القائمة

أخبار

الصراع المغربي الجزائري ينتقل إلى الحقل الديني عبر الطرق الصوفية

تحتضن مدينة فاس هذه الأيام فعاليات الملتقى الدولي الثالث للطريقة التيجانية، وسط مشاركة نحو 1000 ممثل لهذه الطرقة الصوفية في 47 بلدا عبر العالم، في ظل غياب الجزائر التي تحركت لاستقطاب ما يقارب 300 من مريدي ذات الطريقة من دول السنغال وجامبيا وموريتانيا والبنين وغينيا ومالي، وثنيهم عن الذهاب إلى المغرب.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

ويعد هذا الاجتماع الذي يعقد على مدى ثلاثة أيام بدءا من يوم الأربعاء الماضي، الثالث من نوعه بعد اجتماعين مماثلين انعقدا بمدينة فاس عامي 2007 و2009، وتعتبر الزاوية التيجانية التي أسسها أبو العباس أحمد التجاني الذي يوجد ضريحه في مدينة فاس، من أهم الطرق الصوفية في المغرب وإفريقيا، إلى جانب الزاوية القادرية البودشيشية.

وبينما استقبلت مدينة فاس المئات من مريدي الطريقة التيجانية، دعت الجزائر مريدي ذات الطريقة للاجتماع بالجزائر في مقر الخلافة العامة للطريقة التيجانية بعين ماضي ومعالمها الدينية بــ"كوردان" والقصر القديم، مسقط رأس مؤسس الطريقة سيدي أحمد التيجاني.

وكانت وكالة الأنباء الجزائرية قد نقلت عن الشيخ علي التيجاني "الخليفة العام" للطريقة التيجانية بعين ماضي الجزائرية، قوله إنه يشكك في شرعية المؤتمر المنعقد في فاس، حيث قال يوم أمس الخميس بأن النشاطات التي تنظّم دون استشارة الخلافة العامة لا تعني الطريقة التيجانية في شيء.

وأضاف معلقا على المؤتمر المنعقد في العاصمة العلمية للمغرب "هذه الأنشطة لا تعبر عن الطريقة كخلافة عامة وعن أتباعها عبر العالم وبما أنها لا تتم تحت لوائنا ودون مشاورتنا فهي لا تعنينا".

وكان الشيخ علي التيجاني قد رفض الاستجابة لدعوة أرسلت له من أجل الحضور للقاء فاس، معللا قراره بأن الدعوة وجهت له باسمه الخاص وليس كخليفة عام، مشيرا إلى أن الزاوية التيجانية مستعدة دائمًا للمساهمة في حل جميع القضايا العالقة مهما كان نوعها، وبإمكانها وضع كل ثقلها في حل الخلافات ومعالجة القضايا العالقة والمساهمة في استقرار المجتمع وترقية التربية الدينية.

وكان الملك محمد السادس قد وجه خلال اليوم الأول من المؤتمر المنعقد بفاس، رسالة إلى الحاضرين تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، أكد فيها أن "ما يجمع التيجانيين قاطبة، منذ تأسيس طريقتهم إلى اليوم، هي مشاعر التعلق والوفاء لملك المغرب، بوصفه أميرا للمؤمنين وسبطًا للنبي الأمين".

وأكد الملك محمد السادس، في ذات الرسالة التزام المغرب ب"السهر على الفضاء الديني، وترسيخ قيم الإسلام السمحة في الوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف الأعمى، والتسييس المغرض للدين، وهو المنهج الذي نرسخه في مملكتنا، ونتعاون في تفعيله مع أشقائنا الرؤساء الأفارقة"، إضافة إلى حرصه على "التعاون البناء مع كافة الدول الإسلامية الشقيقة على بناء الوحدة والتكامل فيما بيننا، ونبذ الخلاف والتفرقة، ودعم حسن الجوار مع أشقائنا المغاربيين".

ودعا أتباع الزاوية التيجانية "إلى تفعيل منهجها القويم، على ما هو معهود في أتباعها من التزام بالسنة المحمدية، في نشر المحبة والإخاء بين أتباعها، والترقية السلوكية للمنتسبين إليها، والتضامن الفعلي في جمع الكلمة وتوحيد الصف والسمو عن نزوعات التفرقة والاختلف".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال