القائمة

مختصرات

لطيفة أحرار تحول حاوية إلى ساحة للفن [صور]

قالت الفنانة المغربية لطيفة أحرار إن تحويلها حاوية لنقل البضائع إلى ساحة عرض للفاعليات الفنية والثقافية يهدف لجعل الفن في متناول كل أفراد الوطن.

نشر
لطيفة أحرار تحول حاوية إلى ساحة للفن [صور]
لطيفة أحرار تحول حاوية إلى ساحة للفن [صور]

وأضافت الممثلة لطيفة في لقاء مع مراسلة الأناضول، أنها تسعى من خلال هذه المبادرة التى قامت بها برفقة فرقة "مسرح الأصدقاء" التى تترأسها، إلى "دمقرطة الثقافة في المغرب، بكل أبعادها وأشكالها المتنوعة: فنون حية، موسيقى، لقاءات، موائد مستديرة، ورشات تكوينية، مسرح الشارع، وجعلها في متناول الجميع".

وتابعت أحرار: "فكرة تحويل الثقافة إلى فعل يومي كانت تراودني منذ زمن، حيث كنت أفكر باستمرار في الكيفية التي تصبح فيها الثقافة فعلا يوميا، نمارسه كالأكل والشرب، والبيع والشراء، لكنى لم أكن أفكر في حاوية، بل في قاطرة أو شاحنة، لأنني شاهدت أثناء زيارة فنية لي في بروكسل فنانين يقدمون أعمالا فنية على متن شاحنة".

وعندما اقترحت فكرة الحاوية على لطيفة من قبل المعهد الثقافي الفرنسي بالرباط، ومؤسسة صندوق الإيداع والتدبير، جاء ردها "لا بأس، لم لا أحول هذه الحاوية من وظيفتها الأصلية المتمثلة في نقل البضائع، إلى وظيفة فنية وثقافية نهرب من خلالها الحلم والثقافة، ونجعلها في وسط العاصمة الرباط (شمالي المغرب)، وتحديدا في ساحة عمومية هي ساحة باب الأحد".

وأكدت أحرار أن هذه المبادرة الثقافية التي اختارت لها اسما يمزج بين الفن وما يطلق على الحاوية باللغة الفرنسية "كونت ن آرت Cont ‘N’ Art"" مفتوحة في وجه جميع الفنانين والمبدعين في جميع المجالات، وحتى الذين تختلف معهم، خاصة أن هذه المبادرة تسعى إلى تعليم الناس ثقافة الاختلاف، واحترام الرأي والرأي الآخر، وعدم إلغاء أي طرف للآخر.

وقالت أحرار "إن حاوية الفن- ستكمل سنتها الأولى في شهر يونيو/حزيران المقبل- وضعت في البداية بالقرب من الكنيسة المحاذية لمقر المعهد الثقافي الفرنسي بالرباط، ثم جرى نقلها إلى ساحة باب الأحد، وسط الرباط، حتى تكون وسط عموم الناس، وتكون فضاء مسرحيا، وقاعة للعروض متعددة الاستعمالات، موجهة لتنظيم واستقبال كل الأنشطة الثقافية الهادفة إلى دمقرطة الثقافة وتقريبها من كل الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية."

وأكدت أحرار أن هذه المبادرة لم تخل من صعوبات، ولكن "حينما تكون لديك مصداقية وتجربة سابقة في العمل وسط الناس، تهون كل الأمور، وطبعا فقد ساعدتنا السلطات عبر منحنا هذا الفضاء العمومي، والإنارة، كما أنها تساعدنا على تنظيف المكان، ولدينا شركاء من المجتمع المدني، الذين يساعدوننا لخلق دينامية وحركية للفعل الثقافي، وليس المسرحي فحسب، لأننا نستقبل فرقا مغربية وأجنبية، ونشتغل مع أفارقة من جنوب الصحراء، ليست لديهم أوراق معتمدة، ومع اللاجئين السوريين، ومع أطفال الشوارع بالمغرب، ومع كل الفئات الشعبية التي تعيش على هامش المجتمع".

وأوضحت أن هذه المبادرة الثقافية لقيت إقبالا من طرف الجمهور المغربي، الذي كان في البداية يستغرب ويتساءل "عما نقوم، لأن الحاوية في البداية كانت ذات لون أحمر، ثم تحول لونها للأزرق، وكانت تحمل اسم "كونت ن آرت/ Cont ‘N’ Art"، قبل أن تصبح "فن الميدان"، تحية للشباب في ميدان التحرير بمصر.

وأضافت: "بفعل الفضول، الذي يتميز به المغاربة، أصبح لدينا جمهور واسع يسأل عن برنامجنا الثقافي الأسبوعي والشهري، ويحضر أنشطتنا ويشارك فيها باستمرار".

وأشارت الفنانة المغربية إلى أن حاوية الفن ليست مقتصرة على العمل الفني فحسب، بل منفتحة على الخدمات الاجتماعية والصحية، حيث استضافت أخيرا الجمعية المغربية للأمراض المنقولة جنسيا، التي نظمت يوما توعويا بخطورة هذه الأمراض، وقامت بالكشف على مجموعة من الأشخاص بعين المكان.

وبخصوص أعمالها الفنية المقبلة، ذكرت لطيفة أحرار أنها ستشرع قريبا في تصوير فيلم "عايدة" مع المخرج المغربي إدريس المريني، وأضافت أن الجمهور المغربي سيشاهدها في فيلم "بغيت نضحك"، وهو فيلم يجمع بين الرقص والغناء، يظهر فيه الوجه الآخر لها، التي تضحك من أي شيء وعلى أي شيء، على حد قولها. وقالت "إننا نحتاج اليوم في هذه الحياة التي يلفها السواد والمشاكل إلى الضحك والابتسام، إلى الكوميديا السوداء"، بحسب تعبيرها.

يذكر أن لطيفة أحرار فنانة ومخرجة مغربية من مواليد 1971، تخرجت من المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي بالرباط عام 1994، تدرس حاليا تقنيات التشخيص والتعبير الجسدي في المركز النموذجي للتكوين المسرحي بمدينة الرباط.

تتميز لطيفة أحرار بحضورها القوي على الساحة الفنية المغربية، حيث شاركت في عدد من الأعمال الشهيرة، وبلغ رصيدها الفني حوالي 18 مسرحية، و12 عملا تلفزيونيا، إضافة إلي 11 فيلما سينمائيا. ومن أبرز أعمالها فيلم "ليالي بيضاء"، و"مغربيات في القدس"، و"أبواب الجنة"، والسيت كوم (سلسلة فكاهية)"نسيب الحاج عزوز"، ومسرحية "كفر ناعوم"، و"شرف الحرب"، و"العازفة".

شاركت في العديد من المهرجانات، منها المهرجان الدولي لمسرح شكسبير بأرمينيا، الذي شاركت به من خلال إعداد وإخراج وتمثيل العمل المسرحي "نساء تبحث عن شبح"، وهي مسرحية مقتبسة من أحد أعمال شكسبير، وكانت المشاركة العربية والإفريقية الوحيدة في هذا المهرجان.

نالت لطيفة العديد من الجوائز سواء في المغرب أو في المهرجانات الدولية، أبرزها جائزة أحسن نجمة في دور "دولي" للارتجال المسرحي بكندا، وجائزة بمهرجان الكونغرس العربي بالفيليبين.

أثارت بعض أعمالها الكثير من الجدل، وخاصة مسرحيتها "كفر ناعوم"، التي ظهرت فيها بلباس البحر على خشبة المسرح.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال