القائمة

أخبار

عبارات معادية للدولة العثمانية وكره شديد للإسلام..منفذ الهجوم الإرهابي بنيوزلندا يكشف عن دوافعه

استفاق العالم اليوم على وقع صدمة مقتل 49 شخصا على الأقل في هجوم إرهابي استهدف مسجدين في كرايستشيرش النيوزلندية، وقبل أسبوعين نشر منفذ الهجوم الذي يحمل الجنسية الأسترالية بلاغا مطولا تحدث فيه عن تخطيطه للجريمة، وعبر فيه عن معاداته للمسلمين واللاجئين.

نشر
أحد ضحايا الهجوم الإرهابي الذي وقع في نيوزلندا
مدة القراءة: 4'

قبل أسبوعين من استهدافه مصلين في مسجدين بمدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا في عملية إرهابية بالرصاص الحي، نشر منفذ الهجوم الذي يحمل الجنسية الأسترالية ويدعى بربنتوت تارانت ويبلغ من العمر 28 سنة، والذي كان يعمل مدربا في قاعة رياضية، بيانا تحدث فيه عن تخطيطه لتنفيذ الهجوم.

ويشرح في البيان الذي يتكون من 73 صفحة، الأسباب التي دفعته إلى القيام بهذا العمل الإرهابي، ولماذا اختار المسجدين في كرايست شيرش، وكيف خطط للعملية، كما يقدم معلومات شخصية عنه. وأوضح أنه شاب أسترالي ينحدر من عائلة فقيرة، ولم يهتم في حياته بالدراسة، ولم يلتحق بالجامعة، لأنه لم يكن معجباً بأي تخصص.

وفيما يتعلق بسبب تنفيذه للهجوم، قال إنه يريد الثأر لكل الأوروبيين الذين قتلوا باعتداءات إرهابية في السابق، ولتخفيض عدد المهاجرين إلى البلدان الأوروبية، مشيرا إلى أن ما قام به "عمل انتقامي" من هجوم إرهابي في السويد في أبريل 2017 أودى بحياة فتاة صغيرة.

وأشار إلى أنه استلهم خطته من أندرس بيهرينغ بريفيك مرتكب هجمات أوسلو الإرهابية عام 2011، وأوضح أنه كان يعتزم في البداية استهداف مسجد في دنيدن، لكنه تحول إلى مسجدي بلدة كرايست تشيرش لأنهما يستقبلان أعدادا أكبر من المصلين. ونفى أن يكون منتميا لأي حزب سياسي، رغم تأثره بأفكار بعض الحركات القومية في البلاد.

وإلى جانب البيان الطويل، كتب بربنتوت تارانت عبارات عنصرية على سلاحه الرشاش الذي استعمله في الهجوم على المسجدين، حسب ما يظهر شريط الفيديو الذي بثه على الأنترنيت.

ومن بين العبارات التي كتبها "1683 فيينا" في إشارة إلى معركة فيينا التي وقعت في 12  شتنبر 1683، والتي شكلت بداية تراجع الدولة العثمانية وتوسعها في جنوب شرق أوروبا.

وكتب أيضا على سلاحه، الذي نفذ به المجزرة، تاريخ 1571م، في إشارة إلى "معركة ليبانت" البحرية، التي وقعت بين الجيوش العثمانية وجيوش التحالف الأوروبي في السابع من شهرِ أكتوبر من سنة 1571، والتي انتهت بهزيمة العثمانيين. كما كتب على سلاحه: "اللاجئون، أهلا بكم في الجحيم؟".

وبحسب ما أوردت وكالة الأناضول التركية، فقد أظهرت الموسيقى المصاحبة لشريط الفيديو الذي بثه القاتل، نواياه ودوافعه العنصرية.

إذ كان يبث أغنية باللغة الصربية تشير إلى رادوفان كاراديتش، الملقب بـ"سفاح البوسنة"، وهو سياسي صربي مدان بجرائم عدة بينها، "ارتكاب إبادة جماعية" و"ارتكاب جرائم ضد الإنسانية" و"انتهاك قوانين الحرب"، ضد المسلمين إبان حرب البوسنة (1992-1995).

ردود فعل منددة

وتسارعت نهار اليوم ردود الفعل الدولية المنددة بالحادث الإرهابي الغير مسبوق في نيوزلندا، وأجمعت على ضرورة التصدي للإرهاب ومعاقبة الجناة.

ففي روسيا أصدر الكرملن بلاغا قال فيه إن بوتين بعث ببرقية تعزية إلى أرديرن، أكد فيها أن "الهجوم على مواطنين مسالمين تجمعوا لأداء الصلاة يُظهر مدى وحشية المعتدين"، آملا في إنزال أشد العقاب بمنفذي الجريمة.

وفي العاصمة البريطانية لندن وصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الهجوم بأنه "عمل عنف كريه". وقالت في تغريدة على "تويتر": "باسم المملكة المتحدة، أقدم خالص التعازي لشعب نيوزيلندا بعد الهجوم الإرهابي الرهيب الذي وقع في مدينة كرايستشيرش". وأضافت: "أدعو لمن تعرضوا لعمل العنف الكريه هذا بالرحمة".

بدوره قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "أندد بشدة بالاعتداء الإرهابي الذي نُفذ ضد مسلمين كانوا يصلّون في نيوزيلندا"، ورأى في ما حصل "مثالا جديدا على تصاعد العنصرية والعداء للإسلام".

من جانبه أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن الاتحاد الأوروبي "يتضامن" مع نيوزيلندا، وقال عبر "تويتر": "جاءتنا أخبار مروّعة من نيوزيلندا، وهذا الهجوم الوحشي في مدينة كرايستشيرش لن يقلل على الإطلاق من مشاعر التسامح ودماثة الخلق التي تشتهر بها نيوزيلندا. وإننا في أوروبا ندعو بالرحمة لضحايا هذا الحادث ونقدم عزاءنا لأسرهم".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال