القائمة

أرشيف

تاريخ: عندما صنعت شركة كارتييه ساعة مقاومة للماء خصيصا للباشا الكلاوي

في سنة 1930 طلب الباشا التهامي الكلاوي، من صانع الساعات الفرنسي لويس كارتييه صناعة ساعة مقاومة للماء خصيصا له من أجل أن يرتديها أثناء السباحة، وبعد مدة من ذلك قررت الشركة المصنعة لها إطلاق مجموعة جديدة مستوحاة من الساعة الأصلية للتذكير بالساعة الفريدة ومالكها.

نشر
التهامي الكلاوي
مدة القراءة: 3'

كان التهامي الكلاوي رجلا سلطويا يعشق الفن و حياة الرفاهية، فخلال توليه منصب باشا مدينة مراكش، كان يعيش حياة البذخ والرفاهية، إذ كان يقيم حفلات ويتجول في أوروبا لمقابلة أصدقائه ومعارفه الأثرياء.

وارتبطت شهرة الكلاوي وثروته بعلاقته مع الجنرال الفرنسي لويس هوبير ليوطي، وأورد كل من ترودي رينج ونويل واتسون  وبول شيلنجر في كتابهم "الشرق الأوسط وإفريقيا: القاموس الدولي للأماكن التاريخية" أن الكلاوي، كان ينفق على حياته الباهظة، ويمن ما ينفقه عن طريق "الاحتكارات في الأسواق الجنوبية للزيتون والقنب والبرتقال".

وذكر المؤرخون الثلاثة أن "سعي الكلاوي وراء المال لم يكن له حدود، بل ودفعه ذلك أيضا إلى نبش ضريح لرجل دين مسلم في مراكش من أجل سرقة كنوزه"، وأشاروا إلى أنهم بالرغم من الجفاف وانخفاض الإنتاج الفلاحي، أصر الكلاوي على نفس العائدات التي كان يتلقاها من قبل لإنفاقها عل "مغامراته المكلفة".

وحسب ما قاله المؤرخ المغربي، المعطي منجب في مقال له فإن قرب الكلاوي "من الفرنسيين سمح له بجميع ثروة هائلة"، مشيرا إلى أن الباشا "كان يمتلك آلاف الهكتارات و أموالا كثيرة كان يودعها في البنوك في المغرب وفرنسا"، كما كان أيضًا أحد المساهمين في العديد من الشركات، مما جعله "أكثر ثراءً من السلطان".

وفي سنة 1930، تواصل الكلاوي مع صانع المجوهرات والساعات الفاخرة الفرنسي لويس كارتييه، وتحدثت عدة مصادر عن الساعة التي صنعت خصيصا للباشا و التي ألهمت صانع المجوهرات الفرنسي لإطلاق مجموعة جديدة.

وذكرت مجلة روب الامريكية، أن لويس كارتييه صنع في 1931 ساعة للكلاوي و "كانت محاولة مبكرة لتلبية احتياجات أحد الزبناء، وهي الساعة التي سيتعرف عليها أكثر الأشخاص الناجحين والمهتمين بالموضة".

وأشار المصدر نفسه إلى أن الكلاوي أراد حينها أن تكون ساعته مقاومة للماء لـ"تتماشى مع ممارسته للسباحة يوميا في مسبحه الخاص"، كما أصر على أن تكون "صالحة بما فيه الكفاية، لتتحمل الغوص المستمر في الماء وفي نفس الوقت أنيقة بما يكفي لارتدائها عند مقابلة المشاهير ورؤساء الدول".

واستجابة لطلب الباشا المغربي، ابتكر كارتييه ساعة يد ذهبية "يمكن جعلها محكمة الإغلاق في الماء، ومزينة بغطاء على شكل شبكة واقية وعلبة صغيرة من الذهب عيار 18 قيراط منقوش عليها الرقم 1".

وكانت الساعة نسخة فريدة من نوعها، وألهمت الشركة الفرنسية لإطلاق مجموعة جديدة أطلقت عليها اسم "الباشا"، وفي أربعينيات القرن العشرين، أضافت شركة كارتييه إلى قائمة الساعات الدائرية المقاومة للماء، التي استوحتها من الساعة المخصصة لباشا مراكش والتي اختفى أي أثر لها مباشرة بمجرد إزاحة الباشا من السلطة في الخمسينيات من القرن العشرين، بالتزامن مع جلاء سلطات الحماية الفرنسية.

وفي سنة 1985 أطلقت الشركة المصنعة للساعات الفاخرة مجموعة جديدة تحت اسم "الباشا" تكريما للساعة ومالكها، وهي المجموعة التي يتم تجديدها دائما بالرجوع إلى شكل الساعة الأصلية للباشا التهامي الكلاوي.   

و أعربت شركة كارتييه عن رغبتها في استعادة هذه الساعة الفريدة، وقال ستانيسلاس دي كويركيز، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة كارتييه في أمريكا الشمالية في تصريح لصحيفة روب ريبورت في سنة 2003،  إنه من المرجح أن يكون الكلاوي قد أعطى الساعة "ربما لوريث أو صديق" و أضاف "آمل أن أجدها وأشتريها مرة أخرى".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال