القائمة

أخبار

مغاربة يتظاهرون أمام سينما ميكاراما استنكارا لإحياء الفنانة هندي زهراء حفلا بإسرائيل

بعد أكثر من شهر على الحفل الذي أحيته الفنانة هندي زهراء بإسرائيل، والذي  خصص الجزء الأول منه للعرض الذي قدمته المغنية الإسرائيلية ريف كوهن، ارتبط السجال بالفنانة المغربية، وفي ذات الوقت كان المدافعون عن القضية الفلسطينية  في المغرب يدعون إلى مقاطعة حفلها.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

"العودة إلى الوطن"، كانت هذه هي الرسالة القصيرة التي وجهتها الفنانة هندي عبر شبكة الفايسبوك إلى محبيها فور وصولها إلى المغرب في نونبر المنصرم، و في عرضها الدولي الصاخب، وضعت الفنانة قدميها على أرض وطنها الأم لتطرب أسماع الجمهور المغربي بحفلين، حيث دارت أجواء أحدهما يوم الأربعاء الماضي بسينما ميكاراما، فيما نظم الحفل الثاني يوم الخميس الماضي بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط.

 " لا للتطبيع"

تفاجئ العديد من عشاق الفنانة البيضاويين، الذين حجوا إلى الحفل،  بوجود عشرات المتظاهرين المغاربة من أجل القضية الفلسطينية، والذين دخلوا إلى قاعة السينما منادين بمقاطعة الحفل. و تقول الشابة المغربية صرية:" وصلت إلى الحفل قبل ربع ساعة من بدايته لكي أجد مكانا لسيارتي بالمرآب، فإذا بي أسمع أصواتا، فاعتقدت أنها أصوات محبي الفنانة هندي زهراء، إلا أنني سرعان ما اكتشفت أنها أصوات شباب متظاهرين يصرخون "لا للتطبيع" و يرددونها بالعربية و بالفرنسية منادين بذلك إلى مقاطعة حفل الفنانة. و كان المتظاهرون يحملون لافتات مكتوب عليها باللغة العربية و الفرنسية " لا للتطبيع" بخط على شكل صليب داود و على شكل صليب معقوف، و تضيف صرية قائلة " و قام طاقم ميكاراما بدعوتنا إلى داخل القاعة و طلب منا عدم الجلوس  بالخارج، و لكن هذه المظاهرة لم تكن تشكل أي تهديد و لم تكن مثيرة للقلق، و خلال مراسيم الحفل، كانت الأجواء على ما يرام، و كانت الفنانة هندي زهراء تدعو الحاضرين إلى الرقص، و تمكنت فعلا من خلق جو الفرجة، و كانت القاعة صاخبة، فاللافتة الوحيدة التي رأيتها، كانت بيد امرأة في آخر القاعة، و كانت تقول "حلمي أن أرقص معك"، و بعد نهاية الحفل انصرف المتظاهرون إلى حالهم،"و تستطرد "إتيل"، إحدى المتفرجات، قائلة:" قلت في البداية، سنتعرض للرشق و السب بعد خروجنا من الحفل، لكن الواقع كان عكس ذلك، حيث انصرف المتظاهرون و لم يبق لهم أثر."

  أشخاص قاطعوا الحفل

 لقد مر الاعتصام الخفيف في جو هادئ و بدون شغب، إلا أن المرأتين اللتان حضرتا الحفل لم تدركا كيف يمكن لمتظاهرين أن يعاتبوا مغنية، و تتساءل إتيل "لقد كان ذلك مزعجا و لا يتماشى مع انفتاح عقلية الفنانة" وتضيف صرية قائلة: " أعتقد أنه من  الغريب جدا أن تهاجم إحدى الفنانات، فالسياسيون هم الذين تجب مساءلتهم من أجل حل النزاع"،و من بين عشرات المحتجين الذين كانوا حاضرين بساحة سينما ميكاراما، نجد شباب من حركة 20 فبراير و حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات اللتان تناضلان ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، و كان من بين مطالبهم " إقناع الفنانتين بعدم إحياء احتفالات بإسرائيل"، و تضع حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات الفنانة جان بيركين، التي تزعم إحياء حفل في تل أبيب، نصب عينيها قصد إقناعها ، و يقول عبد الله بعقيل، وهو ناشط في حركة 20 فبراير: " إنني أؤكد على أن الدعوة إلى المقاطعة  تدخل في إطار حركة 20 فبراير التي تناضل من أجل الديمقراطية بالمغرب، و مع ذلك لم تدع الحركة إليها ، و ذلك لكون نشطائنا أحرار فيما يفعلون" و يؤكد عبد الله على أن " حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات هي التي تحاورت مع الفنانة زهراء قبل إجراء الحفل بإسرائيل لتطلب منها إلغاءه، و لكون طلب الحركة قد قوبل بالرفض، كانت مقاطعة الحركة لحفل الفنانة جوابا لعدم مقاطعة هذه الأخيرة لحفلها، و يشرح عبد الله قائلا:  "لم يكن هدفنا خلق البلبلة أو منع إحياء الحفل و إنما كنا نسعى إلى تحسيس الجمهور بوضعية الفنانة داخل الصراع الفلسطيني"، و يشرح الحسين: " كنا في بداية المظاهرة 50 متظاهرا، و كان من المفروض أن يكون معنا الفنان بزيز، لكننا كنا منشغلين و أغفلنا إخباره"، و يضيف أحد المتظاهرين بعين المكان قائلا:" كل شيء مر بأحسن حال، و قضينا ساعة فقط بساحة  القاعة، و كان هناك رجال الشرطة ، إلا أنهم لم يتدخلوا لمهاجمتنا، و في المقابل لم أكن أنتظر أن العشرات من الأشخاص كانوا  يودون حضور الحفل ، و سلموا تذاكرهم لنا، و ذلك لأننا تحاورنا معهم و أقناعهم بعدم الدخول، و لقد كانوا جد مشمئزين مما يحدث الآن في فلسطين و من رغبة إسرائيل في تخريب باب المغاربة و من فرض الحصار على قطاع غزة"

سكوت الفنانة هندي زهراء

 لزمت الفنانة هندي زهراء الصمت التام ولم تقم بأي رد فعل اتجاه مقاطعة الجمهور منذ الحفل الشهير الذي أجري بإسرائيل، إلا أن السؤال يبقى قائما حول السبب في ذلك! و لقد انتهزت جريدة لومتان المغربية الفرصة قبل اليومين الماضيين لاستجواب المغنية المغربية، إلا أن الصحفي لم يطرح عليها أي سؤال حول الحفل الذي أحيته بتل أبيب و لا حول ما تفكر فيه بسبب النداءات الداعية إلى مقاطعة الحفل، و فضل الصحفي طرح أسئلة حول ما تعنيه لها مقارنتها ببيلي هوليداي أو حول مواضيع أغانيها المفضلة...                       

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال