القائمة

أخبار

الصحراء: المغرب يحمل الأمم المتحدة مسؤولية انتهاكات البوليساريو المتكررة في المنطقة العازلة

يقوم المغرب حاليا بحملة دبلوماسيه ضد انتهاك جبهة البوليساريو لاتفاق وقف إطلاق النار في المناطق العازلة. علما أنها ليست المرة الأولى التي تعمد فيها الجبهة الانفصالية إلى إرسال ميليشياتها إلى المناطق العازلة، والتي تطلق عليها اسم "المناطق المحررة".

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

في مواجهة محاولة جبهة البوليساريو الواضحة تغيير الوضع القائم في المناطق العازلة منذ 26 سبتمبر 1991 ، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة خلال مؤتمر صحفي يوم أمس "إذا لم تكن الأمم المتحدة والأمانة العامة ومجلس الأمن على استعداد لوضع حد لهذه الاستفزازات ، وإذا لم يتدخلوا للحفاظ على الوضع الراهن والوضع القانوني ، فسيتحمل المغرب مسؤولياته"، وأعاد تكرار الأمر نفسه خلال استضافته في نشرة الأخبار الرئيسية على القناة الأولى.

ويحاول المغرب تنبيه الأمم المتحدة إلى انتهاكات جبهة البوليساريو المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، من أجل حثها على تحمل مسؤوليتها في الإبقاء على الوضع القائم منذ سنة 1991.

وتماشيا مع تصريحات بوريطة، حذر وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، من أن "المغرب لن يظل مكتوف اليدين"، وأنه "مستعد لأي شيء، للحفاظ على سلامته الإقليمية". ونقلت وكالة الأنباء المغربية أن عبد الوافي لفتيت  أشارته إلى "مسؤولية الجزائر في هذا الصراع المفتعل"، قائلاً إنه "يتم تدريب عشرات الشباب من الأقاليم الجنوبية في الجزائر كل شهر على ارتكاب أعمال التخريب والفوضى".

من جانبه راسل الممثل الدائم للمغرب في الأمم المتحدة عمر هلال يوم أمس ، رئيس مجلس الأمن، البيروفي غوستافو ميزا-كوادرا، وطالبه بإبلاغ الرسالة لأعضاء المجلس، محذرا من أن المغرب لن يظل صامتا أمام التحركات الأخيرة لجبهة البوليساريو.

و أضاف هلال أن "هذا العمل الغير القانوني للأطراف الأخرى يشكل تهديدا خطيرا للعملية السياسية للأمم المتحدة التي يعمل الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص على إحياءها.  ومع انتهاكاتها المتكررة التي امتدت الآن إلى عدة مناطق شرق الجهاز الأمني في الصحراء المغربية، فإن الأطراف الأخرى لم تترك أي فرصة لإعادة إطلاق العملية السياسية".

وتابع "للأسف تعتبر الأطراف الأخرى عدم اتخاد المجتمع الدولي أية إجراءات وسلبيته اتجاه هذه الانتهاكات تشجيعا على الاستمرار في مواجهة تحدياتها".

لذلك يرى المغرب أنه ينبغي للأمم المتحدة أن تكسر جدار الصمت الذي استمر لأكثر من عقدين. علما أنه سبق للمملكة أن نبهت الأمم المتحدة إلى انتهاكات البوليساريو لوضع المناطق العازلة بشكل متكرر.

ويذكر أن الملك الحسن الثاني أرسل في شتنبر 1991 رسالة إلى الأمين العام السابق للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كوييار يطلب منه من خلالها "اتخاذ تدابير عاجلة لضمان سير الأمور في الوضع الصحيح بما في ذلك انسحاب هذه العصابات المسلحة من المنطقة ". و أكدت الدبلوماسية المغربية على الموقف نفسه سنوات 1992 و 2005 و 2006 و 2007.

لكن من الواضح أن دبلوماسية الرسائل الموجهة إلى الأمم المتحدة لا تؤثر على مشاريع البوليساريو في المناطق العازلة. ولم تعد الحركة الانفصالية ترغب فقط في تنظيم بعض الاجتماعات السياسية في هذه الأماكن ولكنها تنوي الاستقرار بها بشكل دائم. فهل ينتقل المغرب إلى التعامل بطريقة أخرى مع الجبهة الانفصالية في حال عجزت الأمم المتحدة عن الإبقاء على الوضع القائم في الصحراء منذ سنة 1991 على حاله؟

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال