القائمة

الرأي

فلسطين والمغرب.. حضور داعم في الوجدان وشهداء ورفض للتطبيع

حظيت قضية فلسطين باهتمام كبير من المغاربة، الذين كانوا ينظرون إليها قضية دينية، قبل أن تكون سياسية وقضية جهاد مقدس لحماية المقدسات، قبل أن تتحول إلى "قضية وطنية" في أدبيات التيارات السياسية الوطنية والإسلامية المغربية، مما جعل منها قضية إجماع مؤكد لدى الشعب المغربي عليها، وهو ما عبرت عنه المسيرة الحاشدة والموحدة، التي شهدتها أخيراً الرباط، للتنديد بالعدوان الصهيوني على غزة، ومناهضة التطبيع الحكومي مع الكيان الإسرائيلي المغتصِب حق الشعب الفلسطيني. 

نشر
DR
مدة القراءة: 12'

ويعد هذا الزخم الشعبي العارم من التضامن، الذي عبر عنه الشارع المغربي، نتاج مسار تاريخي طويل من الالتزام المغربي بنصرة الفلسطينيين، والدفاع عن أرضهم والانتصار لحقوقهم.

باب المغاربة في القدس

كان المغاربة المتوجهون إلى أداء فريضة الحج، يبدأون بزيارة بيت المقدس، لمكانته الدينية عندهم. وقد اتخذ كثيرون منهم القدس مستقراً لهم، بينهم علماء ومتصوفة وتجار ومجاهدون، فضلوا الإقامة في المدينة المقدسة للدفاع عنها، والذود عن مقدساتها. وفي أثناء الحروب الصليبية، بعث صلاح الدين الأيوبي رسالة إلى السلطان المغربي، يعقوب المنصور الموحدي، يطلب فيها منه العون، فأرسل له الأخير أسطولاً حربياً شارك به في تلك الحرب المقدسة. وقد حدث ذلك قبل أكثر من 800 عام.

وكُتب أن صلاح الدين، وعند تحرير القدس، أمر بإسكان المغاربة عند الباب الغربي للمدينة، فسمي "حي المغاربة"، وستحمل البوابة منذ ذلك التاريخ اسم "باب المغاربة"، وهي إحدى بوابات المدينة المقدسة، وتوجد قرب حائط البراق. وعندما سئل صلاح الدين عن اختيار تلك البوابة مقراً لسكن المغاربة، أجاب: "أسكنت هناك من يثبتون في البر، ويبطشون في البحر، من أستأمنهم على هذا المسجد العظيم، وهذه المدينة". وسيمسح حي المغاربة هذا، الذي كان يعج بالحياة، من على وجه الخريطة عام 1967، وتحول إلى ساحة يعبرها الحجاج اليهود في طريقهم إلى "حائط البراق"، أو "حائط المبكى" كما يسميه اليهود!

وتكررت مشاركة المغاربة في الجهاد في فلسطين عام حرب 1948 بمتطوعين ضد الميلشيات الصهيونية المحتلة، وتوالت المشاركات فردياً بفدائيين متطوعين، التحقوا بصفوف فصائل المقاومة الفلسطينية على مر العقود الماضية.

شهداء وأسرى مغاربة

وفي أثناء صفقة تبادل أسرى بين حزب الله اللبناني وإسرائيل في 2008، عرف المغاربة بوجود رفات لفدائيين مغاربة ضمنها، استشهدوا في عمليات فدائية ضد إسرائيل، وتم دفنهم في "مقبرة الأرقام"، أو "مقبرة الأعداء"، كما يسميها الإعلام الإسرائيلي. ومعلومٌ أن مغاربة عديدين كانوا يلتحقون بفصائل المقاومة الفلسطينية بصفة فردية، وغالباً ما كانوا ينضمون إليها قادمين من بلدان غربية. وبسبب تكتم رسمي شديد على مثل هذا الملف، لا توجد إحصاءات رسمية عن عدد الذين استشهدوا في معارك ضد إسرائيل، أو على أرض فلسطين. ولكن، منهم عبد الرحمن اليزيد أمزغار، الذي التحق بصفوف جبهة التحرير العربية المقربة من حزب البعث، واستشهد في عام 1975 في هجوم نفذه فدائيون على مستعمرة كفار يوفال، أسفر عن إصابة 58 إسرائيليا ضمنهم 27 قتيلاً. وكذلك إبراهيم الداسر، الذي التحق بحركة فتح، واستشهد في بداية الثمانينيات في عملية فدائية، والحسين بنيحيى الطنجاوي، المقاتل في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذي استشهد في السبعينيات في عملية فدائية.

وأسر فدائيون مغاربة في السجون الإسرائيلية، منهم الشقيقتان غيثة ونادية برادلي، اللتان حاولتا سنة 1971 تفجير تسعة فنادق إسرائيلية، قبل أن تكتشف الخطة، ويتم اعتقالهما في تل أبيب، ولم يتم الإفراج عنهما إلا في ثمانينيات القرن الماضي، بضغط من الحكومة الفرنسية في عهد فرانسوا ميتران، بما أنهما كانتا تحملان الجنسية الفرنسية. وعرفت السجون الإسرائيلية الأسير، محمد مصدق بنخضرا، وقد اعتقل عام 2001، ولم يفرج عنه إلا عام 2008.

المغاربة أكبر جالية يهودية في فلسطين

ويذكر أنه عند قيام الكيان الصهيوني، كان المغرب يضم أكبر جالية يهودية في المنطقة العربية، فاق عدد أفرادها آنذاك ربع مليون نسمة، أغلبهم من الهاربين من بلاد الأندلس. وبتواطؤ مع المخابرات الإسرائيلية، الموساد، ساهمت السلطة المغربية في تهجير أعداد كبيرة منهم إلى أرض فلسطين المحتلة، وأحياناً، كان ذلك يتم في مقابل أموالٍ حصل عليها كبار المسؤولين المغاربة.

وحسب وثائق حكومية رسمية إسرائيلية، فإن 271.865 مغربياً من المتديّنين اليهود هاجروا من المغرب إلى إسرائيل بين 1948 و2012، وبلغت هذه الهجرة أوجها بين 1961 و1971. وفي العقد الأول من القرن الحالي، هاجر نحو 2509 من المغاربة اليهود إلى إسرائيل، وزاد من هاجروا عام 2012 عن 191 مغربيا يهوديا، بحسب وثائق نشرتها وسائل إعلام مغربية، قدرت عدد المغاربة اليهود، الذين ما زالوا يقيمون في المغرب بنحو 2000 مواطن، بعدما كان عددهم يزيد عن ربع مليون نسمة قبل 1948.

وعلى الرغم من هجرتهم وإقامتهم في إسرائيل، مواطنين يدينون بالولاء للدولة العبرية، إلا أنهم يظلون يتمتعون بجنسيتهم المغربية، التي لا تسقط عنهم، وذلك بقرار للملك الراحل الحسن الثاني، في منتصف سبعينيات القرن الماضي، بموجبه يتمتع اليهود الإسرائيليون من أصول مغربية بالحق في الحفاظ على جنسيتهم المغربية، على الرغم من انتمائهم إلى وولائهم لجنسية أخرى. ومن هذا الباب، يدخل المغرب إسرائيليون عديدون، باعتبارهم من الجالية المغربية المقيمة في الخارج لزيارات معابدهم في المغرب، وهذه يفوق عددها الثلاثين، موزعة على أكثر من مدينة مغربية.

قنوات الدبلوماسية السرية

وكان الملك الحسن الثاني يرى في وجود جالية يهودية مغربية كبيرة، في إسرائيل، نقطة قوة تأثير دبلوماسي في السياسة الداخلية الإسرائيلية، سعى إلى استغلالها للعب دور على الساحة الدبلوماسية الدولية في الصراع العربي الإسرائيلي. وسيبرز الدور المغربي الرسمي عام 1969، بعد حادث إحراق يهود متطرفين المسجد الأقصى، عندما عقد أول مؤتمر لمنظمة المؤتمر الإسلامي في الدار البيضاء برئاسة المغرب. وفي 1975، تم إنشاء لجنة القدس، التي اتفقت البلدان الإسلامية المشاركة على إسناد رئاستها إلى ملك المغرب. وفي أثناء الإعداد لحرب عام 1973، شارك المغرب، إلى جانب دول عربية أخرى، بتجريدة عسكرية حاربت في منطقة القنيطرة قرب الجولان السوري المحتل.

وسيدخل المغرب على خط العمل الدبلوماسي السري، لترتيب أوراق ما بعد حرب 1973، بقنوات العمل الدبلوماسي السري، حيث كان يقوم بالوساطة بين الإسرائيليين والمصريين، واستقبل سراً مسؤولين منهما تمهيدا لإبرام اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل عام 1979. وعلى الرغم من التزام المغرب علنياً بالقرار العربي بمقاطعة مصر في عهد الرئيس أنور السادات، بعد إبرامه اتفاقية "كامب ديفيد"، فقد ظلت قنوات الاتصالات السرية بين المغرب وإسرائيل مفتوحة، وكانت أقوى لحظاتها استقبال الحسن الثاني، علناً، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، شيمون بيريز، عام 1986، في إطار ما أعلنها العاهل المغربي الراحل، في حينه، محاولة لسبر مدى استعداد إسرائيل لإبرام اتفاق سلام مع العرب. وكانت الرباط ترى في الحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل مفتاحاً مهماً إلى قلب واشنطن.

كما شهد المغرب انعقاد أكبر عدد من القمم العربية، التي خرجت بقرارات تاريخية، تخص القضية الفلسطينية، مثل القمة العربية عام 1974 في الرباط، والتي اعتبرت فيها الدول العربية، ولأول مرة، منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين. وفي مؤتمر القمة العربية عام 1982، طرحت أول مبادرة عربية رسمية للسلام مع الإسرائيليين حملت اسم مبادرة الملك فهد، نسبة إلى ملك السعودية آنذاك.

وبعد إبرام اتفاق إعلان المبادئ بين منظمة التحرير وإسرائيل، (اتفاق أوسلو) عام 1993، كان المغرب من الدول العربية التي بادرت إلى فتح تمثيلية دبلوماسية لها لدى أول سلطة فلسطينية، على أرض الضفة الغربية، وفي الوقت نفسه، بادر إلى فتح مكتب اتصال إسرائيلي في الرباط، تمهيداً للتطبيع الرسمي بين إسرائيل والدول العربية. قبل أن يقدم المغرب على إغلاق المكتب، إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، بداية الألفية الحالية، وبضغط من الشارع المغربي.

قضية وطنية مغربية

وعلى المستويين، الحزبي والأهلي، اعتبرت الأحزاب الوطنية والتقدمية المغربية قضية فلسطين، قضية وطنية مغربية، وذلك في أدبياتها وخطاباتها السياسية. فقد أولى حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وقبله الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سابقاً، وحزب التقدم والاشتراكية، (الحزب الشيوعي المغربي سابقاً)، اهتماماً كبيراً بدعم القضية الفلسطينية، في مؤتمراتهم وبياناتهم وخطاباتهم السياسية، وفي إعلامهم، وأفردوا لفلسطين صفحة أسبوعية في صحفهم اليومية، على غرار صحف حزبية مغربية أخرى، كانت تحمل اسم "صفحة فلسطين"، تستعرض الأخبار والمواقف المتعلق بالقضية. وفي 1968، أصدر "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية" صحيفة أطلق عليها اسم "فلسطين"، استمرت إلى 1971.

ويبرز، في هذا السياق، المهدي بن بركة، الزعيم السياسي المعارض، الذي اختطف وقتل في ظروف غامضة في باريس، ويعتقد أن المخابرات الإسرائيلية، إلى جانب نظيراتها الفرنسية والمغربية، متورطة في مقتله. فقد عرف بنشاطه السياسي المتصدي للنشاط الصهيوني في دول العالم الثالث، خصوصاً التغلغل الصهيوني في القارة الأفريقية. وجعل من محاربة الإمبريالية العالمية والسياسة الصهيونية، من موقعه في السكرتارية الدائمة لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، ووجوده على رأس اللجنة الدولية التحضيرية لمؤتمر القارات الثلاث: أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، أحد أبرز القضايا التي تولى التصدي لها.

وعلى خطى بن بركة سيسير رفيقه في الحزب نفسه، عمر بن جلون، الذي خصص مقالات وتحليلاتٍ كثيرة له للتعريف بالقضية الفلسطينية، والتصدي للدعاية الصهيونية، خصوصا التي كانت تجد صداها داخل أوساط اليسار في أوروبا.

الحركة الإسلامية المغربية وقضية فلسطين

وإلى جانب اليسار، حضرت القضية الفلسطينية بقوة في خطاب الحركة الإسلامية المغربية، التي اتخذت من قضية القدس والدفاع عن الأرض الفلسطينية قضية مقدسات، وقضية عقائدية دينية حضارية، قبل أن تكون سياسية. وبدايةً، انحصر الدعم في البعد التوعوي مع انطلاق شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى منذ نهايات عقد الثمانينيات.

وبدأ الحضور الإسلامي المغربي يبرز بقوة في المسيرات الشعبية الكبيرة التي شهدها المغرب منذ 1991. لكن دعمها ظل محصوراً في بيانات الإدانة والمسيرات الاحتجاجية، كما شأن حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية، الذي يترأس الحكومة الحالية في المغرب. وسيتحول هذا التأييد التضامني إلى دعم مالي وإغاثي من خلال مؤسسة "ائتلاف الخير"، التابعة للحركة المنضوية تحت المؤسسة الأم، "ائتلاف الخير"، والتي أسسها الداعية، يوسف القرضاوي، مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وضمت هيئات وشخصيات في العالم لدعم الشعب الفلسطيني المحاصر ونصرته.

كما كانت نصرة فلسطين وقضيتها في صلب المشروع الفكري لجماعة العدل والإحسان، والتي تعتبر أكبر جماعة إسلامية في المغرب. وبادرت الجماعة، قبل سنوات، إلى تأسيس "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، والتي تميزت بأنشطتها التضامنية مع الفلسطينيين، بالمسيرات المليونية والمهرجانات والملتقيات والمؤتمرات الدولية والندوات والمحاضرات.

كما بادر الإسلاميون إلى تأسيس أشكال تنظيمية لدعم قضايا الأمة، في مقدمتها القضية الفلسطينية، وهكذا تم تأسيس "مجموعة العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين"، التي تضم تعبيرات المجتمع المغربي الإسلامية واليسارية والليبرالية والمستقلة، ونظمت أشكالاً تضامنية معبرة في مسيرات وقوافل إغاثية.

التطبيع.. مستمر ومرفوض

فتحت اتفاقات أوسلو الباب أمام العرب للتطبيع مع إسرائيل، وفي 1994، استضاف المغرب مؤتمراً عربياً اقتصاديا شاركت فيه إسرائيل، صدر عنه "إعلان الدار البيضاء"، الذي أعلن عن "نهاية" المقاطعة العربية لإسرائيل. وعلى الرغم من أن المغرب أغلق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط عام 2001، إلا أن التطبيع وعلى جميع المستويات استمر بين المغرب وإسرائيل متخذا أشكالا متنوعة.

وقد رصد أحدث تقرير سنوي، للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، جوانب عديدة للتطبيع الرسمي والإعلامي والثقافي والسياحي، وكذلك مجالات التطبيع ورموزه في المغرب. وسجل التقرير، الصادر عام 2013، أن مظاهر التطبيع في السنتين الأخيرتين، أي بعد الحراك الشعبي، الذي عرفه المغرب، ووصول حكومةٍ يترأسها حزب إسلامي، اتخذت "صبغة الإشهار العلني لخطوات تطبيعية، على الرغم من استمرار العدو الصهيوني في تهويد القدس وارتكاب المحارق والاغتيالات واستهداف المقدسات". وجاء في التقرير أن التطبيع يستمر يوماً بعد يوم "في وقت يتحمل فيه المغرب مسؤوليات سياسية وقانونية حيال القدس (رئاسة اللجنة)". واستنتج معدوه أنه صارت هناك "مظاهر للتطبيع في المغرب تعرف طفرة خطيرة من التطبيع إلى الصهينة والتجنيد"! وخلص التقرير إلى أن "تجريم التطبيع ومناهضته لم تعد مسألة تضامنية مع قضية فلسطين وحسب، وهو ما تقتضيه فعلا عدالة هذه القضية المركزية، وكذلك القانون الدولي والمبدأ الإنساني الحر من مقاطعة لكل احتلال واستعمار وعنصرية"، بل إن الحرب على التطبيع والاختراق الصهيوني أصبحت "ضرورة وطنية، تمليها تحديات حماية كيان المغرب، وأمنه القومي والمجتمعي، فضلا عن مسؤولياته التاريخية تجاه عمقه الحضاري، الذي تعبر عنه الإرادة الشعبية للمغاربة، في كل وقت وحين، خلال الفعاليات المليونية المستمرة".

وتفاعلاً مع مثل هذه الدعوات الصادرة من المجتمع المدني، تقدمت أحزاب مغربية بمشروع قانون أمام البرلمان يجرِّم التطبيع مع إسرائيل. وبموجبه، كان سيتم حظر التجارة وتجريم المعاملات الرسمية والتجارية معها، ويدعو إلى طرد الشركات الإسرائيلية من المغرب، ويمنع الأفراد حاملي جوازات سفر إسرائيلية من دخول المغرب، كما يضع قيوداً أخرى، تشمل الشؤون الثقافية والسياسية والرياضية والاقتصادية، وتتضمن معاقبة الانتهاكات بالغرامات، وبعقوبة الحبس التي تصل إلى عامين. لكن، دفن هذا المشروع، بعد ضغوط دبلوماسية من سفارات غربية في المغرب، والتي لم تستوعب أن يحظى المشروع بدعم من أحزاب مقربة جداً من القصر.

وكان الهدف من التلويح بمشروع القانون بدعم من حزب مقرب من القصر، وسحبه، بعد ذلك، بإيعاز من الحزب نفسه المقرب من القصر، هو كسر احتكار الإسلاميين قضية التطبيع، وفي الوقت نفسه، الحفاظ على الصورة الخارجية للمغرب "بلداً معتدلاً" غير معاد لإسرائيل.

ويعكس مسار هذا المشروع الصورة المزدوجة، التي يتعامل بها المغرب الرسمي مع القضية الفلسطينية، فهو يريد أن يستغلها داخليا لمنع احتكار الأحزاب الإسلامية لها، ويستثمرها خارجياً لتحسين صورته أمام دول الغرب. فالقضية، التي تحتل الوجدان الشعبي المغربي، تحولت إلى موضوع للاستقطابات السياسية الداخلية، وأداة للإثارة في السياسية الخارجية الرسمية المغربية!

زيارة موقع الكاتب: http://www.lakome2.com

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال