القائمة

أخبار

هكذا تم التمهيد لتطبيع العلاقات بين المغرب وكوبا

بعد 37 سنة من القطيعة، قررت المملكة المغربية والجمهورية الكوبية تطبيع علاقاتهما، وكانت العلاقات بين الدولتين قد بدأت تتحسن منذ بداية الألفية الثالثة، حيث تم عقد بعض الاجتماعات بين مسؤوليي البلدين رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين آنذاك.

نشر
الملك محمد السادس في كوبا
مدة القراءة: 3'

على خطى حلفائها في مجلس التعاون الخليجي، قررت المملكة المغربية تطبيع علاقاتها مع كوبا، بعد القطيعة التي استمرت لسبع وثلاثين سنة، بسبب قرار هافانا الاعتراف بـ"الجمهورية" التي أعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد.

 وتزامن الإعلان عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مع الزيارة الخاصة التي يوم بها الملك محمد السادس إلى الدولة الكاريبية.

وقبل الإعلان بشكل رسمي عن تطبيع العلاقات بين البلدين، سبق لمسؤولي البلدين أن عقدوا عدة اجتماعات، منذ بداية الألفية الثالثة.

ففي شهر أبريل من سنة 2000 أبلغ "السيد أرماندو غيرا نائب الوزير الكوبي للشؤون الخارجية، وزير العدل السابق عمر عزيمان، استعداد كوبا لتطبيع العلاقات مع المغرب، لكن دون أن تقوم السلطات الكوبية بإجراءات ملموسة" بحسب ما جاء في وثيقة لوزارة الشؤون الخارجية المغربية ترجع إلى شتنبر من سنة 2014، نشرها في وقت سابق "كريس كولمان".

وبعد ست سنوات من ذلك صوتت المملكة المغربية بالموافقة على مشروع القرار الذي ظلت كوبا تقدمه بشكل سنوي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ سنة 1992، وهو المشروع الذي يدعو إلى رفع الحصار الاقتصادي والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية على هافانا.

محادثات الفاسي مع نظيره الكوبي سنة 2009 في نيويورك

وتشير وثيقة الخارجية المغربية إلى أنه في سنة 2007، اتخذت كوبا مواقف "أقل عدائية" اتجاه المملكة، لا سيما داخل حركة عدم الانحياز، كما اعتمدت كوبا منذ ذلك الوقت "موقفا أكثر حيادا" مقارنة بمواقفها السابقة، خصوصا عند المناقشة السنوية لقضية الصحراء في اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي سنة 2009 كان البلدين على موعد مع أول اجتماع عالي المستوى، حيث اجتمع وزير العلاقات الخارجية الكوبي برونو رودريغيز بارييا مع نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري، وذلك على هامش الدورة 64 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعرب المسؤول الكوبي في حينه لنظيره المغربي عن رغبة بلاه "في تطبيع العلاقات بين الرباط وهافانا" وحث المغرب على "تجاوز" ما وصفه بـ"حوادث الماضي"، وقال "إن كوبا سعت إلى تقليص علاقاتها مع "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، وحصر هذه العلاقات في جانب التعاون التقني والإنساني".

وبالرغم من هذه التصريحات إلا أن كوبا واصلت مساندتها لجبهة البوليساريو بعد ذلك. وبعد تخلي فيديل كاسترو عن الحكم لصالح شقيقه راؤول كاسترو، واصل هذا الأخير السير على نهج أخيه، مع تسجيل تراجع في مساندة هافانا لجبهة البوليساريو، وهو ما يفسر دخول المغرب في مواجهات مع فنزويلا وأوروغواي وإلى حد أقل مع بوليفيا، داخل الأمم المتحدة عند مناقشة ملف الصحراء، وتجنب مهاجمة كوبا.

في سنة 2018 ، راوول كاسترو سيتخلى عن السلطة

وبتطبيع العلاقات مع كوبا يكون المغرب قد حذا حذو حلفائه العرب في دول مجلس التعاون الخليجي. فبعد سنتين من تخلي فيديل كاسترو عن السلطة، فتحت المملكة العربية السعودية سفارة لها في هافانا، وفي شهر أكتوبر من سنة 2015 قام رئيس الدبلوماسية الإماراتية بزيارة رسمية إلى كوبا، حيث تم التوقيع على اتفاق يهم النقل الجوي.

إجمالا فإن الإعلان عن تطبيع العلاقات المغربية الكوبية جاء في توقيت مناسب، ففي سنة 2018 سيترك راؤول كاسترو السلطة لنائبه ميغيل دياز كانيل المعروف باعتداله، وحتى في حال بقيت السلطة في يد عائلة كاسترو، فإنه يتوقع أن يقود البلاد ابن راؤول كاسترو، أليخاندرو كاسترو الذي يعتبر مهندس التقارب بين هافانا وواشنطن.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال