القائمة

interview_1

حسن أوريد: اعتماد التدريس باللغات الأجنبية وخاصة الفرنسية أمر ضروري [حوار]

خلق مشروع القانون الإطار رقم 51.17، المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، جدلا كبيرا داخل المغرب، خاصة فيما يتعلق بنصه على تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية.

وفي حوار مع موقع يابلادي، دعا الباحث والسياسي المغربي حسن أوريد، إلى مناقشة الموضوع بعيد عن التعصب الإيديولوجي.

نشر
حسن أوريد
مدة القراءة: 3'

ما رأيكم في النقاش الدائر حاليا حول لغات التدريس؟

انه نقاش قديم، وليست المرة الأولى التي تثار فيها مسألة لغة التدريس. وظل هذا النقاش يأخذ دائما بعدا إيديولوجيا منذ استقلال البلاد.

حاليا هناك جانب آخر، عندما نتحدث عن التعريب، نتحدث عن حقائق. كان هناك تعريب للتخصصات العلمية لكنه كان فاشلا، فالطالب الذي حصل على شهادة الباكالوريا سيتابع دراسته العليا باللغة الفرنسية، مما يجعله عرضة للارتباك وعدم القدرة على المسايرة، وهو ما جعل العديد من أساتذة الجامعات ينادون بضرورة اعتماد ساعات إضافية للطبة في اللغات، وهو أمر غير مقبول.

وفيما يتعلق بترتيب نظامنا التعليمي، نحن نتخلف عن الركب، هناك مشكل فيما يخص الجودة، نحن نتحدث في النهاية عن فشل واضح.

ما موقفك من هذا النقاش؟

أنا أعتبر أن اعتماد التدريس باللغات الأجنبية وخاصة الفرنسية أمر ضروري. يجب أن نتعامل مع هذا الموضوع بعيدا عن المنظور الإيديولوجي.

أولئك الذين يناقشون الموضوع من وجهة نظر إيديولوجية سيتم تجاوزهم حتما. إذا كان حزب العدالة والتنمية هو الذي يقف وراء هذه الضجة، فهذا يضعنا أمام تناقض لا يمكن تفسيره، لأنه هو الذي يقود الحكومة.

حزب الاستقلال الذي يعارض التعليم بالفرنسية، هو أيضا مسؤول عن الحالة التي آل إليها نظامنا التعليمي، فكما نعلم قادة الحزب هم الذين دافعوا عن التعريب في الوقت الذي كانوا يرسلون فيه أبناءهم لمدراس البعثة الفرنسية.

المدافعون عن اللغة العربية يتحدثون أساسا عن إشكالية إتقان اللغات الأجنبية...

هذه مشكلة أخرى في الواقع، هناك مشكلة في طريقة تدريس اللغات. فعدم إتقان اللغة العربية أو الفرنسية لا يجب أن يكون مبررا في فرض لغة لتدريس التلاميذ والطلبة.

السؤال الذي يجب طرحه، هو كيف يمكن التأكد من أن التلميذ يستطيع تعلم اللغات ببساطة؟ لأن الطريقة التي يتم بواسطتها تدريس اللغات سيئة.

عندما يحصل التلميذ على شهادة الباكالوريا بعد أن يمضي 12 سنة في تعلم الفرنسية، ولا يستطيع التحدث بها، فببساطة هنا يجب الحديث عن وجود مشكلة.

في الكثير من الأحيان، المدرسة عندنا ليست مكانا لاكتساب المعارف، ولكنها تقريبا مكان للرعاية النهارية، يتم فيه استقبال التلاميذ.

ألن يكون التدريس باللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية؟

 قضية إصلاح التعليم مسألة مستعجلة، ومسألة اللغة أمر أساسي، وعندما أتحدث عن تدريس اللغات الأجنبية، فهذا لا يعني إقصاء اللغة العربية أو الأمازيغية، بل الاعتماد على اللغات الأجنبية في تدريس المواد العلمية. ولم أقل أبدا أنه علينا التضحية باللغة العربية والأمازيغية، لكنني أعتبر أن التخصصات العلمية، مثل الرياضيات والعلوم الفزيائية والكمياء، يجب تدريسها باللغة الفرنسية، لأنه توجد وسائل وكتب متاحة بهذه اللغة.

كان يمكن أن يكون هذا النقاش متجاوزا، لو كنا نتوفر على عمل جاد من حيث الترجمة، أي إذا تمكنت اللغة العربية من ملء الفراغ عن طريق الترجمة في الأكاديميات المختلفة، ولكن للأسف الواقع يقول العكس.

برأيك هل سيسهم اعتماد اللغات الأجنبية في تدريس المواد العلمية، في إثراء البحث العلمي؟

أعتقد ذلك، لا يجب الاهتمام باللغة الفرنسية فقط، بل يجب علينا أن ندرس أطفالنا اللغة الإنجليزية...، هذا سيساهم بلا شك في تحسين جودة نظامنا التعليمي، كما سيسهم أيضا في تطور البحث العلمي.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال