القائمة

أخبار  

المرشح الأوفر حظا للفوز بالرئاسيات في موريتانيا: تجنيس صحراويي تندوف اعتداء على الشعب الموريتاني

تعهد محمد ولد الغزواني المرشح الأوفر حظا لخلافة محمد ولد عبد العزيز في رئاسة موريتانيا، بعدم منح الجنسية للصحراويين المقيمين بتندوف أو في مكان آخر، في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى جولتها الأولى يوم 22 يونيو الجاري.

نشر
المرشح للانتخابات الموريتانية محمد ولد الغزواني
مدة القراءة: 4'

تحضر قضية الصحراء الغربية بقوة في الحملات الانتخابية لبعض المترشحين للانتخابات الرئاسية الموريتانية التي ستجرى يوم 22 يونيو الجاري، فبعدما تعهد المرشح أحمد ولد اياهي، الذي انسحب فيما بعد من السباق الانتخابي "بحل قضية الصحراء الغربية حلا يرضي الجميع بالتشاور مع الأطراف المعنية"، انتقد المرشح الأوفر حظا الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني منح الجنسية الموريتانية لصحراويي تندوف وأيضا للمقيمين داخل الصحراء.

وقال ولد الغزواني في مهرجان نظمته حملته في مدينة كيهيدي عاصمة ولاية كوركل، الواقعة في أقصى الجنوب الموريتاني أمام حشد من أنصاره باللهجة الحسانية يوم الأحد الماضي، إنه لن يسمح بمنح الجنسية الموريتانية للصحراويين المقيمين بتندوف أو في مكان آخر.

وأضاف أن منح الجنسية للأشخاص الذين يدعون أنهم موريتانيون، أمر غير مقبول، واستشهد بقوانين الدول الأوروبية والمغرب الجزائر، وقال "مثلا في أوروبا لا تمنح الدول أوراقها لمن يقول أنا ولدت هنا أو وولد آبائي هنا، وهذا الأمر لا يوجد في المغرب كما لا يوجد في الجزائر ولا في أي دولة".

وتابع أن هناك أشخاصا من "الصحراء الغربية ومن تندوف ويقولون إنهم موريتانيين، إن أعطيناهم أوراقنا سنكون قد جنينا على الشعب الموريتاني، وجنسنا أشخاصا ما كان ينبغي تجنيسهم (...) طبعا هؤلاء إخواننا وجيراننا".

ويعتبر محمد ولد الغزواني قائد الجيش ووزير الدفاع السابق، الذي يخوض غمار الانتخابات الرئاسية بألوان حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، الذي تأسس سنة 2009، مقربا من الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، الذي سبق له أن قال في تصريح إعلامي خلال شهر أبريل الماضي إن "الغرب، والولايات المتحدة وأوروبا لا يريدون قيام دولة تفصل بين موريتانيا والمغرب جُغرافيًّا، وهُنا تكمُن المُعضلة، وكل ما تسمعه خارج هذا الإطار غير صحيح".

آنذاك حاولت جبهة البوليساريو التقليل من أهمية تصريح الرئيس الموريتاني، إلا أنها التزمت هذه المرة الصمت اتجاه تصريحات المرشح الأوفر حظا للوصول إلى كرسي الرئاسة.

ومقابل الصمت الرسمي للجبهة الانفصالية، هاجم عدد من أنصارها في مخيمات تندوف وداخل الصحراء، ولد الغزواني، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكتبت صفحة "شبكة الكركرات الإعلامية الصحراوية" على الفايسبوك "ولد الغزواني لا يمثل الموقف الرسمي الموريتاني ولا حتى موقف الشعب الموريتاني من قضية الصحراء الغربية.. فهو مجرد مترشح انتخابي اختاره العسكر هناك وتصريحاته فيها توظيف غير لائق لقضية الصحراويين في الانتخابات ذو نكهة استخباراتية مغربية".

فيما قال الناشط سعيد زروال "ولد الغزواني تحدث باللهجة الحسانية وكلامه واضح ولايحتاج إلى تفسير، وخلاصته أن هناك الموريتاني الأصلي وهناك المجنس"، وأضاف "والله إيفرج على الشعب الصحراوي الذي تحول إلى ورقة إنتخابية من ثاباتيرو بمدريد، الى ولد غزواني بكيهيدي".

فيما تساءل أحمد عبد الرحمان "هل اصبحنا نعيش ازمة هوية؟" وأضاف متسائلا "هل نحن مجرد ورقة انتخابية في دول الجوار من جبهة التحرير في تيندوف الى مرشح بلدية بئر ام اقرين. بموريتانيا او حزب الاستقلال المغربي الى بوديموس باسبانيا".

يذكر أن العديد من صحراويي تندوف يحملون الجنسية الجزائرية أو الموريتانية، وهو ما يمكنهم من المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية التي تتم في البلدين.

وستجرى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في موريتانيا في 22 يونيو والجولة الثانية في 6 يوليوز، وسيكون السباق نحو القصر الرئاسي محسوما بنسبة كبيرة بين العسكري السابق ولد الغزواني، والمرشح المدني محمد ولد بوبكر، الذي شغل منصب رئيس الحكومة مرتين في عهد الرئيسين، معاوية ولد سيد أحمد الطايع، والراحل علي ولد فال، الذي توفي في مارس 2017 إثر "نوبة قلبية".

وستشكل هذه الانتخابات أول عملية انتقال للسلطة بين رئيس منتهية ولايته وخلفه المنتخب في البلاد، بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية بين 1978 و2008.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال