القائمة

أخبار

موريتانيا: نؤيد انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي لكن نرفض أي مساس بعضوية جبهة البوليساريو

أفادت مصادر إعلامية موريتانية، بأن الحكومة الموريتانية أصدر مذكرة دبلوماسية بخصوص طلب المغرب الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي، حيث أعلنت تأييدها للطلب المغربي، مقابل رفضها لأي مساس بعضوية البوليساريو في المنظمة القارية.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

كشفت وكالة "الأخبار" الموريتانية المستقلة، يوم أمس الأربعاء 25 يناير، أن الحكومة الموريتانية أصدرت مذكرة دبلوماسية، تتضمن الموقف الموريتاني من عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، كما تتضمن موقف نواكشوط من بقاء "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" عضوا في الاتحاد القاري.

وبحسب ذات المصدر فإن موريتانيا قررت التصويت بالإيجاب على الطلب المغربي للانضمام للاتحاد الإفريقي، غير أنها أكدت أنها ترفض المساس بمقعد جبهة البوليساريو في هذه المنظمة.

موريتانيا..تذبذب في المواقف

وفي تعليق منه على المذكرة الموريتانية قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض محمد النشطاوي لموقع يابلادي "نحن نعلم أن هناك تدبدبا للموقف الموريتاني فدائما هو موقف يحاول أن يضع المغرب في وضعية الأخ الأكبر الذي يريد أن يفرض وصايته على السياسة الداخلية والخارجية لموريتانيا، وبالتالي فإن نواكشوط تحاول قدر الإمكان التميز عن مواقف الدول الأخرى باعتبارها معنية بالصراع في الأقاليم الجنوبية لأنها تدخل في خانة الدول التي تقاسمت مع المغرب المنطقة الصحراوية، عندما استرجع المغرب منطقة وادي الذهب والساقية الحمراء".

وأضاف النشطاوي أن موريتانيا تحاول التنصل "من المعطيات التاريخية التي كانت تجعل منها جزء من التراب المغربي، لذلك فقراءتها دائما تخضع لاعتبارات سياسية واعتبرارات استراتيجية. وتحاول صبغ أي موقف بخصوص الصحراء، بصبغة السيادة وبأنها قادرة على تحديد موقف في هذا النزاع".

أما عن حديث موريتانيا عن حيادها بخصوص نزاع الصحراء فقد قال النشطاوي "أظن أنه لم يكن هناك حياد، لأنه في السياسة هناك المصالح وكل دولة تحاول بناء مواقفها انطلاقا من مصالحها، ومن مصلحة موريتانيا أن تتميز في موقفها بخصوص رجوع المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وأن تربطه بقضية الصحراء، خصوصا ونحن نعلم السياق الذي يأتي فيه طلب العودة للاتحاد الإفريقي، فهناك نوع من التوتر في العلاقات مع موريتانيا، إضافة إلى تصريحات من هنا وهناك أدت إلى استفزاز الموريتانيين، وهم كانوا بحاجة إلى مثل هذه الاستفزازات حتى يؤكدوا موقفهمم من البوليساريو ومن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي".

وتحاول موريتانيا بحسب النشطاوي دائما صياغة مواقف لا تتعارض مع سياستها، حيث انها "لا زالت تعترف بالبوليساريو، وتستقبل في كل مرة مسؤولين ومدافعين عن أطروحة الجبهة الانفصالية، ولذلك فدائما هناك نوع من القلق من موقف موريتانيا، فهي مرة تدافع عن سيادة المغرب، ومرة تدافع عن البوليساريو، ومرة تدافع عن الحياد..فهناك تذبذب في المواقف يصعب على المحلل السياسي أن يفهمه، لكن عموما فالمواقف الموريتانية غالبا ما تنطلق من محاولة إثبات أن هناك سيادة موريتانية، في محاولة للخروج من خانة الدول التي كانت ذات يوم تخضع للمغرب".

موريتانيا والمغرب والبوليساريو

ومعلوم أن موريتانيا تعترف رسميا منذ سنة 1984 بـ"الجمهورية" التي أعلنتها البوليساريو من جانب واحد، أي بعد خمس سنوات من توقيعها اتفاق سلام مع الجبهة أنهى حالة القتال بينهما، غير أن هذا الاعتراف الرسمي لم يتطور إلى سفارة أو تمثيلية ديبلوماسية قارة للبوليساريو في موريتانيا.

ورغم عدم وجود تمثيلية دبلوماسية للبوليساريو في موريتانيا، إلا أن مسؤولي الجبهة الانفصالية قاموا في عدة مناسبات بزيارة نواكشوط، حيث دأبت السلطات الموريتانية على تخصيص شخصيات سامية لاستقبالهم.

ومن مظاهر قوة العلاقة بين الجانبين انخراط الاتحاد الإفريقي بشكل كبير في نزاع الصحراء، إبان تسلم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الرئاسة الدورية لهذه المنظمة القارية سنة 2014 .

حيث انتهت القمة التي احتضنتها مالابو عاصمة غينيا الإستوائية سنة 2014، في ظل الرئاسة الدورية الموريتانية، بتعيين مبعوث خاص للاتحاد الإفريقي في نزاع الصحراء وهو جواكين شيسانو رئيس الموزمبيق الأسبق.

وتحفظ المغرب في حينه على أي دور للاتحاد الإفريقي في نزاع الصحراء، بعدما اعتبرته الرباط طرفا في النزاع بسبب اعترافه بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".

ومقابل تسجيل تقارب بين موريتانيا والبوليساريو في السنوات الأخيرة، سجل توتر في العلاقات الدبلوماسية بين الرباط ونواكشوط، فمنذ قيام السلطات الموريتانية سنة 2011 بطرد مدير وكالة المغرب العربِي للأنباء في نواكشوط، والعلاقات بين البلدين تمر بتوتر صامت، حيث لم يعين الرئيس المريتاني سفيرا جديدا في المغرب بعد تقاعد السفير السابق محمد ولد معاوية سنة 2012.

وسبق لبنكيران أن قام بزيارة موريتانيا نهاية شهر دجنبر الماضي، بعد التصريحات التي أطلقها حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، والذي تحدث خلالها عن "مغربية موريتانيا"، وتحدث رئيس الحكومة المغربية آنذاك عن أنه هذه الزيارة ستكون منطلقا جديدا لتطوير العلاقات بين البلدين.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال