القائمة

أخبار

دراسة: أمازيغ شمال إفريقيا هم أول من استوطن جزر الكناري

نقلت صحيفة نيويورك تايمز تفاصيل دراسة حديثة، تتحدث عن احتمال أن يكون الأمازيغ المنحدرين من شمال إفريقيا ضمن المجموعة الرئيسية التي وصلت إلى جزر الكناري قبل ألف عام، وشكلت تركيبة السكان الأصليين في الجزر التي تقع في المحيط الأطلسي وتتبع لإسبانيا حاليا.

نشر
أمازيغ شمال إفريقيا هم أول من استوطن جزر الكناري
مدة القراءة: 3'

أجرى باحثون في جامعتي ستانفورد الأميركية، وجامعة لاجونا في إسبانيا، دراسة نشرت الأربعاء في مجلة "بلوس وان"، من أجل الوصول إلى حقيقة ما إذا كان السكان الأصليين في جزر الكناري الموجودة في المحيط الأطلسي والتي تتبع لإسبانيا، قد أبحروا منذ أكثر من ألف سنة إلى الجزر بأنفسهم أو تم جلبهم إليها من طرف البحارة القدامى في البحر المتوسط.

وبدأ أخد العينات لهذه الدراسة العلمية سنة 2016، وأجريت معظم الأعمال المختبرية وتحليل البيانات عامي 2017 و2018، وقام الباحثون بتحليل 48 من جينومات الميتوكوندريا القديمة في 25 موقعا أثريا عبر الجزر السبع الرئيسية. واختاروا جينومات الميتوكوندريا تحديدا لأنها -وبما أنها موروثة مباشرة من الأم- متسقة ومفيدة بشكل خاص لتتبع هجرات البشر.

وأظهرت النتائج، بحسب صحيفة نيويورك تايمز أن أوائل سكان الجزر كانوا من شمال إفريقيا، وأنهم ربما يكونون قد وصلوا إليها حوالي سنة 100 قبل الميلاد، وهو ما تدعمه الأبحاث والدراسات الأثرية والأنثروبولوجية والجينية السابقة، التي كشفت أن سكان الجزيرة الأوائل كانوا من الأمازيغ القادمين من شمال إفريقيا، أي من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وأجزاء من الصحراء.

و قالت روزا فريجل، وهي عالمة الوراثة السكانية في جامعة لاجونا بإسبانيا إن "هذه أول دراسة لحمض نووي تشتمل على بقايا أثرية من جميع جزر الكناري السبع"، كما أن نتائج البحث  نفت فرضية أن السكان الأصليين، كانوا مستكشفين.

وفي تصريح لموقع "الجزيرة نت" قالت نفس الباحثة "الاستنتاج الرئيسي لهذه الدراسة هو أن عملية الاستعمار في جزر الكناري كانت عملية غير متجانسة، فقد اكتشفت اختلافات في التركيب الوراثي للجزر المختلفة، مع ظهور بعض الأنساب بشكل حصري في الجزر القريبة من القارة الأفريقية، مما يشير إلى أن عملية الاستيطان ربما حدثت في موجتين على الأقل للهجرة".

وأضافت فريجل "لقد أظهرت دراستنا أيضا أن بعض الجزر حافظت على تنوع جيني مرتفع نسبيا، في حين تأثرت غيرها على الأرجح بالعزلة الجغرافية. وتشير هذه النتيجة إلى أن كل جزيرة عاشت طريقها التطوري الذي تحدده الظروف البيئية وقيود العزلة".

فيما نقل موقع نيويورك تايمز عن لورا بوتيجوي، وهي خبيرة في علم الوراثة في شمال إفريقيا في جامعة برشلونة المستقلة قولها إن "مسألة جزر الكناري لها أهمية خاصة لأن الثقافة واللغة الأصلية لسكانها الأصليين، ضاعتا بعد الاستعمار الأوروبي، مما يعقد قدرتنا على معرفة المزيد عن الماضي".

وقالت فريجل بحسب نفس المصدر "اكتشفنا أن سكان جزر الكناري الأصليون، ينحدرون من سلالات نموذجية من شمال إفريقيا، ولكن أيضًا بعض سلالات أخرى ذات توزيع متوسطي، وكذلك بعض السلالات من أصل أفريقي من جنوب الصحراء الكبرى".

وأضافت أن "هذا مثير للاهتمام" وتابعت هذا "يعني أن الاستعمار حدث على مرحلتين على الأقل، حيث لم تؤثر موجة الهجرة الثانية إلا على الجزر القريبة من القارة الأفريقية".

وواصلت حديثها قائلة إنه على الرغم من أن النتائج التي تم التوصل إليها لا توضح كيف وصل السكان القدامى إلى جزر الكناري، إلا أن هذه النتائج "تقدم أدلة إضافية على أنه قدموا بمجموعات كبيرة، ما يفسر أنهم كانوا أشخاصا يتوفرون على الموارد اللازمة للبقاء على قيد الحياة في الجزر".

وتتلاءم السلالات المكتشفة في جزر الكناري التي تكشف عنها الدراسة مع نمط أكبر للهجرة من شمال أفريقيا عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، كجزء من حركة الانتشار البشري في العصر الحجري الحديث، وحركة الانتقال من الشرق الأوسط إلى أوروبا وأفريقيا.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال