القائمة

أخبار

صحيفة بريطانية تتلاعب في استطلاع رأي لمهاجمة المسلمين

تعرضت صحيفة الصن البريطانية، لحملة انتقادات واسعة في بريطانيا، بعد نشرها يوم أمس لتقرير ادعت فيه أن  1 من كل 5 مسلمين في بريطانيا يتعاطف مع تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي، مضيفة أن النسبة تقل لدى الشباب من 18 الي 34 سنة لتُصبح 1 من كل 4 أشخاص.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

ونشرت الصحيفة البريطانية التي تنتمي للمجموعة الاعلامية المملوكة لرجل الأعمال الأمريكي روبيرت ميردوخ، هذه النسب بناء على استطلاع رأي مثير للجدل وغير دقيق، وذلك بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة التي هزت العاصمة الفرنسية باريس.

وجاء في سؤال استطلاع الرأي "ما هو شعورك تجاه الشباب المسلمين الذين يغادروا بريطانيا للانضمام إلي المقاتلين في سوريا؟" مع الاختيار بين 4 إجابات هى "كثير من التعاطف – بعض التعاطف – لا أتعاطف – لا أعلم" ، و جاءت النتائج "5% كثير من التعاطف -14% بعض التعاطف – 71% لا اتعاطف – 10% لا أعلم".

وبناء على هذه لنتائجت قالت الصحيفة إن أغلبية البريطانيين الذين يعتنقون الدين الاسلامي والبالغ عددهم 2.7 مليون مواطن معتدلون، لكن 38% منهم لا يدينوا الأعمال الإرهابية لتنظيم داعش.

واعتمدت الصحيفة البريطانية في استطلاع الرأي الذي نشرت نتائجه التي تتهم المسلمين البريطانيين بالتعاطف مع التنظيمات لإرهابية، على شركة استطلاعات رأي أجرت الاستفتاء عبر الهاتف مع عينة عشوائية شملت 1003 شخص.

أسئلة غير بريئة

وتلقت صحيفة "الصن" انتقادات كثيرة من قبل المسلمين البريطانيين، وأيضا من قبل وسائل الإعلام الأخرى، حيث ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن "الصن" تلاعبت في إستطلاع الرأى عبر طرحها سؤال غير صريح بإستخدامها كلمة “المقاتلين في سوريا”، دون إشارة إلى من تقصدهم بتلك الجملة، فليس بالضرورة أن من يسافر إلى سوريا ينضم إلى صفوف داعش، مثل هؤلاء الذين ينضموا إلى صفوف الأكراد لمحاربة داعش، و هم يتلقوا دعم إعلامي إيجابي، و يلقبهم إعلام الدولة بالأبطال خاصة بعد إذاعة فيلم وثائقي عبر القناة الرابعة البريطانيه عنهم في شتنبر الماضي، و التعبير الغير صريح في سؤال صحيفة الصن قد يؤدي إلى فهم أن هؤلاء هم المقصودون بالسؤال.

كما أشارت ذات الصحيفة إلى وجود عيبان آخران في الاستطلاع، يتمثلان في اختيارات الإجابة على استطلاع رأى الصن، الأول هم استخدام كلمة "التعاطف" بما تحمله من عدم دقة، إذ أنه ليس بالضرورة تعاطف بمعني الدعم التام، بل قد يكون تعاطف مع شخص يقوم بشيء خاطيء بداعي الشعور بالحزن تجاهه. أما الثانى فيتمثل في إتاحة الاختيار بين "كثير من التعاطف" و "بعض التعاطف"، بدلًا من أن يكون الاختيار بين "بعض" أو "عدم" التعاطف فقط.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لو تم طرح السؤال ذاته على غير المسلمين في بريطانيا، لتم التوصل إلى نفس النسبة، وأشارت الصحيفة إلى الآثار السلبية لنشر مثل هذه الاستطلاعات الغير الدقيقة، مذكرة بارتفاع جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا بنسبة 300% منذ أحداث باريس.

بدورها تساءلت صحيفة "الغارديان" عن مدى مقدرة شركة استطلاع الرأي الوصول إلي 1000 مسلم بريطاني عبر الهاتف.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال