القائمة

interview_1

الناطق الرسمي باسم حماس: نطالب ملك المغرب بالدعوة لاجتماع طارئ للجنة القدس..وحدود القدس لا ترسمها القرارات الأمريكية بل ترسمها دماء الشهداء

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم أمس الأربعاء في خطاب من البيت الأبيض الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وقال إنه وجه أوامره إلى الخارجية الأميركية للبدء بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

ونددت العديد من الدول بقرار الرئيس الأمريكي، معتبرة إياه يمس بمكانة القدس ووضعها القانوني، فيما خرجت العديد من المسيرات في فلسطين وبعض الدول العربية للتنديد بالانحياز الأمريكي لإسرائيل.

وفي المغرب دعت هيئات من المجتمع المدني لتنظيم مسيرة وطنية يوم الأحد المقبل للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع.

وللتعليق على القرار الأمريكي أجرينا في موقع يابلادي حوارا مع حازم قاسم الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، الذي طلب من القادة العرب ممارسة المزيد من الضغط على الإدارة الأمريكية، وطالب بالدعوة إلى انعقاد لجنة القدس، وبنزول الشعوب العربية ومنها الشعب المغربي إلى الشوارع.

نشر
قيادات حركة حماس
مدة القراءة: 4'

كيف استقبلتم في حركة حماس قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟

قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، هو قرار يمثل خرقا واضحا للقانون الدولي، كما أنه إقرار بشرعية الاحتلال لهذه المدينة. هو اعتداء أمريكي سافر على واحدة من ثوابت شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية.

هذا القرار الأهوج يصب المزيد من الزيت على النار المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط، وهو استمرار للدعم الأمريكي للرواية الإسرائيلية، ويمثل انتقالا من مرحلة الانحياز إلى الاصطفاف إلى جانب الاحتلال، كما أنه تعبير عن الدعم السياسي والإعلامي والعسكري المتواصل لجرائم إسرائيل.

هذا القرار لن يغير من حقيقة الأمور، وحقائق التاريخ التي تقول بأن هذه المدينة هي مدينة عربية فلسطينية.

ما تقييمكم في حركة حماس لتحركات الأنظمة العربية بما فيها النظام المغربي لمواجهة هذا القرار؟  

هذا الاعتراف لا يمثل اعتداءا فقط على فلسطين، بل هو اعتداء على كل دولنا العربية. الإدارة الأمريكية تعلم أن هذا القرار يمس مشاعر كل الأمة العربية، ومع ذلك اتخذت القرار في تحد واضح لكل هذه المشاعر وبالتالي هذا عدوان على كل دولنا العربية.

نعتقد أن المطلوب هو تفعيل الجهود سواء على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية التي لها مصالح كبيرة في المنطقة.

بالتأكيد نحن نقدر الجهود التي تبدل في هذا الإطار لكن نحتاج إلى المزيد، الأمر أصبح أكثر خطورة وأكثر وضوحا في الاعتداء على المقدسات. نقدر الجهد الذي يبدل في المغرب الشقيق من قبل الملك محمد السادس في هذا الخصوص بحكم رعايته للجنة القدس.

في القدس هناك باب المغاربة، وهو واحد من أبواب المجسد الأقصى، تأكيدا ودلالة على الارتباط بين هذه المدينة وبين أهلنا في المغرب العربي، لذلك نعتقد أن المسؤولية كبيرة وتحتاج إلى جهود مضاعفة. وأعتقد أننا لو اتخذنا قرارا جماعيا فإننا سندفع الولايات المتحدة الأمريكية للتراجع.

الكل يعلم أنه على المستوى الرسمي لن تتجاوز ردود الأفعال التنديد والشجب، ما هي مطالبكم في حركة حماس للشعب المغربي؟

الشعب المغربي شعب شقيق نعرف دعمه الكبير للقضية الفلسطينية، وانتماءه لهذه القضية العربية، بالتأكيد سيرفض هذا القرار بالنزول إلى الشارع، أعتقد أن الإخوة في القيادة في المغرب يتلمسون مشاعر الجمهور المغربي الغاضب، وبالتالي نتمنى مزيد من الاهتمام بهذه القضية ومزيد من الضغط ومزيد من التحرك الدولي والإقليمي لمواجهة هذا القرار الخطير.

الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الاسلامي، ماذا تنتظرون من هذه اللجنة؟

هناك جهد مشكور جدا عبر تاريخ هذه اللجنة، أعتقد أنها تستطيع التحرك سياسيا من خلال الاتصال بالولايات المتحدة، ووضع مصالحها في كفة وهذا القرار في كفة أخرى. وننتظر أن تتم الدعوة لاجتماع طارئ للجنة لدعم أهالي القدس عمليا.

بعد القرار الأمريكي، كيف هي الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة؟

حازم قاسم الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس

هناك حالة غليان وغضب كبيرة، اليوم حركة حماس وجهت كل عناصرها للاحتجاج على هذا القرار والنزول إلى الشارع، غزة لا يوجد فيها احتلال طبعا ولا يمكن أن يكون هناك احتكاك، لكن بالمقابل سيتم النزول في الضفة الغربية إلى الشوارع.

وهناك قرار باستنفار كل الأجهزة في حركة حماس لمواجهة هذا القرار لكي لا يمر مرور الكرام، ونحن نتواصل مع الفصائل الفلسطينية لتأمين جبهة موحدة لمواجهة هذا القرار. شعبنا الفلسطيني سيواصل جهده ونضاله وسعيه لانتزاع حريته.

حدود المدينة المقدسة لا ترسمها قرارات الإدارة الأمريكية بل ترسمها دماء الشهداء. عشرات آلاف الشهداء الذين سقطوا على مدار نضال شعبنا الفلسطيني هي من ترسم حدود هذه المدينة المقدسة.

هل سيشكل القرار الأمريكي دفعة لعملية المصالحة الفلسطينية؟

هذا القرار يمثل واحدا من أكبر دوافع إنجاح المصالحة الفلسطينية،  قدمنا في حركة حماس تنازلات كبيرة من أجل المصالحة، لن نواجه هذه القرارات الخطيرة إلا بوحدة الصف الداخلي.

اليوم عقدت لقاءات بين وفد يمثل حركة حماس ووفد يمثل حركة فتح، وكان هناك اجتماع مطول مع رئيس الحكومة رامي الحمد الله. حماس متمسكة بالمصالحة والتنازلات التي تقدمها والاستمرار في هذه التنازلات تبين رغبتها الكبيرة لإنجاز المصالحة لمواجهة مثل هذه القضايا. وأعتقد أن هذه المدينة المقدسة تستوجب منا تجاوز كل الخلافات وتسريع عملية المصالحة.