القائمة

أرشيف

في الذاكرة # 11 : ابن بطوطة أمير الرحالة المسلمين الذي جاب العالم في القرن الرابع عشر

يعتبر ابن بطوطة المزداد بطنجة سنة 1304 للميلاد من أشهر الرحالة في العالم، إذ زار ما يعال 44 دولة حديثة. عمل على تدوين ما شاهدة في رحلاته في كتاب أسماه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار".

نشر
مونتاج محمد المجدوبي/ يابلادي
مدة القراءة: 3'

"كان خروجي من طنجة مسقط رأسي، معتمدا حج بيت الله الحرام و زيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام منفرد عن رفيق آنس بصحبته وراكب اكون في جملته لباعث على النفس شديد العزائم، وشوق اللى تلك المعاهد الشريفة كامن في الحيازم، فحزمت امري على هجر الاحباب من الإناث والذكور ، وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور".

بهذه الكلمات وصف الرحالة المغربي محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي المعروف باسم بابن بطوطة بداية رحلته، حيث كان ينوي التوجه إلى حج بيت الله الحرام قبل أن يقدم على مغامرته التي ألهمت العديد من الكتاب، وألفت حولها العديد من الروايات.

ويضيف ابن بطوطة في كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار "وكان والداي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وصبا، ولقيت كما لقيا من الفراق نصبا وسني يومئذ اثنتان وعشرون سنة".

ففي عصر لم يكن فيه وجود للسيارت، ولم تكن فيه وسائل النقل الحديثة الأخرى موجود أيضا، جاب الرحالة المغربي المزداد بطنجة سنة 1304 للميلاد العديد من مناطق العالم، وقطع  قرابة الـ120 ألف كيلومتر، وزار ما يعادل 44 دولة حديثة.

ولقب ابن بطوطة لكثرة أسفاره، بأمير الرحالين المسلمين، ففي سنة 1325 سافر عبر شمال إفريقيا ومصر ووصل إلى مكة لأداء فريضة الحج، لكن سفرة لم يتوقف عند مكة والمدينة، حيث سافر في السنة الموالية إلى العراق وبلاد فارس، وفي سنة 1328 سافر إلى شرق إفريقيا، وبعد ثلاث سنوات سافر من إفريقيا إلى الهند عبر مصر والأناضول.

وتشير الكتب والمراجع التاريخية إلى أن ابن بطوطة عمل بعد ذلك في الهند كقاض إسلامي لمدة سبع سنوات، وفي سنة 1341 توجه إلى جزر المالديف ومنها إلى الصين وسريلانكا ومناطق أخرى.

بعد ذلك قرر ابن بطوطة العودة إلى وطنه ووصل إلى طنجة سنة 1349 أي بعد 24 سنة من مغادرتها، لكن وبعد مرور خمس سنوات عاد به الحنين إلى الأسفار، وتوجه إلى الأندلس ومنها إلى المغرب الأقصى ثم تمبكتو قبل أن يقرر البقاء في المغرب بشكل نهائي سنة 1354.

وعمل ابن بطوطة على جمع ما رآه في رحلاته في كتاب "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار".

قال في الكتاب ذاته "بلغت بحمد الله مرادي في الدنيا وهو السياحة في الأرض، وبلغت من ذلك ما لم يبلغه غيري فيما أعلمه، وبقيت الأخرى، الرجاء القوي في رحمة الله وتجاوزه، وبلوغ المرام من دخول الجنة".

وفي سنة 1368 توفي ابن بطوطة بمدينة طنجة، ولازالت أسفاره يضرب بها المثل في زماننا الحالي، وفي كتابها ابن بطوطة الرجل والرحلة تقول الكاتبة أسماء أبو بكر محمد "إنني لا أبالغ إذا قلت أن ابن بطوطة مؤرخا اجتماعيا بمعنى الكلمة، ولا أبالغ أيضا، إذا قلت أنه أول مؤرخ للمراسم والبوتوكولات".

وأضافت "لقد كشفت رحلات بن بطوطة عن أسرار كثيرة من البلاد التي زارها رحالتنا العربي المسلم إذ يعد أول من ذكر –على سبيل المثال- عن استعمال ورق النقد المالي في بلاد الصين، وعن استخدام الفحم الحجري في الوقود".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال