القائمة

أخبار

الإبقاء على الساعة الاضافية.. أضرارها الصحية والنفسية على المغاربة

عبر العشرات من المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي، عن رفضهم لقرار حكومة العثماني الإبقاء على التوقيت الصيفي واعتماده طيلة السنة، معتبرين أن هذا الإجراء يؤثر على حياتهم وصحتهم.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

في وقت كان فيه المغاربة ينتظرون الرجوع إلى التوقيت القانوني للمملكة، صادق مجلس الحكومة يومه الجمعة، على مشروع مرسوم يتم بموجبه الاستمرار في تطبيق التوقيت الصيفي المعمول به في الوقت الحالي.

وأكدت الحكومة أنه في مقابل ترسيم هذا التوقيت بصفة دائمة، ستتم مصاحبته بإجراءات و تدابير من شأنها إعادة النظر في توقيت التحاق الموظفين و التلاميذ بمؤسساتهم، باعتبارهم الفئة المجتمعية الأكثر ارتباطا بتبعات تغيير التوقيت، مما سيساعدهم على ربح ساعة من ضوء الشمس التي تمكنهم من قضاء أغراضهم في ظروف أفضل.

مشيرة إلى أن هذا الإجراء سيساعد كذلك في تقليص مخاطر الذروة في استهلاك الطاقة الكهربائية.

لكن هذا القرار قوبل بانتقادات كبيرة على مواقع التوصل الاجتماعي، بل إن البعض سارع إلى إطلاق عرائض إلكترونية من أجل الضغط للعدول عن تطبيقه.

وفي تصريح لموقع يابلادي قالت الأخصائية النفسية الدكتورة سعيدة الشاط، "قد يكون أمرا صعبا جدا على نفسية المغاربة، حيث أننا نستيقظ ونحن  لسنا في كامل نشاطنا وهذا يؤثر على صحتنا سلبيا"، مشيرة إلى أنه "يجب إعطاء توضيح للمغاربة وإقناعهم بهذا القرار الذي سيؤثر سلبا على ساعاتهم البيولوجية".

وتابعت "كما أن هناك مسألة الأمن التي تطرح في ظل هذا التغيير، حيث سنكون مضطرين للخروج صباحا من المنزل في حين أنها لا تزال الأجواء مظلمة".

من جانب آخر، توقعت الشاط أنه "من المحتمل أن تتفاقم مشاعر الإحباط والقلق عند المغاربة، حيث سيجدون أنفسهم ملزمين على التأقلم مع الوضعية الجديدة، وبالتالي تغيير عاداتهم وأوقات نومهم، لكنها مسألة اعتياد وتأقلم فقط".

أما الأخصائي والمحلل النفسي جواد مبروكي، فقال في تصريح لموقع "يابلادي" إن "جميع مرضاي يشتكون طيلة النهار من أعراض التعب وتقلبات النوم منذ الشهر الأول من تغيير الساعة القانونية للمملكة"، موضحا أن "هذا الإجراء الذي صادقت عليه الحكومة يمكن أن يسبب قلقا واضطرابا كبيرا، يؤدي بالتالي إلى الاكتئاب".

وأشار مبروكي إلى أن "الساعة البيولوجية في الدماغ والغدد تعمل بشكل طبيعي وفقًا لشروق الشمس وغروبها ووفقًا أيضا لنسبة الضوء الطبيعي الذي تستوعبه العين"، مؤكدا "أن هذا النظام له علاقة كبيرة مع تعاقب الليل والنهار وتغيرات فصول السنة".

وختم مبروكي قائلا "بإضافة أو نقص ساعة واحدة، نخلق تغيرًا مفاجئًا وربما عنيفا يصبح مكلفًا جدًا لصحة الجسم، لأن استعادة توازنه الطبيعي يستغرق وقتًا طويلا".

من جهته، أشار الطبيب والمحلل النفسي ومدير مستشفى بني مكادة للطب النفسي في طنجة، محمد حسون إلى "تأثير الشك وعدم اليقين الناتج عن هذه التغيرات على الإنسان".

وفي هذا السياق، شدد حسون على دور الحكومة في توعية وتقديم توضيحات للمغاربة ومشاورتهم قبل اتخاذ مثل هذه القرارات والسماح لهم بفهم واستيعاب الفكرة للتأقلم مع التوقيت الجديد.

وأضاف أنه يستوجب "علينا أن نقدم حججاً قوية لإقناع الناس، بدلا من أن نعطي الأوامر فقط، وبالتالي نلزم المغاربة بالامتثال للقواعد الجديدة دون فهم الأسباب والحيثيات".

وبقرارها الأخير المتعلق باستمرارية التوقيت الصيفي، تكون الحكومة قد أثارت الكثير من التساؤلات حول انعكاساته وجدوى العمل به، سواء في الوسط الحضري أو القروي.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال