القائمة

أخبار

صحافيون مغاربة: سنقف دوما إلى جانب إسرائيل..وفلسطينيون يطالبون باتخاذ اجراءات ضدهم

بعد أشهر من الجدل الذي صاحب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإطلاق العديد من الفاعلين السياسيين والمدنيين في المغرب وخارجه دعوات لمحاربة التطبيع مع الكيان الصهيوني، اختار وفد إعلامي عربي من ضمنه خمسة صحافيين مغاربة أن يسبح ضد التيار، ولبى دعوة لوزارة خارجية الدولة العبرية، وهو ما جعل وزارة الإعلام الفلسطينية تطالب باتخاذ خطوات عقابية ضدهم.

نشر
الوفد الإعلامي العربي الذي يزور إسرائيل - المصدر: صفحة وزارة الخارجية الإسرائيلية على الأنترنيت
مدة القراءة: 4'

دعت وزارة الإعلام الفلسطينية في بلاغ نشرته على موقعها الإلكتروني الرسمي، اتحاد الصحفيين العرب إلى إتخاذ خطوات عقابية رادعة بحق الوفد الصحافي الذي يزور الدولة العبرية، والمؤسسات التي يعملون بها ووضعهم ومؤسساتهم "إن كانت توافق على هذه الزيارة التطبيعية" على القائمة السوداء، ووقف اي تعامل معهم.

وأكد بلاغ الوزارة الفلسطينية أن الوقوف في صف "إسرائيل وإرهابها يشكل خروجاً عن الصف العربي وعلى قرارات الاجماع العربي الصادرة بالخصوص عن مجلس وزراء الاعلام العرب، وعاراً لا يمكن التماس العذر له، أو تبريره، أو التطهر منه، لما تمثله من خروج على الموقف الرسمي والشعبي الذي  يعتبر إسرائيل دولة احتلال وعنصرية وتطهير عرقي وتطرف. وتدعوها إلى وضع ضوابط  لعدم تكرار مثل هذه الزيارات المشبوهة".

واعتبرت الوزارة الفلسطينية تفاخر الخارجية الإسرائيلية بالوفد الإعلامي العربي الذي ضم تسعة صحافيين بينهم خمسة مغاربة، ولبناني، وعراقي، ويمني، وسوري "دليلاَ على أن هذه الزيارة تساند موقف الاحتلال وتدعمه بكل وقاحة، وتتعارض مع التوجهات الرسمية والشعبية في الدول الشقيقة، الرافضة للتطبيع بكل أشكاله وسياقاته".

ويوم الإثنين الماضي نشرت صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية صورة للوفد الإعلامي العربي، وقالت إنه حل ضيفا على الناطق بلسان وزارة الخارجية باللغة العربية حسن كعبية.

وتهدف هذه الزيارة حسب نفس المصدر "الى الإطلاع عن كثب على إسرائيل والتعرف على سياستها تجاه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والتعايش بين مختلف المكونات الصغرى من خلال لقاءات مع قياديين من مختلف الأطياف السياسية في الدوائر الحكومية والكنيست".

وتحاول إسرائيل بطرق مختلفة إعلامية وسياسية، بشكل سري وعلني، فك عقد المقاطعة وخاصة الشعبية لها، وفي هذا السياق دأبت وزارة الخارجية الإسرائيلية على تنظيم عدة رحلات إلى تل أبيب لفائدة إعلاميين ومثقفين عرب.

وزار الوفد الإعلامي العربي يوم الثلاثاء البلدة القديمة في القدس وأسواقها و"انبهروا" بحسب صفحة وزارة الخارجية "من أجواء حرية الأديان التي تكفلها إسرائيل للديانات السماوية الثلاث. وكان مسك الختام زيارة الحرم القدسي الشريف والصلاة في الأقصى"، بحسب ذات المصدر.

وفي الوقت الذي فضل فيه أربعة صحافيين مغاربة عدم ذكر أسمائهم، قالت الصحافية "سميرة بر" في تصريح نقلته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن "معادلة إسرائيل في الاعلام في العالم العربي بسيطة: فهي تعرض دوما كقاتلة. عندما تتلقى صورة شخص يقتل وشخصا يُقتل فان الاحساس لديك يكون بشكل تلقائي هو التضامن مع من يتعرض للقتل.

وفي الوقت الذي شهدت فيه العاصمة المغربية بعد أيام من إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل واحدة من أكبر المسيرات المؤيدة للشعب الفلسطيني في العالم، قالت سميرة بر "عندما أعلن ترامب عن القدس كعاصمة إسرائيل، كانت في العالم العربي مظاهرات ومسوا باليهود وبمؤيدي إسرائيل، هذا لم يحصل في المغرب. ملكنا يعرف كيف يحتوي الآراء الأخرى ايضا. ولكنه يرسم خطا لا يسمح للعنف بالاندلاع. في المغرب لا تزال قواعد احترام الآخر، سواء كان مسيحيا أم يهوديا".

وذهبت الصحافية المغربية إلى حد القول "هذه الارض (تقصد فلسطين) كانت لكم قبل كثير من الزمن"، وتابعت أن الفلسطينيين يعيشون حياتهم في القدس دون مشاكل، وزادت قائلة "عندما كنا في الحائط الغربي (البراق)، لم يتحدث أحد معنا ويسألنا اذا كنا مسلمين او مسيحيين"، وأضافت "اقتربنا من الحائط ووضعنا عليه اليد كان احساسا طيبا. ولكن بعدها صعدنا إلى المسجد الأقصى وهناك عليكِ ان تضعي الحجاب، من أجل ان أدخل اليه سألوني إذا كنت أعرف سورة الفاتحة، وماذا إذا كنت مسلمة ولا أعرف العربية؟  أبدوا لي ملاحظة بان على الحجاب أن يخفي كل الرأس وما شابه، استنتاجي هو أنه حيثما يوجد يهود يكون المكان هادئا، وأنا أقف وسأقف دوما إلى جانب إسرائيل".

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يزور فيها وفد يضم إعلاميين مغاربة الدولة العبرية، فقد سبق لعدد من الوفود أن قامت بخطوات مماثلة، وذلك رغم الرفض الشعبي للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ووصل هذا الرفض إلى حد مطالبة العديد من الجمعيات المساندة لكفاح الشعب الفلسطيني بمحاكتهم بمجرد عودتهم إلى المغرب.