القائمة

أخبار

نبش قبور المسلمين بمدينة نيس : عمدة المدينة يرفع شكوى احتجاجا على التشهير

أعلن عمدة مدينة نيس، عضو حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، كريستيان أستروسي، يوم أمس، عزمه على مقاضاة عبد الرزاق فتنان، مستشار جماعي بمدينة نيس، ينتمي لصفوف  المعارضة، بتهمة التشهير. و استجابة لنداء عدد من العائلات، ندد السيد فتنان، يوم أمس، في بيان صحافي عزم  المدينة خلق مساحات جديدة للدفن وذلك بإعادة استعمال 38 قبرا من المقابر المخصصة لدفن المسلمين في شرق نيس.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

شدد  كريستيان أستروسي ،عمدة مدينة نيس عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية ، لهجته، فقال "لا أقبل أن يحاول البعض نثر بذور الاضطراب في أي مجتمع كان ، وخاصة  داخل المجتمع الإسلامي! "حسب ما أوردته صحيفة " Nice Matin "، و كشف عن نيته لتقديم شكوى من أجل "التشهير" ، بعد ظهيرة يوم أمس، الاثنين 19 دجنبر، خلال مؤتمر صحفي بحضور الأمين العام للمجلس الجهوي للديانة الإسلامية، بوبكر بكري، وينبغي توجيه الشكوى ضد عبد الرزاق فتنان، مستشار جماعي بمدينة نيس و مرشح عن  الحزب الاشتراكي المعارض ، و الذي استنكر عزم العمادة على نبش 38 قبرا  في المكان المخصص لدفن المسلمين شرق نيس. وإذا لم يكن  اسم السيد فتنان واردا بصورة مباشرة ، فإن كريستيان أستروسي  لمّح ضمنيا إلى" أن مرشح في المعارضة عمل على تحريض عدد من العائلات بقوله  : احذروا، هم  بصدد نبش قبور موتاكم ! ".

وقبل تصريح السيد أستروسي، أكد المرشح، ‌‌الذي رفض التعليق للتأكيد على أنه " آن الأوان للعائلات التعبير عن نفسها "، يوم أمس،وعلى أن  دوره يقتصر على نصح عائلات الموتى، كما أوضح أن "بعض العائلات توجهت إليه و سألته حول ما إذا كان نبش هذه القبور مسألة عادية، في الوقت الذي لم يتم إخبارهم بالأمر، في حين  نصحتهم بتشكيل جمعيات، و بذلك سيكون لهم وزنا كبيرا، خاصة و أنه سيكون بإمكانهم تركيز المعلومات التي يوردها الجميع "، و قد أثار الرجل حفيظتهم بإصدار بيان صحفي على مدونة المعارضة تحت عنوان "  تغيير العصر".

وبالنسبة لسلطات المدينة، أشار فيرولا أوغوست، مساعد مفوض بمجلس الديانة، يوم أمس، إلى أن " اسم السيد فتنان ارتبط بجميع مناقشاتنا حول المربع المخصص للمسلمين، فأنا متفاجىء من عدم اتصاله بي "، و أضاف السيد  أستروسي " لقد صفق الجميع عندما تم التصويت على هذا الأمر في  المجلس البلدي ... " ، و كان  السيد عبد الرزاق فتنان يجهل، يوم أمس، ما إذا كان تصويت في المجلس البلدي قد تم فعلا، و قال متمنيا  "لا أعتقد"، و بذلك تحولت القضية  إلى اصطدام بين  الفريق المنحاز للعمادة، حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية ، والحزب الاشتراكي المعارض.

و فيما يخص الوقائع نفسها، يؤكده السيد أستروسي ، أنه يفترض حتى الآن أن المدينة ، لم تقدم على نبش أي قبر، و أن عمليات النبش الأربعة التي تمت كان وراءها عائلات استجابت لطلب العمادة، و أن قرارها القاضي باستخراج الجثث لوضعها في صناديق أو قبو للدفن، كان الهدف منه تحرير مساحة في مربع الدفن المخصص للمسلمين لأن الخنادق، أو بالأحرى قبو الدفن، تشغل مساحة أكبر، وتتم عمليات نبش القبور بطريقة قانونية مع انقضاء أجل الدفن، و هي ممارسات جاري بها العمل.

و على الرغم من هذه التوضيحات ، لا تزال عائلات الموتى من أعضاء جماعة "لا تلمسوا أهلنا"  غاضبة، و يقول السيد العياشي بن عبد السلام، 67  عاما، عضوا في الجماعة و يقطن بمدينة نيس منذ 1976 :" إذا كان السيد أستروسي أمامي ، سأقول له هذه  الحقائق الأربعة ،" وكان الرجل قد دفن ابنته سنة 1987 ، في مربع الدفن المخصص للمسلمين الذي تريد العمادة نبشه، و استرسل غاضبا "منذ سنة 1987، لا أحد قال لي أنه ينبغي تجديد المقابر، لم أعلم بالأمر البتة "، و قرر أخيرا نقل رفاث ابنته إلى مدينة وجدة لإعادة دفنها.

و اليوم يتبلور غضب العائلات أساسا في نقص المعلومات، وأكد السيد أستروسي أن جميع الأسر، التي حل موعد نقل رفاث أهلها، تلقت "رسالتين مضمونتين مع إشعار بالاستلام" والذي و ضعها" رهن قاضي التوجيه "، و قال  بن عبد السلام بغضب "أنا أسكن في نفس العنوان، بنيس، منذ سنة 1976 و لم أتلق أي بريد! "، وأوضح العمدة وفقا ليومية "20 minutes" قائلا: " لقد وضعنا هذه الإعلانات لأنه لا نتوفر على عناوين هذه العائلات التي تستفيد من  موضع مجاني، انقضى أجله، و لكن الأمر لا يتطلب العجلة "،و يحكي السيد العياشي بن عبد السلام: " لقد قصدت مصلحة الدفن حيث شرحوا لي أنه بإمكان العمدة نبش القبور في أي وقت، و لهذا سارعت إلى نقل رفاث ابنتي، التي كانت لا تتوفر مع ذلك على الجنسية المغربية يوم وفاتها، إلى مدينة وجدة."

كما أثارت تصاريح السيد أستروسي غضب العائلات، عندما أكد القرار الذي اتخذته المدينة "بالتشاور مع المجلس الجهوي للديانة الإسلامية وبناءا على طلب من العائلات لنقل الرفاث " و أقر بن عبد السلام بأنه لا يعرف أي عائلة قد طلبت نفس الأمر، كما أكد قائلا : "كنا حاضرين بكثافة ، في مظاهرة الأحد، و كان  الجميع حزينين؛ و لا أحد صرح أنه  طلب من العمادة  نقل الرفاث ".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال