القائمة

أخبار  

إسبانيا: العاملات الموسميات المغربيات يكذبن محمد يتيم ويطالبنه بزيارتهن للاطلاع على الحقيقة

بعد الجدل الكبير الذي أثارته قضية تعرض عاملات موسميات مغربيات إلى "التحرش الجنسي" في إسبانيا ونفي وزير التشغيل والإدماج المهني محمد يتيم وجود حالات التحرش الجنسي، تمكنا في موقع يابلادي من الاتصال بإحدى العاملات المغربيات التي تمكنت من الفرار خارج هويلفا، وحكت لنا تفاصيل القصة موجهة رسائل إلى الحكومة المغربية.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

بعد مرور عدة أسابيع من نفيه وجود حالات للتحرش الجنسي في حق العاملات المغربيات في حقول الفراولة الاسبانية، عاد وزير الشغل والإدماج المهني، محمد يتيم ليؤكد أن "الأبحاث التي أجراها الحرس الإسباني، والتي شملت حوالي 800 امرأة مغربية، أسفرت عن تسجيل 12 حالة تحرش" وأضاف أن هذه الحالات تبقى "معزولة جدا".

وكانت بعض العاملات الموسميات قد تمكن من الخروج من منطقة هويلفا وقدمن شكوى بـ"الاعتداء الجنسي" ضد مدرائهن بفضل مساعدة نقابة العمال في الأندلس، وهن الآن مختبئات في قرية صغيرة لا تبعد عن هويلفا كثيرا.

وعبرت العاملات في اتصال مع موقع يابلادي، عن شعورهن بالارتياح والسعادة لأنهن تمكن من الخروج عن صمتهن والتحدث عن مشاكلهن، أكدن أن عددهن يبلغ عشرة نساء من مختلف مناطق المغرب، أكبرهن تبلغ من العمر 34 سنة، وأن هذه أول مرة يذهبن فيها إلى إسبانيا كعاملات موسميات.

وتتحدث باسمهن جميعا سيدة رفضت ذكر اسمها أو سنها، تمكنت من الفرار من هويلفا قبلهن، وأخبرتنا أنها في بداية الأمر شعرت بسعادة عارمة عندما عرفت أنها ستشتغل بإسبانيا، فقد تم تشغيلهن من قبل الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، حيث تم إخبارهن أنهن ستعملن 6 ساعات في اليوم مقابل 40 يورو، كما تم وعدهن بأن الشركة ستتكلف بمصاريف السكن والطعام والسفر.

كان العقد مثيرا بالنسبة لهن، واستحق تحمل العناء، فمنهن من صرفن كل مدخراتهن ومنهن من أخذن قرضا من أجل دفع رسوم طلب تأشيرة الدخول إلى إسبانيا، وتكاليف السفر، وعند الوصول كان في استقبالهن شخص مغربي من مدينة طنجة وأخبرهن أنهن ستجرين تدريبا لمدة 15 يوما قبل البدء في العمل.

وأوضحت المتحدثة أن كل "ست نساء تتقاسمن غرفة مساحتها 12 متر مربع فقط، وقد وفروا لنا سريرا بطابقين، علما أن أغلب النساء لا تستطعن النوم في السرير العلوي والمراحيض بعيدة". أما بالنسبة للمطبخ، "فقد اضطرت 12 عاملة لتقاسم أسطوانة غاز واحدة". وقالت " لقد شعرنا بالغضب منذ أول يوم".

تم نقلهن بعد ذلك بحسب شهادة العاملة المغربية إلى حقول الفراولة مباشرة دون إجراء أي تدريب، ولم تكن لديهن أي معدات محددة، بالإضافة إلى أنهن عملن أكثر من 12 ساعة في اليوم من أجل جني 5 كيلوغرامات من الفراولة. ولم يتم إشعارهن بظروف العمل الصعبة هذه عندما كن في المغرب، ولا عند وصولهن إلى إسبانيا، بل أكثر من هذا لم تقمن بتوقيع عقود عمل إلى اليوم.

وأكدت المتحدثة وجود أدلة تثبت تعرضهن لـ"الاعتداء الجنسي"، وقالت إن المدراء وعدوا "النساء بالحصول على السكن والأوراق وأحيانا الطعام، لكن في المقابل أساءوا إليهن ... وفي كثير من الأحيان لم يكن لديهن خيار، فقد تم اصطحابهن بالقوة إلى الغابة.  كما أجهضت بعضهن، لكن للأسف لا تستطعن التحدث عن الأمر لأنه قد تم تهديدهن بعدم الحصول على العمل خلال الموسم المقبل". 

وتابعت حديثها قائلة إنه في هذه الحقول" نتعرض للاستغلال على الرغم من أننا في بلد ديموقراطي  .. العبودية لازالت تمارس".

ولم تتمكن جميعهن من الإبلاغ عن الاعتداءات التي تعرضن لها، فقد تم إجبارهن على الصمت وإرسالهن إلى المغرب، حيث قالت السيدة ذاتها "تم إجبارهن على ركوب السيارات والحافلات من أجل العودة في الساعة السادسة صباحا بحجة أن موسم الحصاد انتهى"، حيث أخبروهن أنهن "ستحصلن على رواتبهن عند الوصول إلى المغرب، لكن عندما اتصلنا ببعضهن قالوا إنهن لم يحصلن على شيء".

وحسبما ذكر يتيم بمجلس النواب يوم الاثنين 18 يونيو فقد وقعت 140 عاملة موسمية على وثيقة وتأكد أنهن لم تتعرضن للتحرش أو الاعتداء الجنسي.

غير أن محدثتنا أشارت إلى أن "العديد من النساء اللواتي وقعن على الوثيقة يأتين إلى إسبانيا منذ سنوت، وأنهن حاولن إقناع الأخريات بعدم الإبلاغ وبالامتثال إلى القواعد. إضافة إلى أن بعضهن لا يعملن معنا، بل هن وسيطات".

وبحسب ذات المتحدة فقد أصبح الهدف الوحيد للعاملات الموسميات هو كسب هذه القضية لأن "الحقيقة كشفت"، وأشارت إلى أنهن "مرهقات وتردن رؤية عائلتهن وأطفالهن، لكنهن لن تغادرن قبل تحقيق العدالة".

كما أشارت العاملة الموسمية المغربية إلى عدم اهتمام الحكومة المغربية لأمرهن، مؤكدة أن هذه الأخيرة لا تريد "رؤية الحقيقة" ولا "تدعمهن"، وقالت "لا أحد يهتم بنا ولم يأت أحد لمساعدتنا".

وطالبت باسم العاملات الموسميات المغربيات في حقول الفراولة الوزير المغربي محمد يتيم بالقيام بزيارة إلى "الحقول لرؤية ما يحدث هناك بالفعل".

 

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال