القائمة

الرأي

حكومة التطبيع مع قتل النساء

 

أعدت وزارة التضامن والمرأة والأسرة مشروع قانون لمحاربة العنف ضد النساء ، أعدته بدون أي تعاون أو شراكة أو استشارة مع المنظمات النسائية المغربية التي ما فتئت تناضل منذ عقود طويلة من أجل حق المرأة المغربية في الكرامة والمساواة، وسلمت الوزيرة المشروع على علاته لرئيس الحكومة الذي سكت عنه وأقبره إلى حدود الساعة، ولم تكلف الأحزاب المشاركة في الحكومة نفسها عناء تحريك الملف بل اكتفت بتقديم "ملاحظاتها"على المشروع، أثناء ذلك تعرضت آلاف النساء للعنف اليومي سواء من طرف أزواجهن أو أقربائهن أو من لا تربطهن به أية صلة قرابة، بل قام رجل بذبح زوجته بالقنيطرة "من الوريد إلى الوريد" كما نشرت صحافة الإثارة، وقام آخر بطعن طليقته بالمحمدية طعنات قاتلة أدت إلى وفاتها على الفور، بعد نجاحها في الحصول على طلاقها منه.

أعدت وزارة التضامن والمرأة والأسرة مشروع قانون لمحاربة العنف ضد النساء ، أعدته بدون أي تعاون أو شراكة أو استشارة مع المنظمات النسائية المغربية التي ما فتئت تناضل منذ عقود طويلة من أجل حق المرأة المغربية في الكرامة والمساواة، وسلمت الوزيرة المشروع على علاته لرئيس الحكومة الذي سكت عنه وأقبره إلى حدود الساعة، ولم تكلف الأحزاب المشاركة في الحكومة نفسها عناء تحريك الملف بل اكتفت بتقديم "ملاحظاتها"على المشروع، أثناء ذلك تعرضت آلاف النساء للعنف اليومي سواء من طرف أزواجهن أو أقربائهن أو من لا تربطهن به أية صلة قرابة، بل قام رجل بذبح زوجته بالقنيطرة "من الوريد إلى الوريد" كما نشرت صحافة الإثارة، وقام آخر بطعن طليقته بالمحمدية طعنات قاتلة أدت إلى وفاتها على الفور، بعد نجاحها في الحصول على طلاقها منه.

 

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

وفي أكادير لم تستطع امرأة العودة إلى بيتها بسبب تهديد الزوج لها بذبحها، وعندما قدمت شكايتها إلى الأمن، "نصحوها" بالعودة إلى بيتها، فعادت وكان زوجها عند وعده فذبحها بوحشية. وفي تارودانت أقدمت سيدة في الواحدة والعشرين من عمرها على الانتحار رفقة ابنيها أحدهما طفل في شهره السابع وطفلة في سنتها الثالثة، وذلك بالسقوط في بئر عميقة، بعد طول عذاب مع زوجها الذي ما فتئ يمارس عليها كل أشكال التعذيب، ليتوج كل ذلك بالزواج عليها، وعكس ما يقوله دهاقنة الإسلاميين وفطاحل الفقهاء في تبرير "حكمة التعدّد"، فالمرأة لم تكن عاقرا ولا هي بالعجوز التي أقعدها المرض، كانت شابة في مقتبل العمر، عقدت العزم على إنهاء كابوس حياة زوجية ما زالت في بدايتها، بسبب عدم استجابة أي من الأطراف التي استنجدت بها لنداءاتها المتوالية، ولو حتى بالسؤال عن حالها.

إنها حكايات دامية لا تنتهي، لكن السؤال قبل أن يتعلق بأسباب السلوك الوحشي للرجال، مطروح على المسؤولين الذين لا يبدو أن ما يجري يحرك مشاعرهم أو يخز ضمائرهم.

ففي الوقت الذي ما زال فيه رئيس الحكومة منشغلا بصراعاته الصغيرة، وتلاسناته السطحية التي لم تعد تسلي أحدا، لا شيء يبدو قادرا على إيقاف عنف الرجال ضدّ النساء، والذي تجاوز طور الحالات المعزولة ليصبح ذهنية سائدة، ترسخها الحكومة بتجاهل الموضوع والتثاقل في إصدار القوانين اللازمة لوضع حدّ لهذه الظاهرة الخطيرة.

تقول الإحصائيات إن العنف ضد النساء قد تزايد بنسب كبيرة (يطال امرأتين من كل ثلاث نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و64 سنة)، كما أنه متنوع في مجالاته وأشكاله، فمن المجال الأسري والحياة الزوجية، إلى الشارع العامّ ومؤسسات التربية والتكوين والإدارة والمجال المهني، يشمل العنف جميع الأنواع من العنف الجسدي والنفسي إلى الاقتصادي والجنسي، إضافة إلى العنف الناتج عن انتهاك الحريات الفردية للمرأة، والعنف القانوني.

غياب قانون تجريم العنف ضد النساء يجعل إمكانيات حماية النساء ضئيلا، فالضابطة القضائية والنيابة العامة لا تقومان بدورهما في المواجهة الحازمة للتهديدات التي تتعرض لها النساء قبل فوات الأوان، والعقلية الذكورية تجعل الأمر يبدو كما لو أن جميع أشكال العنف مقبولة وطبيعية ما دام الرجل حرا في تصرفه في جسد زوجته.

أمام هذه الأوضاع المتردية التي تشرعن فيها القوة العضلية كل شيء في غياب العقل والحس الإنساني، تتحمل وزارات الداخلية والعدل والأسرة مسؤولية مباشرة عما يجري، (مع العلم أن الحكومة المغربية تلقت تمويلا أجنبيا هاما من أجل التحرك لوضع حدّ للعنف الممارس على النساء) وفي غياب الإطار القانوني الذي يلزمها باحترام مهامها في حماية حياة مواطنات في خطر، على القوى الديمقراطية أن تتكتل لمحاسبة حكومة أخلفت مواعيدها مع التاريخ ومع المغاربة.

منبر

أحمد عصيد
باحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
أحمد عصيد
حكومة التطبيع مع قتل النساع
الكاتب : شوشو ا
التاريخ : في 18 يونيو 2014 على 10h21
الى السيبد عصيد
لا حظت ومنذ ان تدسترت الامازيغية ان كل كتاباتك و محاضراتك وندواتك لها قاسم مشترك واحد هو انها تحمل عداءا للاسلام والعروبة وتنم عن عنصربة اتجاه كل من هو عربي وتحاول اظهار الامازيغية والامازيغ بمظهر الضحية القي عانت و تعاني من وجود العرب والدين الاسلامي في هذا البلد
اعلم ان هذا البلد اسلامي عربي بالدستور او بدونه وكف عن التصدي لكل ما هو عربي اسلامي حتى ولو كانت حكومتنا الاسلامية الملتحية كما تسمونها
اعلم اننا راضين على انجازاتها وانها فعلت ما لم تفعله كل الحكومات السابقة في هذا البلد و منذ الاستقلال و التي لم تكن تقدر على ان تنتقدها كما تفعل الان لاني لم اكن اسمع لك صيت الا بعد ان اعنمد الدستور الجدبد فاين كنت اذن
اذا لم تكن راضيا على الوضع الراهن فترشح للانتخانات وغبر الاوضاع بطريقة ديمقراطية من داخل البرلمان
وتذكر انه اذا لم تكن راضيا على قانون من القوانين فاعمل على تغييره ليس بالكرام والتهريج الخاوي بل يالعمل من داخل قبة البرلمان ولا شيء اخر غير البرلمان
ولا اسمح لك ان تتصدى لديني الاسلام و عروبتي واذا فعلت تانت لا تحترمني اذن لا تتحلى بروح المواطنة
واتساءل لمانا لا تتصدى للديانات الاخرى كاليهودية والمسيحية وللاجناس الاخرى غير العرب