القائمة

أخبار

الرميد مهاجما بنكيران: تنتصر لنفسك وتسفه جهود إخوانك

بدأ قياديو حزب العدالة والتنمية في نشر خلافاتهم الداخلية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فبعد عزيز الرباح وعبد العالي حامي الدين، خرج مصطفى الرميد مساء اليوم عن صمته واتهم بنكيران بمهاجمته بعدما رفض دعم مقترح التمديد له لولاية ثالثة على رأس الحزب.

نشر
عبد الإله بنكيران بجانب مصطفى الرميد
مدة القراءة: 6'

يعيش حزب العدالة والتنمية على وقع خلافات حادة بين قياديي الصف الأول، منذ إقالة الملك محمد السادس لعبد الإله بنكيران من رئاسة الحكومة في أبريل الماضي، وتعيينه لرئيس المجلس الوطني للحزب سعد الدين العثماني خلفا له.

وزادت حدة الخلاف داخل حزب المصباح، بعدما انتصر الموالون للأمين العام الحالي للحزب عبد الإله بنكيران، في المعركة التي دارت داخل لجنة الأنظمة والمساطر التابعة للمجلس الوطني للحزب بخصوص تعديل المادة 16 من النظام الأساسي للحزب، التي تنص على حصر ولاية الأمين العام في ولايتين فقط، مما يفتح المجال أمام ولاية ثالثة لعبد الإله بنكيران.

ونشر مصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية مساء اليوم تدوينة مطولة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك قال فيها إنه فوجئ "بما ورد في خطاب الأخ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الأستاذ عبد الإله بنكيران، في سياق كلمته بمناسبة اللقاء الوطني لمنتخبي مجالس الجماعات، المنعقد يوم السبت 21 أكتوبر الجاري بالمعمورة".

وكان بنكيرا قد صرح قائلا إنه خلال الانتخابات التشريعية لسنة 2011 كان هو "الرقم 1" في إدارة الحملة الانتخابية، وأضاف "كاين اللي مشا للحج، وكاين اللي دار حملة على قد الحال، وكاين اللي ما كانش باغي يدير الحملة، وكاين اللي ما بغاش يشارك كاع فهديك الانتخابات".

وقال الرميد إن هذا التصريح يثير عدم ملاحظات من بينها أن "اللقاء المذكور كان لقاء مدارسة لعمل المنتخبين الجماعيين، خاصة منهم من يتحمل مسؤولية التسيير كما يدل على ذلك برنامج اللقاء، إلا أن كلمة الأخ الأمين العام أوردت معطيات ووقائع وأحداث لا علاقة لها مطلقا بموضوع اللقاء الذي كان يفترض فيه اجتناب كل ما يزيد في تفاقم الخلافات ويكرس مزيدا من النزاعات".

وتأسف الرميد لكون بنكيران خالف توجيهه الصادر في 16 أكتوبر 2017، "والذي لاحظ فيه على بعض التفاعلات بين أعضاء الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها لم تنضبط على العموم لمنهج وآداب الاختلاف، ومست بأخلاق الأخوة والاحترام المطلوب بين مناضلي الحزب، مضيفا أن بعضها اشتط إلى حد الإساءة للأشخاص والانتصار والتعصب لفكرة أو رأي أ اختيار".

وتابع الرميد أن بنكيران انتصر في هذه التصريحات لنفسه "مسفها جهود الجميع"، وتساءل الرميد "هل ما قاله الأخ الأمين العام بشأن إخوانه يطابق توجيهه أم يناقضه؟ وهل فعلا كان ذلك هو حال إخوانه بالشكل الذي وصفه؟ وما الفائدة من ذكر ذلك كله الآن؟".

وواصل الرميد تدوينته بالقول "فعلا سافرت إلى الحج أثناء إيداع الترشيحات وعدت مع بداية الحملة الانتخابية. وخلافا لما زعمه الأخ الأمين العام فإنني شاركت في الحملة الانتخابية بما وسعني من مشاركة".

وانتقد الرميد استصغار بنكيران "نضال الآخرين من إخوانه في قيادة الحزب، حتى بدوا وكأنهم متخادلين ومفرطين وغير مكثرتين باستحقاقات مرحلة حاسمة من تاريخ الحزب والوطن، وتمجيده لنفسه بشكل جعله وكأنه هو الحزب والحزب هو".

ووجه الرميد سؤالا لبنكيران وقال "إذا كان المصطفى الرميد على سبيل المثال يهذا الشكل الذي حاولت الإيحاء به أمام جمع غفير من قيادات الحزب على صعيد ربوع الوطن، فلماذا اقترحته عضوا في الحكومة بعد هذا "الخذلان" الذي أشرت إليه؟ ولماذا تمسكت به بعدما واجه اقتراحك صعوبات تعرفها؟ ولماذا اقترحته بعد ذلك على المجلس الوطني خلال المؤتمر السابع لعضوية الأمانة العامة؟ ولماذا أصبحت تعتمد عليه في الكثير من الأمور الحزبية والحكومية خلال السنوات الفارطة؟ ولماذا كنت تصر على القول مرات أنك لا ترى غيره مؤهلا لقيادة الحزب والحكومة؟".

وتساءل الرميد مخاطبا بنكيران "هل كنت ستقول الذي قلته لو ناصر المصطفى الرميد التمديد لولاية ثالثة، وأنت تعرف في هذا رأيي المبدئي، والذي سبق أن بسطته عليك تفصيلا منذ حوالي سنتين وهو ما سأعود إلى استعراضه في مناسبة قادمة إن شاء الله".

واسترسل الرميد "لقد استشعرت، كما العديد من الإخوة، خيرا مع البلاغين الأخيرين بدعوتهما أعضاء الحزب العودة إلى جادة الصواب، وكنت آمل أن يكون الأخ الأمين العام قدوتنا جميعا في ذلك خاصة أنه دعا في بلاغه الأخير إلى صيانة الأعمال من العبث ونهى عن تخريب البيوت بالأيادي، لكنه للأسف الشديد أبى إلا أن يخالف ما دعا عموم الأعضاء إليه".

وكشف الرميد أنه اتصل ببنكيران "وكنت أنتظر مسارعته للإعتذار، لكنه إذ لم يفعل لم يبق أمامي إلا البيان والتبيين، خاصة وانه سبق له أن صرح في المجلس الوطني للحزب المنعقد بتاريخ 15 يوليوز 2017 قائلا :" سمعت بلي شي واحد قال ردوا البال راه التزكيات جاية بمعنى تهدد الإخوان غدا إلى كنت في منصب المسؤولية ما غاديش تعطيهم التزكية لأنهم ما ناصروكش اليوم "، ولما اتصلت به معربا عن استنكاري لما سمعت، سواء صح ذلك ام لم يصح، لانه ان صح فهذا يعني أن هناك انحرافا ينبغي ان يوضع له حد على مستوى أداء بعضنا، وإن لم يصح فينبغي وضع حد للإفتراءات التي تمس شرف الحزب وسمعته وديمقراطيته، إلا أنه رفض رفضا مطلقا، مما جعل عموم الأعضاء يتوزعون في اتهام قياديي الحزب بهذا الانحراف".

قبل الرميد وبنكيران..الرباح وحامي الدين

وقبل الرميد سبق لعضوي الأمانة العامة للحزب عزيز الرباح وعبد العالي حامي الدين أن تبادلا الاتهامات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.  

ونشر الرباح تدوينة انتقد فيها إصرار مجموعة من أعضاء الحزب على نشر أخبار تخونه وتتهمه بـ"القرب من المخزن والسعي وراء الكرسي"، وتحدث في تدوينته أيضا عن موضوع ضم حزب الاتحاد الاشتراكي للحكومة وقال إنه كان مع ضم الحزب في البداية إلا أنه عارض ذلك بعد إقالة بنكيران.

ورد عليه عبد العالي حامي الدين (دون أن يذكر اسمه) وقال في تدوينة نشرها على حسابه في الفايسبوك "هل من الضروري إعادة كتابة القصة؟ وإذا كان من الضروري ألا ينبغي أن يتم ذلك بشكل جماعي؟".

وتابع حامي الدين "مرة أخرى، أقول ليس من المفيد اجتزاء وقائع معينة عن سياقاتها وإهمال وقائع أخرى، لأن ذلك سيؤدي بنا إلى التدليس...الصورة لا يمكن أن تكتمل إلا بتركيب جميع الصور وهذا ما ينبغي أن يشارك فيه الجميع بدون سرديات فردية لن تفيد في بناء القصة بكاملها".

وختم تدوبنته قائلا "أزداد اقتناعا بلاجدوى الرجوع إلى الماضي وأزداد اقتناعا بأن الإنصات إلى صوت المناضلين داخل المؤسسات وإلى نبض المجتمع يمثل جزءا من الحل للتفكير في المستقبل".

يذكر أن قواعد الحزب تدعم ولاية ثالثة  لبنكيران، فيما يعارض تيار "الوزراء" ذلك، بحجة تفادي الصدام مع القصر.

وكان بنكيران قد انتخب في العام 2008 أمينا عاما للحزب خلفا لسعد الدين العثماني، وفي 2012 أعيد انتخابه للمرة الثانية على رأس الحزب. ويعقد الحزب في دجنبر المقبل مؤتمره الوطني الذي سيتم خلاله انتخاب أمين عام جديد لولاية تستمر لأربع سنوات.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال