القائمة

أرشيف  

2 مارس 1956..التاريخ المنسي لاستقلال المغرب

في 2 مارس من سنة 1956 انتهت رسميا الحماية الفرنسية على المغرب، وفي عهد محمد الخامس كان المغاربة يحتفلون باستقلال المغرب في هذا التاريخ، لكن مع اعتلاء الملك الحسن الثاني العرش سيتغير تاريخ احتفال المغاربة بعيد الاستقلال إلى 18 نونبر وهو التاريخ الذي لا زال معمولا به لحد الآن.

نشر
التوقيع على معاهدة انهاء الحمياة الفرنسية للمغرب
مدة القراءة: 3'

2 مارس 1956 يوم منسي في المغرب، رغم أنه كان يوما مشهودا في التاريخ المغربي، ففي هذا اليوم وقع الوزير الأول امبارك لهبيل البكاي أحد الأصدقاء الموالين للملكية وأحد ضباط الجيش الفرنسي، على معاهدة الاستقلال النهائية، التي ستلغي معاهدة الحماية الموقعة بفاس في 30 مارس 1912.

ونص الاتفاق المغربي الفرنسي الموقع في 2 مارس بحسب ما جاء في المجلد السابع من موسوعة "مذكرات من التراث المغربي" على ضرورة التشاور بين البلدين والتنسيق بينهما، أما فيما يخص الوضعية القانونية للمعاهدات التي وقعتها فرنسا باسم المغرب بناء على البند الثامن من معاهدة الحماية، فإن اتفاق 2 مارس نص في بنده 11 على أن:

"المغرب يعتبر نفسه ملزما بالمعاهدات الدولية التي وقعتها فرنسا باسم المغرب، كما يعتبر نفسه ملزما بالمعاهدات الدولية الخاصة بالمغرب والتي لم يدل في شأنها بأية ملاحظة".

ونص الاتفاق على إلغاء معاهدة فاس (معاهدة الحماية) وإعلان الاستقلال الكامل للمغرب، والتزام فرنسا بالوحدة الترابية المغربية.

وكان المغاربة في عهد السلطان محمد الخامس يحتفلون بتاريخ الاستقلال في 2 مارس من كل سنة، لكن مع تولي الملك الحسن الثاني العرش في 3 مارس من سنة 1961، تغير هذا التاريخ إلى 18 نونبر وهو التاريخ الذي لا يزال معمولا به إلى اليوم، حيث تتم الإشارة إليه في المقررات الدراسية، وتحتفل به وسائل الإعلام وغالبية الأحزاب السياسية...

2 مارس والربيع العربي             

18 نونبر الذي اختاره الملك الراحل الحسن الثاني للاحتفال بعيد الاستقلال، هو التاريخ الذي كان المغاربة في عهد السلطان محمد الخامس يحتفلون فيه بعيد العرش. (نصب محمد الخامس سلطانا على المغرب يوم 18 نونبر 1927).

كما أن هذا التاريخ يتزامن مع خطاب ألقاه محمد الخامس بعد عودته من المنفى سنة 1955، أمام حشد من المغاربة معلنا عن عزمه العمل من أجل استقلال كافة المناطق التي لا تزال تحت السيطرة الفرنسية والاسبانية والدولية، كما أعلن في ذات الخطاب عن تأسيس حكومة مسؤولة تمثل مختلف الاتجاهات السياسية في البلاد.

وعلى مدى عقود ظل تاريخ 2 مارس منسيا، ومع اندلاع ثورات الربيع العربي في العديد من الدول العربية، ووصول رياح هذه الموجة إلى المغرب عبر حركة 20 فبراير، عاد الحديث عن هذا التاريخ الذي طاله النسيان لعقود، واقترح بعض الشباب الذين يحملون توجهات يسارية عبر شبكات التواصل الاجتماعي الخروج في مسيرة يوم 2 مارس 2011 من أجل المطالبة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، في محاولة منهم لنفض الغبار عن هذا التاريخ، غير أن محاولتهم باءت بالفشل.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال