القائمة

أخبار

أزيلال: سجين يفارق الحياة بعد أكثر من 90 يوما من الإضراب ويوصي أمه بعدم دفنه

علم موقع "يابلادي" من مصادر حقوقية، أن نزيلا بالسجن المحلي ببني ملال توفي يوم أمس الأربعاء، بعدما دخل في إضراب عن الطعام منذ نهاية شهر أبريل الماضي، على خلفية دخوله في نزاع مع مضارب عقاري.

نشر
لافتة بها صورة السجين الراحل/من وقفة احتجاجية نظمت اليوم أمام محمكة الاستئناف ببني ملال
مدة القراءة: 3'

توفي يوم أمس الأربعاء خلادة الغازي الذي كان معتقلا في السجن المحلي بمدينة بني ملال بعد مضي أكثر من 90 يوما من دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام. والراحل في الأربعينيات من عمره وهو متزوج وأب لطفلة.

وفي تصريح لموقع يابلادي قال مجدي عبد الرحيم رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال إن ما حدث "فاجعة" مضيفا أن "الضحية كان معتقلا احتياطيا بالسجن المحلي ببني ملال والملف الذي يتابع بموجه لم يصل إلى المحاكم بعد".

وحول تفاصيل القضية قال مجدي إن الأمر مرتبط بخلاف عقاري حول طريق "كانت موجوة منذ سنوات الستينات في دوار واويزرت بإقليم أزيلال، مضيفا أن مضاربا عقاريا اشترى أرضا مجاورة للطريق، وقام أثناء تحفيظ هذه الأرض بضم الطريق التي تؤدي إلى منزل الهالك، بتواطئ مع السلطات الإدارية والمحلية".

وأمام هذا الوضع يضيف مجدي وجد "الضحية نفسه معزولا دون طريق تؤدي إلى منزله" ولجأ بعد ذلك إلى القضاء وقام بوضع عدة شكايات، لكن "النفوذ الواسع للمضارب العقاري الذي اشترى الأرض جعل هذه الشكايات تبقى حبيسة الأوراق".

وبحسب مجدي فإن خلادة الغازي سبق له أن وضع ملفا لدى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أكد فيه أن عملية التحفيظ مرت في "ظروف مريبة"، وأنها 'تمت في الليل" مؤكدا أن "الجمعية تملك صورا تؤكد ذلك".

وأضاف المتحدث ذاته أنه أمام هذا الوضع "قام الضحية بنصب خيمة في واويزرت واعتصم بها لمدة ستة أشهر، وخلال هذه المدة قامت السلطات الأمنية باعتقاله وأودعته السجن لمدة أسبوع قبل أن تفرج عنه" مما يؤكد أن هذا الاعتقال كان تعسفيا.

وتابع "بعد ذلك سيتم  اعتقاله مرة أخرى من الخيمة التي يعتصم بها، ونقل إلى السجن بدعوى أنه خرب قنطرة، إلى جانب أخيه".

وأوضح أنه مباشرة بعد إيداعه بالسجن دخل في إضراب مفتوح عن الطعام، و"كان يطالب بعرضه على النيابة العامة من أجل بسط حقيقة ملفه لأنه كان يتهم عدة جهات ومسؤولين بالتواطئ في قضيته". وواصل حديثه قائلا "أمام تجاهل النيابة العامة بقي مستمرا في إضرابه عن الطعام الذي تجاوز 90 يوما، ويوم السبت الماضي نقل إلى المستشفى الجهوي ببني ملال نظرا  لتدهور حالته الصحية، فطيلة هذه المدة وهو يشرب الماء والسكر فقط".

وقال مجدي أن الهالك فقد نتيجة إضرابه الطويل عن الطعام بصره، كما أن كليتاه تضررتا بشكل كبير ولم يعد قادرا على الحراك، ويوم أمس الربعاء فارق الحياة، مضيفا أن جثته لا تزال في مستودع الأموات لحدود الآن.

وكشف رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال أن الراحل كان قد اشترى كفنا وسلمه لأمه التي تدعى تودا وأوصها قائلا "أنا مقلدك إلى ما عطاوكش حقي ما تدفنينيش".

ونظمت العديد من الفعاليات الحقوقية بمدينة بني ملال نهار اليوم وقفة احتجاجية أمام محمكمة الاستئناف، تم خلالها ترديد مجموعة من الشعارات التي تندد بـ"الحكرة" التي تعرض لها الراحل خلادة الغازي، وشهدت الوقفة مشاركة زوجته التي أصيبت بانهيار عصبي وتم نقلها إلى المستشفى من أجل تلقي الاسعافات الضرورية.

وقال عبد الرحيم مجدي إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تطالب "بفتح تحقيق في وقائع هذه القضية منذ بدايتها، من التحفيظ حتى الاعتقال خصوصا وأن الضحية كان يتحدث عن تواطئ المسؤولين الترابيين والإداريين والقضائيين في ملفه".

وختم مجدي حديثه للموقع قائلا إن "أخ الضحية يوجد حاليا بالسجن بعدما أدانه القضاء الأسبوع الماضي بسنة حبسا نافذا، ودخل في إضراب مفتوح عن الطعام ونحن نخشى من تكرار الفاجعة مرة ثانية".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال