعمال الفنيَّة إنما تسعى لتجسيد الواقع، بينما حياةُ الأنبياء وسِيَرُهم فيها من الوحي والإعجاز والصلات بالسماء ما يَستحِيلُ تجسيدُه وتمثيلُه؛ ومن ثَمَّ فإنَّ تجسيدَ الأنبياء والرُّسل فيه إساءةٌ مُحقَّقةٌ إلى سيرتهم وحياتهم".

وأضاف البيان أن "الأزهرَ ليس سلطةَ منعٍ ولا مُصادرةٍ، وليس ذلك من صلاحياته ولا اختصاصاته؛ فالأزهر يقومُ بواجبه في إبداء الرأي الشرعي؛ وفاءً لرسالته، واستجابةً لتطلُّع الأمَّة إليه كمرجعيَّةٍ أولى للشريعة في عالم الإسلام".

وتعد شخصية يوحنا المعمدان "نبى الله يحيى" من أكثر الشخصيات الدينية ظهورًا فى السينما الأمريكية فى أفلام سالومى (1918) وسالومى (1953)، وملك الملوك (1961)، وسيمون الصياد (1959)، وسالومى (1974)، والإغواء الآخر للمسيح، كما ظهر فى العشرينيات فى فيلم "سفينة نوح".

كما يذكر أن شخصية السيد المسيح هى واحدة من أكثر الشخصيات التى أثارت اهتمام صناع السينما العالمية بمختلف اتجاهاتهم، وأكثر الشخصيات التى تم تناولها، حيث أنتج أكثر من 325 فيلما تناولت شخصية السيد المسيح بمختلف لغات وبلدان العالم، تحتفظ ذاكرة السينما العالمية منها بحوالى 30 فيلمًا فقط.

وكان أول هذه الأفلام عام 1906 بإنتاج السينما الفرنسية لفيلم " La Vie du Christ" أو حياة وآلام المسيح.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال