القائمة

أرشيف

عندما رفض جيمي كارتر طلب الحسن الثاني بتسليم طائرات حربية إلى المغرب

خلال أواخر السبعينات، أرسل الملك الحسن الثاني عددا من الدبلوماسيين إلى البيت الأبيض، من أجل إقناع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ببيع طائرات OV 10 المقاتلة ومروحيات كوبرا للقوات المسلحة الملكية المغربية، ولكن رغم الجهود المحاولات المغربية رفض كارتر الطلب المغربي.

(مع 58950)
نشر
الرئيس الأمريكي جيمي كارتر والملك الحسن الثاني
مدة القراءة: 3'

كشفت وثائق لمكتب المؤرخين التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، رفعت عنها السرية، بعض خفايا تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، حيث لم تكن هذه العلاقات على ما يرام دائما، وخاصة خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1977 و 1981. حيث رفضت واشنطن آنذاك بيع المغرب طائرات OV 10 العسكرية ومروحيات كوبرا.

وعلى الرغم من الرفض الأمريكي، حاول دبلوماسيون مغاربة في مناسبات عدة إقناع صناع القرار في البيت الأبيض بالعدول عن قرارهم، مقدمين العديد من الحجج، كمواجهة توسع الاتحاد السوفيتي في شمال إفريقيا، والدور المغربي في حدوث تقارب بين مصر وإسرائيل، والمساعدة في الحفاظ على السلم في شمال إفريقيا.

وتناوب كل من وزير الخارجية المغربي أحمد بوستة، والسفير المغربي لدى واشنطن علي بن جلون على محاولة إقناع الأمريكيين بإبرام الصفقة مع المغرب.

وسمح لوزير الخارجية المغربي بلقاء نائب الرئيس الأمريكي والتر مونديل لمدة 30 دقيقة، لكنه فشل في إقناعه. ولم تتوقف مساعي الرباط، وطالب الدبلوماسيون المغاربة بعقد اجتماع مع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، لكن مطلبهم لم يجد أي تجاوب.

وخلال لقاءاتهم مع المسؤولين المغاربة أصر الأمريكيون على التزامهم باحترام اتفاق التعاون العسكري المبرم مع المملكة في سنة 1960 بشكل صارم، وهو الاتفاق الذي لا يسري على منطقة الصحراء التي تعتبر منطقة متنازع عليها في الأمم المتحدة.

وبعد أن تيقن المغاربة من عدم تغيير الأمريكيين لموقفهم، قرروا التوجه صوب فرنسا التي كان يترأسها جيسكار ديستان.

وخلال حفل عشاء جمع بين جيسكار ديستان والملك الحسن الثاني والسفير الأمريكي في الرباط، قال العاهل الراحل إن المغرب في حاجة إلى طائرات  OV 10 ومروحيات كوبرا للدفاع عن المغرب من التهديدات الخارجية، وليس لخلق حرب جديدة، وأعلن أن فرنسا وافقت على مد المغرب بطائرات ميراج 2000 وطائرات SA330 .

ريغن أكثر صداقة للمغرب 

بعد أسبوع من مغادرة جيمي كارتر للبيت الأبيض (20 يناير 1981)، أذن خلفه رونالد ريغن بتسليم شحنة أسلحة إلى المغرب، تتضمن ست طائرات حربية من طراز OV 10، وعشر مروحيات من طراز كوبرا وشينوك، ومعدات عسكرية أخرى، في صفقة بلغت قيمتها 232 مليون دولار.

وتغيرت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة شمال إفريقيا مع تولي رونالد ريغن سدة الحكم في واشنطن، حيث أصر وزير خارجيته ألكسندر هيغ خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي، على ضرورة "تسوية نزاع الصحراء" الذي "يسبب مشاكل كبيرة في المغرب". كما أشار إلى دعم الجزائر لجبهة البوليساريو.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال