القائمة

أخبار

عندما يساهم الإعلام الفرنسي في تحقير المسلمين

في الوقت الذي تكشف فيه دراسة عن الأحداث الجميلة لسنة 2011 في فرنسا، تهتم بعض وسائل الإعلام بالتركيز على الأماكن التي يمنع فيها ارتداء الحجاب و الصلاة في الشارع.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

فقد أوردت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرا تناولته العديد من وسائل الإعلام حول نتائج دراسة استقصائية قام بها معهد ميدياسكوبي. و تتناول هذه الدراسة، التي أنجزت بين 2 و 9 دجنبر، تقييم الفرنسيين لأهم الأحداث التي ميزت السنة الحالية، وقد أعطى 800 شخص، تم استجوابهم، نقطة تتراوح بين 1 و10 للأحداث التي يرونها مميزة في هذه السنة.

وكان التنقيط على أبرز الأحداث التي تلت القرارات الحكومية، فيما يخص بعض القضايا، متفاوتا حيث أن قرار فرض ضريبة على الدخل المرتفع حصل على 7.7 نقطة، قرار الرفع من الحد الأدنى للأجور حصل على 7.5، قرار منع ارتداء البرقع في الأماكن العمومية، الذي دخل حيز التطبيق هذه السنة، حصل على معدل يصل إلى 7.1 نقطة فيما يأتي  قرار منع الصلاة في الشارع لشهر شتنبر في مؤخرة الترتيب ب 6.4 نقطة.

ألغام خطيرة

إن الآراء التي أدلى بها الأشخاص الذين تم استجوابهم حول الأسئلة التي طرحت عليهم لم تكن بالمفاجئة، لكن الطريقة التي قدمت بها نتائج هذا الاستطلاع لدى بعض وسائل الإعلام الفرنسية يشوبها شيء من الاضطراب وتدعو للقلق، إذ لم تتردد يومية ليبيراسيون، في موقعها الإلكتروني، من وضع عنوان عريض جاء فيه: " منع ارتداء الحجاب و الصلاة في الشارع و ثنائي الفينول، تدابير ميزت سنة 2011"، وفي نفس السياق، تعنون 20 Minutes لكن بلهجة مخالفة: " الفرنسيون يصوتون لصالح قرار منع الحجاب، الصلاة في الشارع و ثنائي الفينول ".

و من خلال نتائج هذا الاستطلاع، اتضح أن قرار منع البرقع و الصلاة في الشارع اللذين تجمعهما مرجعية إسلامية، قد لقوا تجاوبا من لدن الأشخاص الذين تم استجوابهم، في حين أن وسائل الإعلام تدفعنا للاعتقاد أن هذه الأحداث قد جاءت على رأس التدابير المشهودة لهذه السنة، الشيء الذي لا يبدو كذلك.

وفي الترتيب المعلن عنه، نجد أن قرار منع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة و كذلك الصلاة في الشارع قد جاؤوا متفرقين إذ يفصل بينهما قرار منع ثنائي الفينول (7.1) الزيادة في أجور العاملين في الشركات التي زادت أرباحها (6.7) ، ومع ذلك فالعناوين الصادرة في كل من ليبيراسيون و 20 Minutes، تجعلنا نفهم ضمنيا، أن قراري منع البرقع و الصلاة في الشارع قد تصدرا قائمة التدابير التي  حضيت  باستحسان الفرنسيين خلال هذه السنة، لكن التعليق الذي يجب القيام به حول هذه الدراسة، التي قام بها دنيس موزي، اختصاصي في علم الاجتماع و رئيس المؤسسة التي أشرفت على هذه الدراسة، هو كما يقول دنيس محاولة " مطاردة الإسلاميين". إذن، أليس هذا ما يجب أن يكون كعنوان بارز في قطبين إعلاميين في فرنسا كيومية ليبيراسيون و  20 Minutes؟".

ألا ينبغي على الصحف من هذا الحجم أن لا تضخم من الأمور في الوقت الذي ارتفعت فيه الأصوات المنددة بانتشار الإحساس بما يسمى " فوبيا " الإسلام في فرنسا؟.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال