القائمة

مختصرات

بي بي سي: هل جاء دور المغرب بعد السودان والجزائر؟

نشر
من احتجاجات حراك الريف/ أرشيف
مدة القراءة: 3'

قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته شبكة البارومتر العربي البحثية المستقلة، لصالحها قبل أيام، "يطرح تساؤلا مثيرا للاهتمام والانتباه" وأضافت "هل يوشك المغرب أن يرى احتجاجات جماهيرية ضد الحكومة؟".

ويشير الاستطلاع إلى أنه في المغرب ارتفعت نسبة الذين يريدون الهجرة إلى الخارج من أكثر من 35 في المائة سنة 2013، إلى أكثر من 40 في المائة سنة 2019.

وتشير القناة البريطانية إلى أن السودان والجزائر شهدا في أبريل الماضي تغييرات سياسية كبيرة في نطاق ما أصبح يسمى الربيع العربي الثاني. وأضافت أنه بينما "بدا أن الإطاحة بعمر حسن البشير وعبد العزيز بوتفليقة كانا حدثين مفاجئين، وكانت الأدلة موجودة في الاستطلاع الذي أجراه البارومتر العربي لصالح بي بي سي عربي."

فقبل أشهر عدة من اندلاع الاحتجاجات الجماهيرية التي أطاحت بالحكومتين، كانت ردود المشاركين السودانيين والجزائريين على الأسئلة التي وجهها إليهم المُستطلِعون تشير إلى غضبهم وخوفهم ويأسهم.

وقال ثلاثة أرباع السودانيين إن بلادهم أقرب إلى الديكتاتورية منها إلى الديمقراطية - وهي أعلى نسبة في المنطقة العربية. أما في الجزائر، فكانت النسبة 56 في المئة، وجاءت الجزائر في المرتبة الثالثة بعد السودان وليبيا.

وكشفت نتائج الاستطلاع عن أن المغاربة منخرطون بقوة في حركات الاحتجاج السلمية إذ لا يسبقهم في ذلك إلا اليمنيون والفلسطينيون الذين تشهد مناطقهم صراعات وحروب منذ أمد بعيد، وأكد ربع المغاربة الذين استطلعت آراؤهم أنهم شاركوا في احتجاجات أو اعتصامات ذات طبيعة سلمية.

ويشير المصدر ذاته إلى أن المغرب دولة وحضارة، يمكن القول إنه "يعيش مرحلة تحول، فعدد المغاربة الذين يصفون أنفسهم بأنهم غير متدينين تضاعف أربع مرات منذ عام 2013، في وتيرة هي الأسرع في المنطقة العربية بأسرها".

وأشارت القناة إلى الاحتجاجات التي شهدتها منطقة الريف، مؤكدة أن التململ الشعبي في السودان والجزائر بدأ في المناطق الفقيرة والمحرومة قبل أن تنتقل عدواها إلى عاصمتي البلدين.

وعادت القناة البريطانية لتشير إلى وجود فرق بين الحالة المغربية، والوضع في السودان أو الجزائر، موضحة أن النظام في المغرب ملكي، عكس السودان والجزائر التان يوجد بهما نظام جمهوري. كما أنه في المغرب "هناك إجماع على أن الملك فوق السياسة وأنه يلعب دور الكابح للاحتجاجات الجماهيرية. لكن السؤال الأهم هو ما اذا كان هذا الإجماع ما زال قائما".

وعبر مايكل روبينز الذي يعمل في شبكة البارومتر العربي التي أجرت الاستطلاع لحساب بي بي سي العربية عن حذره من انتشار الفكرة القائلة إن النظام الملكي آيل للسقوط. ولكنه يضيف أنه ينبغي على الحكومة المغربية أن تنتبه إلى نتائج الاستطلاع. وتابع "المغاربة، والأجيال الشابة على وجه التحديد، يميلون أكثر من الشباب في الدول الأخرى نحو الرغبة في التغيير السريع، كما أنهم أقرب إلى الشرارة التي تلهبهم".

وأنهت القناة البريطانية مقالها التحليلي بالقول "إن المغرب إن لم يكن يقف على حافة الهاوية فإنه يقف عند مفترق طرق. ويتوقف الكثير الآن على ما تريده الأغلبية الشابة من الملك وحكومته الفاقدة للشعبية".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال