القائمة

أخبار

حديقة التماسيح بأكادير .. أول حديقة للتماسيح في المغرب تحتضن أزيد من 300 تمساح

تعتبر حديقة التماسيح (كروكو بارك) أكادير، أول حديقة للتماسيح في المغرب تمتد على مساحة تصل حوالي أربعة هكتارات، حيت تحتضن هذه المنشأة ذات الوظائف المتعددة أزيد من 300 تمساح، إلى جانب العديد من النباتات الموزعة عبر أربع حدائق موضوعاتية، فضلا عن تواجد فضاءات للترفيه بالنسبة للأطفال ، حيث كلف إنجاز هذه المنشأة الفريدة من نوعها حوالي 40 مليون درهم.

(مع و م ع)
نشر
DR
مدة القراءة: 4'

وبافتتاح هذا الفضاء البيئي الترفيهي، الذي يقع في المجال الترابي للجماعة القروية "الدراركة"، في وجه عموم الزوار، أصبحت أكادير كوجهة سياحية تتوفر على فضاء متميز للجذب السياحي، حيث يعتبر (كروكو بارك) مبادرة فريدة من نوعها ، على اعتبار أنه يتيح للزوار الراغبين في الارتخاء والترويح عن النفس، من مختلف الاعمار والجنسيات ، الفرصة للتملي بالزواحف تغادر مخابئها الخشبية ، وهي تستمتع بأشعة الشمس وسط أحوض مائية تمت تهيئتها خصيصا لهذه الغاية.

وتنتسب التماسيح المتواجدة في حديقة (كروكو بارك) أكادير إلى صنف "تمساح النيل"، حيث خضعت هذه التماسيح لنوع من العناية بعد ولادتها، ليتم نقلها بعد ذلك من جزيرة جربة في تونس، نحو أكادير، حيث تتشابه المنطقتان إلى حد كبير من ناحية ظروفهما المناخية ، وبذلك تم توفير أفضل الظروف لتأقلم هذه المخلوقات الزاحفة مع موطنها الجديد في منطقة سوس.

ويؤكد القائمون على تدبير حديقة التماسيح بأكادير أن مهمة هذه الأخيرة هي إتاحة الفرصة لعموم الزوار لاكتساب معلومات حول التماسيح، وذلك من خلال نصب لوائح تحمل معلومات في مختلف فضاءات الحديقة، علاوة عن حضور مرافقين دائمين لتقديم ما يلزم من الشروحات حول جميع الجوانب التي لها ارتباط بالحديقة ، التي يعتزم مالكوها المضي قدما في تنويع أصناف الزواحف المتواجدة بها وذلك بجلب السلاحف العملاقة من جزيرة مدغشقر كخطوة أولى في هذا الإطار.

ويتوفر هذا الفضاء الترفيهي، المتواجد بمدخل أكادير من الطريق المؤدية إلى مراكش، على أربع حدائق، ضمنها حديقة لبعض النباتات المنتسبة للمنطقة الاستوائية، إلى جانب حديقة مائية تستوي على سطحها كائنات نباتية نادرة، من ضمنها الزنابق المائية الكبير الحجم ، فضلا عن تواجد مجموعة من النباتات النادرة الأخرى التي تم جلبها من مناطق مختلفة من العالم.

وعلاوة على ذلك، فإن مصممي "كروكو بارك" لم يهملوا الجانب العلمي والتربوي، حيث يضم هذا الفضاء ايضا مدرجا قابلا لعقد الندوات وتنظيم اللقاءات الترفيهية، وبث الاشرطة السمعية البصرية،إضافة إلى تواجد مختبر موضوع رهن إشارة الطلبة والباحثين لإنجاز الأبحاث العلمية.

ويوفر هذا الفضاء فضلا عن ذلك سبل الاستمتاع والراحة للزوار طيلة فترة اشتغاله اليومي، حيث بإمكان الزوار تناول الوجبات الغذائية داخل الحديقة، التي تتوفر أيضا على المرافق الصحية، وأماكن الاستراحية ، وفضاءات لاستقبال الاحتفالات الخاصة بالمجموعات، إلى جانب توفره على ولوجيات بالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتقدم الحدائق الموضوعاتية التي تتوفر عليها حديقة التماسيح بانوراما حية لعدد من الكائنات الحية النباتية من ضمنها بعض أصناف النباتات المهددة بالانقراض مثل نبتة "الألوة"، ونبتة "اللبخ" التي يتجاوز عمرها خمسون سنة، إضافة إلى نبات البردي المعروف في حوض النيل، والذي شكل في حقبة زمنية غابرة جانبا مشرقا من جوانب الحضارة الفرعونية العريقة.

ولا تقتصر مزايا حديقة التماسيح بأكادير على كونها مجالا للمتعة وملاذا للترويح عن النفس، ولكن هذا الفضاء يعتبر ايضا مقصدا للفنانين بمختلف اهتماماتهم وتخصصاتهم الإبداعية، حيث شهد "كروكو بارك" تصوير بعض مشاهد المسلسل التلفزيوني "أمان إغوفان".

وإلى جانب التصوير التلفزيوني، فإن حديقة التماسيح بأكادير تستقبل حاليا معرضا للفنان الفوتوغرافي الألماني هانس سيلفيستر، المعروف على الصعيد العالمي بكونه واحدا من أبرز المدافعين عن حماية البيئة، حيث يعرض لأول مرة في المغرب وأفريقيا صوره الفوتوغرافية التي التقطها لإحدى القبائل الاثيوبية التي تستوطن ضفتي مجرى وادي النيل، وهذا من شأنه أن يعطي قيمة إضافية نوعية من الناحية الثقافية والعلمية ل"كروكوبارك"، لاسيما وأن هانس سيلفيستر كان من بين الفنانين الحاضرين في قمة المناخ (كوب 21) التي احتضنتها باريس قبل بضعة أسابيع.

ولعل المزايا المتعددة والمتنوعة السالف ذكرها تؤهل حديقة التماسيح بأكادير لتكون حاضرة باستمرار في جميع المشاريع والبرامج المرتبطة بالتنمية السياحية في منطقة أكادير ومحيطها. فمما لاشك فيه أن الأخذ بعين الاعتبار لهذه المنشأة السياحية والبيئية، الفريدة من نوعها بالمغرب، ضمن المخططات السياحية والثقافية والفنية، من شأنه أن يمنح وجهة أكادير قيمة مضافة، لاسيما وأن "كروكو بارك" يشكل إضافة نوعية للعرض السياحي لهذه الوجهة المعروفة على الصعيد العالمي بكونها محطة سياحية شاطئية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال